ليس هناك ما يمكن ان نطلق عليه بمصطلح ” الدبلوماسية العربية “
#الشبكة_مباشر_ كولورادو_ دريد السامرائي_دبلوماسي سابق

الدكتور عصام البدري (رئيس المنظمة الأوربية – العربية للتبادل الثقافي- بلجيكا )
تحية تقدير و احترام
ترددت كثيرآ في الخوض في هوية الدبلوماسية العربية , لسبب بسيط وصعب في نفس الوقت ,
هو انه ليس هناك ما يمكن ان نطلق عليه بمصطلح ” الدبلوماسية العربية ” لأنه ليس هناك إجمــاع
عربي متفق عليه لدبلوماسية عربية موحدة , تتكلم وتتفاوض بإسم العرب , لو إفترضنا انهم أمة واحدة
وليست دول مشتتة .. ضعيفة ..ومقزمة . فهنا ك قواعد دبلوماسية غير ثابتة لدول (عربية) تترأسها
حكومات تستجدي عطف الدول القوية ( الولايات المتحدة الأمريكية ..روسيا.. الصين ..الدول الأوربية)
وفرضت إيران الفارسية نفسها كدولة لاعبة في أكثر من دولة عربية ( لبنان ..سوريا ..اليمن ) إلى
جانب بروز دورها السياسي والعسكري والإقتصادي والإجتماعي والطائفي في العراق ,البلد العربي
الذي أصبح بلدا منزوع السيادة بسبب إحتلاله واقعيا من قبل إيران بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام
2003 وبترحيب من قبل حكومات فاشلة وأحزاب دينية طائفية ,متخلفة ومقيتة, وميليشيات
عسكرية موالية لها (ايران ) ومنفذة لأجنداتها وسياساتها . وما خلفه الربيع (الخريف ) العربي من
كوارث في ليبيا .. والصومال .. وتونس .
أوضاع قليل بها أن توصف بأنها سيئة , بوجود هيئات ..ومنظمات , كبيرة بأسمائها , متواضعة
وهزيلة بجهودها ونشاطها ومكتسباتها وما يرتجى منها ( جامعة الدول العربية .. ومنظمـــة المؤتمــر
الإسلامي..مجلس التعاون الخليجي ) ولا أدري إن غفلت بعض المسميا ت الأخرى , التي تدعـي
حرصها على كل ما يخدم أحوال العرب والمسلمين , ويحقق رغباتهم , ويدفع عنهم شرور الغير من
الأقوام الأخرى .
وبصريح القول : ما دام لدينا مرجعيات دينية .. تفرض فتاواها وتوصياتها ( الأزهر في مصر ..
والمرجعية الدينية الفارسية في مدينة النجف العراقية ) وهناك من يتبارك بها من ساسة بلادنا ويرضخ
لتوصياتها ويطمع في رضاها , والبعض يتعامل معها إلى حد التقديس والطاعة العمياء ( مرجعية
النجف الفارسية ) , فلا خير يرتجى من دبلوماسيتنا .
أعود لأذكر ماذا فعلت تلك المنظمات والمرجعيات عندما حل الوباء الطائفي في العراق في عامي
2006 و2007 الذي يعد أكثر فتكآ من وباء كورونـا .. وأبشع في التعامل مع ضحاياه , والذي كان
ضحاياه عشرات الألآف من الأبرياء على أيادي عصابات ما يسمى بجيش المهدي .. بعملية منظمة
ومخطط لهامسبقا بعد تدمير قبتي مرقدي علي الهادي والحسن العسكري في مدينة ( سامراء ) .آلآف
الضحايا على امتداد عامين ,توزعت جثثهم في الطرقات وشواطئ الأنهار وأماكن القمامة , تلتهم
جثثهم الكلاب والقطط السائبة والطيور الجارحة , إضافة إلى الحرق والإستيلاء على عشرات المساجد
التابعة للوقف السني إنتقاما لأحجار تساقطت من قباب المرقدين , وهي خطة مبيتة , قادها ونفذها
الجنرال الإيراني المقبور قاسم سليماني (الحاكم الفعلي للعراق ).وبتأييد ومباركة كبار المسؤوليين
العراقيين ورجال الدين من الطائفة الشيعية الخاضعين لإرادة ما يسمى بالولي ( اللافقيه ) ومباركة إدارة
الوقف الشيعي من أجل انتزاع إدارة المرقدين من الوقف السني والحاقها قسرا بالوقف الشيعي .
أين الدبلوماسية العربية التي فشلت في إعادة العراق إلى حاضنته العربية بعد إبتلاعه من قبل إيران
الفارسية .
أين الدبلوماسية العربية التي عجزت عن إعادة الجزر العربية الثلاث ( أبو موسى .. وطنب الكبرى
وطنب الصغرى ) إلى دولة الإمارات العربية من الجارة المغتصبة (إيران ) عدوة العرب والإسلام .
أين الدبلوماسية العربية الإسلامية ,التي عجزت عن إنقاذ الملايين من الشعب العربي السوري الذي
يواجه أقذر دكتاتورية عرفها العالم المتحظر والمتخلف ـ قتل ..إغتصاب .. تهجير ..إعتقال ..تدمير مدن
على رؤوس سكانها ..قصف المجمعات السكنية بالبراميل المتفجرة والمواد الكيمياوية بمساعدة ومباركة
حليفتي النظام ( إيران وروسيا ) من أجل دكتاتور وعائلة كاكائية لاتنتمي لا للعروبة ولا للإسلام لا من
قريب ولا من بعيد .
ماذا عملت الدبلوماسية العربية الإسلامية لإنقاذ مسلمي بورما الذين واجهوا ولا زالوا يواجهون أفضع
حملات التطهير العرقي والديني, وقد لايعلم هؤلاء أن هناك منظمة إسلامية ,إحدى أهم واجباتها
وأهدافها متابعة شؤون المسلمين ومراقبة أحوالهم ( منظمة المؤتمر الإسلامي ) , وليس التفاخر ببناء
أكبروأفخم المساجد والمراكز الإسلامية والتي ما قدمت أي شئ لا للإسلام ولا للمسلمين .
إنتهاكات الصين ( الصديقة الحميمة للعرب والمسلمين ) للمسلمين الإيغور .الإنتهاكات المروعة
للنساء ــ إغتصاب جماعي .. تعذيب في معسكرات الإعتقال في منطقة شينجيانغ , منع النساء من ولادة
مواليد جديدة ..الإعقام القسري للنساء والإجهاض , ونقل أطفال الإيغور قسريا بعيدا عن مجتمعاتهم.
ولكن لا ننسى ان جمعية الأمم المتحدة والتي تنتمي الى عضويتها جميع دولنا العربية والإسلامية ,
تدين هذه الممارسات , وهذا ما عودتنا عليه . وإن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الآوربية
منزعجة للغاية , وهذا أضعف الإيمــان .
نحن نعيش حالة إرهاب الصمت , حالة تنعدم فيها لغة الدبلوماسية بمفهومها النظري والعملي
إرهاب صمت المجتمع الدولي .وصمت الجامعة العربية ــ مفرقة الدول العربية .. مسخرة النظام
العربي .. عكاظ الخطابات التي لايعقبها الفعل .. سوق التفاخر بالألسنة ( سلاطين ..ملوك .. رؤساء
جمهوريات ..أمراء.. مشايخ ..ودساتير وأعلام لا يجمعها رابط . هذا المنتدى الذي ينطبق عليه قول
الفيلسوف السعودي الراحل ( عبداللـه القصيمي ) حيث يقول : “إن أبعد مسافة كونية هي المسافة بين
لسان العربي وفعلـه “:.
نظرة سريعة , وغير متفائلة على الخارطة الدولية وما يدور فيها من سياسات .. ومحاور ..وتقلبات
في السياسة والمواقف , نستطيع القول : إن القول الفصل ليس للدبلوماسية , وإنما القول الفصل,الأول
والأخير لمنطق القوة .. ولا تستطيع الدبلوماسية الخجولة عمل شئ إلآ إذا رافقتها القوة , وهذا ما نراه
واضحا وجليا في قرارات مجلس الأمن الدولي الذي تتحكم فيه الدول الخمس الكبار ( الولايات المتحدة
الأمريكية .المملكة المتحدة (بريطانيا ) وروسيا .. الصين ..فرنسا . ) .
وأخيرا.. عذرا يا دبلوماسيو أمتنا العربية المجيدة , أليس من حقنا أن نتساءل : هل حقا إن أمتنا
العربية..هي ” خير أمة أخرجت للناس “.؟ أم هي أفشل جنس بين الأجناس ؟ .
دريد السامرائي
كولورادو- الولايات المتحدة الامريكية