
الجار والمجرور… والفساد المستور
بقلم أكرم التميمي
قبل أن امتطي جواد أصابعي بقلمي المرهف واعتني بتزيين سطوري لغسيل من الدموع وتصدع الكلمات بأشعار ورقصات تطوف على صفحات طويتها منذ طفولتي لتتحول الدموع إلى سلسلة من الحلقات وهي تتلألأ بين حين وأخر وصرخات القلم لن تتوقف.
ومفاتيح الغمامة البيضاء تتصدأ على أبواب قلبي الحزين لإزالة ذكريات لااحب قراءتها . وقبل أن تذوب تلك الحروف بين سطور الكلمات وخيال لإمارة الحزن يفرض صمتا سحريا حتى تنطفئ الحاني وفي مقلتي تتخندق نظرة لامعة ترافقها دموع تصدح على صوت حزين لن أتردد في شتائم الجار والمجرور
فقد قتلني الجار وأدهشني المجرور .
هي نقمة حملها التاريخ ليفرض الطرفين على إطفاء شموع أوقدتها مراهقة حملت بين ذراعيها وردة وبندقية وقبل مواجهة الريح الصفراء على منافذ الحدود سأعلن أنشودتي الوطنية وأخشى من رذاذ هابيل على هؤلاء وتفاحة ادم كي تتجدد النظم الاستبدادية ستقرأ قصائد أرواح هؤلاء تحت عناقيد التقسيم وتنتشر شعارات لمطاردة الحرية ورحلة جديدة في شوارع قلبي لحروف العلة وهي تنشطر على نفايات التفكير الطائفي ومراسيل الجار والمجرور تخترق جيوب الشحاذين لهزيمة جديدة على أيدي مسلحين مجهولين لتقتحم الشرور من الجار والمجرور.
فلن يكتفي الجار
بقطع الفواكه لحديقتنا
بل طمع في حرق الأشجار
وإيقاد الفتنة والنار … …
اللعنة تطاردهم فينفقون المال من اجل الدمار .
قد تتهشم خططهم مرة أو مرتين وتحيطهم أوراق الفتنة من المفسدين على الأرض .
وحين يحاصرنا الليل وأربعة جدران لاترحم من يتفرد في غرفته …..
يخذلني ملكوت الغربة في ليالي مدينتي وهي تتلعثم في حضرة أنفاسهم و قبل أن تبدأ طقوس الليل قلمي ينساب على وريقاتي كي أجدد موضوع الساعة لاشلاء من الحزن وبقايا الوجع الجنوبي تثير جروحي
فابكي وسط ظلام قاتل متمسكا بخيوط الرحمة وأنا احرق سكارتي بين ركام الحزن كي تتحطم كل الجدران قبل طقوس الربيع فيعلن شتائي على حدود خارطتي الممتدة من الجبال الممشوقة حتى الساحل الحزين لشط العرب .