التغير المناخي واثره على الامن الغذائي.

لاخير في شعب يمتلك التربة والماء وينتابه الجوع،ولاخير في شعب يمتلك الموارد المختلفة ويصيبه الفقر.
ان الله خلق الانسان ووفر له قوته ومتطلبات حياته الاساسية،كما في قوله تعالى (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ)طه-118.فقد هيئ الله كل متطلبات الحياة من طعام ومسكن، وكانت بشكل مبسط اذ يقتات الانسان على ما متوفر من فواكه وطيور ونباتات،وحسب فصول السنة الاربعة،المختلفة في خصائصها المناخية من حرارة ورطوبة ورياح.وبعد الزيادة السكانية الكبيرة في الوقت الحاضر ووصولها الى حوالي 7 مليار نسمة ازدادت الحاجة الى المواد الغذائية الاساسية من قمح ورز وشعير وذره،الا ان التعرض الى التغير المناخي ادى الى تغيير الخارطة البايولوجية،وهذا يعني تغير كميات الانتاج من المحاصيل الاساسية،فقد ادى ارتفاع درجات الحرارة الى تغير انتاج القمح والشعير،والذي يحتاج الى درجات حرارة منخفضة في بداية زراعته(تشرين اول والثاني وكانون اول) تصل الى 4 مئوي واذا تمت الزراعة في بداية تشرين اول وكان النمو سريع فيتم قطع النبات في بداية كانون اول لكي يتوافق النموه من جديد مع تغير درجة الحرارة،اذ يحتاج النبات الى درجات حرارة مرتفعة خلال الربيع حتى تصل الى اكثر من 35 مئوي حتى ينضج في منتصف شهر نيسان ومايس.
بعد ان حدث التغير المناخي واستمرار درجات الحرارة فوق معدلاتها في السنوات السابقة،يعني تاخر انخفاض الحرارة الى الحد الذي يساعد على انبات القمح هذا يعني تاخر الانبات،ومن ثم سرعة النمو وبذلك يقل انتاج القمح والشعير،وهذا يعني ان المحاصيل الاساسية اصبحت في خطر،والتي تمثل مواد اساسية في غذاء الانسان.
كما ان الخطر لم يتوقف على التغير في درجات الحرارة فقط،بل ما يرافقها من تغيرات اخرى،فقد شهدت كثير من الدول العربية سقوط امطار بكميات غزيرة نتج عنها سيول جارفة ادت الى تعرية مساحات من الاراضي الزراعية وتحولها الى غير زراعية،وادت السيول الى غمر مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية فدمرتها ،كما كان لسقوط البرد وباحجام كبيرة ادى الى تدمير المحاصيل الزراعية،والاهم من ذلك قتل اعداد كبيرة من الاغنام والماعز والبقر والجمال والطيور،فضلا عن الحيوانات البرية.
ومن نتائج التغير المناخي التعرض الى الثلوج في بعض الدول وبشكل لم تشهده من قبل،مما تسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة،كما حدث في السعودية في 11/1/2021 على مركز بللسمر، الواقع على مسافة 110 كيلومترات إلى الشمال من مدينة أبها في المملكة السعودية،صورة(1)تساقط الثلوج في السعودية.

كما كانت لفيضانات الانهار دور في تدمير مساحات واسعة من اراضي الزراعية،كما في السودان،الصورة(2) فيضانات النيل في السودان

هلاك حيوانات بسبب الفيضانات الاودية.

نفوق 800 رأس غنم بسبب الفيضانات في مصر-مرسي مطروح
الثلوج تحول الحيوانات الى تماثيل في السعودية.

الاجراءات التي يجب اتخاذها من اجل تامين الامن الغذائي في الوطن العربي وكما يلي:
1- اعادة النظر في الاساليب الزراعية التقليدية وفرض اسلوب الزراعة الحديثة والكثيفة من خلال رفع انتاجية الدونم باستخدام النانو تكنولوجيا في الزراعة،ومن خلال تاميم الارض الزراعية ولاتكن ملك لاحد غير الفلاح الذي يزرعها،ويتم ذلك باصدار تشريعات وقوانين زراعية في هذا المجال،لانها مصدر رزق الجميع.
2- تشكيل هيئة استشارية عليا في المجال الزراعي تقترح ما يجب ان يزرع من محاصيل حسب المعطيات الطبيعية من تربة ومياه ومناخ،وبما يحقق التكامل الاقتصادي في الوطن العربي.
3- تاسيس شركات استثمارية زراعية مدعومة من الدولة تعمل على استغلال المساحات الزراعية الكبرى بمحاصيل زراعية وخاصة الاساسية منها وبما يؤمن حاجة السكان.
4- عمل جمعيات مشتركة بين الدولة والفلاح بما يسهم في الاستغلال الامثل لللارض،ومن خلال الدعم المالي والاستشارة العلمية التي تحقق الهدف المرجو وهو رفع كمية الانتاج وتحسينه.
5- تشجيع زراعة النخيل ام الفقراء وفق اسلوب علمي متطور باستخدام النانو تكنولوجي،وخاصة في الدول التي يتركز فيها انتاج التمور،والتوسع بانتاجه في الدول ذات المناخ المناسب.
6- التركيز على زراعة الرز بمساحات واسعة في جنوب السودان،لتوفر الارض والمياه والمناخ المناسب،ويمكن لموسمين او اكثر في السنة.
7- الاعتناء بالثروة الحيوانية بكل انواعها،ويكون ذلك من خلال توفير ملاجيء واسعة تحميها من ظروف المناخ بكل انواعها،ويتم تحسين نسلها وتكاثرها،وبما يتناسب ونمو السكان والحاجة الى المنتجات الحيوانية،ويجب ان توفر الاعلاف الجيدة للحيوانات.
8- تشكل لجنة استشارية عليا مختصة بالثروة الحيوانية بكل انواعها،لغرض اعداد دراسات في هذا المجال،ومتابعة تربيتها ووضع حلول للمشاكل التي تواجه تربيتها.
9- يتم انشاء محطات ارصاد جوية متطورة مهمتها توفير معلومات مناخية وما يحدث من تغيرات تؤثر على النبات والحيوانات،والتي يتم بثها عبر محطات واذاعات محلية،والاجراءات المناسبة للحد من اثارها.
10-اتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من مخاطر السيول والفيضانات التي تسبب خسائر مادية وبشرية سنويا ودون حلول،علما ان اجراءات المعالجة لاتساوي خسائر سنة واحدة تصل مئات المليارات.
نسال الله ان يوفقنا جميعا الى مافيه الخير للبشرية جميعا