مقالات

وجهة نظر.. عن اليمين واليسار وما يحيط بهما يمينا ويسارا.. فروقات في الرؤيا تتعلق بالأرض والانسان وليس بالسماوات

#الشبكة_مباشر_باريس_ المؤرخ والدبلوماسي د.حسن الزيدي

Dr.AL Zaidi Hassan, historien en ancien diplomate

اولا-الفكر السياسي او الأفكار السياسية تعني الآراء والأفكار والاجتهادات والنظريات والفلسفات والإستراتيجيات الفردية والحزبية والجماعية التي تتبناها وتعمل من اجلها جماعات (حزبية) صغيرة وكبيرة تتخذها إدارات وسلطات محلية اقليمية ووطنية في مرحلة معينة متباينة الأزمنة. أي انها ليست قيما ومبادئا جامدة بل تتطور وتتبدل طبقا لطبيعة المجتمع الذي يتبناه.

ثانيا-بحكم تباين البلدان جغرافيا واقتصاديا وتاريخيا. فقد ظهرت أفكار واراء وفلسفات في كل منها تعبر عن بيئاتها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية وانظمتها السياسية.

ثالثا- الأديان جميعها.. كانت ولا زالت فلسفات روحية اقتصادية واجتماعية إصلاحية وضعت على انها قيما ومبادئا ووصايا وايا تا وحكما ومواعظا وعبرا وارشادات اخلاقية سماوية (غير ملزمة )لإقناع الناس من خلال الترغيب والترهيب على الايمان والاقتناع بان ( يوجد كائن غير محدد وغير مرئي وله أسماءا عديدة بكل لغات البشر ) هو خالق ومنشئ وصانع كل شي من سماوات وشموس ومحيطات وبحار ذات مياه مالحة وانهارا عذبة مليئة بأنواع الحيوانات المائية و ارض متنوعة بين بخيلة جدباء وكريمة معطاء فيها أنواع الأعشاب والنباتات والاشجار والطيور والحيوانات التي منها (الانسان) الذي هو أكملها وأرجحها عقلا وبصيرة. كما انه ( الخالق ) وضع مكافئات روحية ومعنوية هي (الجنة) (بعد الموت) للمؤمنين والمخلصين والنزيهين والعاملين والعادلين من النساء والرجال و(جهنم) كعقوبة روحية ومعنوية بعد الموت لمن يخرج ويتمرد على القيم الأخلاقية .وأيات التكريم والعقاب يتم بعد الموت وليس في الحياة التي لها متطلباتها منذ الولادة (الاكل والشرب والسكن والعمل والصحة والتعلم والامن الخ) .أي ان الانسان يحتاج لمتطلبات يومية طالما هو على قيد الحياة حتى لو كان كفيفا واصما واخرسا واعرجا وعضبا وغبيا وكسولا مثلما يحتاج الانسان الاخر الذي ليس فيها عورا. غيرانه (لا يوجد انسان مثالي) بل الاناني والغيور والحسود والذكي والغبي ومحب الشهوات والتسلط ويسرق ويكذب اخر ذكي ونشط ونزيه ومؤمن ويريد ان يعمل ويتعلم ويتداوى وقد يبدع فلا يصح ان ينتظر موته ليتم تكريمه ومعاقبته.

رابعا-في (المدن السومرية) التي ابتدع مواطنون فيها انماطا من طرق الزراعة والري وآلاتا لتطوير أنواع وكميات الزراعة. واخترعوا الكتابة التي هي مفتاح كل المعارف والعلوم. كما طوروا اساليب وانماطا للتعامل مع المدن المجاورة.

خامسا- في مملكة بابل.. كان الملك المشرع والفقيه البابلي حمورابي وضع دستورا وقانونا متكاملا من 282 مادة ينظم شون الحياة في الحكم والادارة والعبادات والانشطة الاجتماعية والزراعية والتجارية والحربية.

سادسا – فراعنة مصر بين3100/.343 قبل الميلاد تفننوا اغلبهم في تصور فكرة الارباب المتعددين والالاه الواحد. وأشاروا الى (ان فن الحكم يعتمد على الانسان الموهوب والمتخصص المبدع في مجال ما ليكون متكاملا ويعطي أفضل؟ والنتائج عندها يملك ثروة ولا يحتاج لشي. وعليه ان يبحث ويجتهد دائما بهمة ونشاط ليتمكن من حكم نفسه بنفسه بدون أخطاء. ولا تفرض ولا تستعمل القوة ضد الاخرين الذين قد يفرضونها عليك. ان كنت قويا لا تظهرها بل تصرف بحكمة لكي يحترم الناس دون خوف. ولا تعطي اوامرا الا إذا تطلب الامر.

Celui qui connait l’aisance dans son domaine ne serait pas partial, car il possède des biens et ne manque de rien. Cherche pour toi chaque occasion d’être efficient de sorte que ta maniéré de gouverner soit sans faute.si tu es puissant ; agis en sorte que l’on te respecte ; et fonction de la connaissance et du calme du langage. Ne donne d’ordres que lorsque les circonstances l’exigent ; Ptab—hotep. Christian Jacq ; la Sagesse vivante de l’Egypte ancienne ; Edition Robert Laffont ; paris 1998 ; p95

سادسا -في الصين التي يبدا تاريخ السلالات فيها منذ سلالة كسا بين 2100/1500قم حيث كان الإمبراطور يستمد سلطته من الاه الأعلى في الصين وهو ( شانغدي ) حيث يكون الامبراطور وكانه الاها ثانيا او نبا معصوما.. غير ان الواقع لم يثبت عصمته بل كان كان بعض الاباطرة طغاتا وجبابرة وضعفاء فاشلين في إدارة شؤون الدولة. عند مجئ سلالة شانج بين 1500/1027قم تطورت فكرة شروط الحكم فلم تعد روحية فقط بل تشتط المعرفة والكفاءة. كما ان ظهور الفيلسوف كونفوشيوس بين 551/ 479قم دعا لان تكون شروط الحاكم الاخلاق والعدل والرحمة والمعرفة وليس الأصل والثروة

– سابعا في المدن الاغريقية / اليونانية ظهرت صراعات وحروب بين اثينية وسبارطة وغيرها من المدن المجاورة وتهديدات خارجية (فارسية)

ثامنا- ضمن هذا الجدل والصراع والاغتيالات والحروب حول من هو أحق بالسلطة.. ظهر الفلاسفة ليس بطرا وترفا بل حاولوا تصور حلولا واساليبا لفن الحكم لإيجاد استقرار وتوازن عملي وواقعي بين القيم الغيبية الروحية والمثالية وبين الحياة اليومية المادية وتعقيداتها وسلوكيات وطموحات ومتطلبات الناس غير المتساوية.. لأنهم لم يكتفوا بالقيم الروحية لأنها تعتبر (قيما مقدسة جامدة غير قابلة للنقد ولا لتغيير ولا للتأويل وهكذا يدافع المؤمنون بها عنها وهم المحافظون ولربما الرجعيين. فابتدع الفلاسفة أفكارا وفلسفات قابلة للتطبيق اليومي وللتطوير وللتعديل وللإلغاء ودعوا لافكارالتعايش والسلم لان الحروب لا ينبغي ان تكون قواعدا بل استثناءات.

من بين فلاسفة السياسة والحكم

– افلاطون الاثني عاش بين 427/347 قم كتب (كتاب الجمهورية) أي انه دعا للمشاركة بالسلطة والى الحكم الشعبي باعتبار ان هدف كل سلطة يكون في خدمة الشعب الذي هو التي وضعها باختياراته الحرة.. أي ان الجمهورية رديفة للعمومية الدمقراطية

-سقراط ولد في مدينة الوبيس عام 469 وموته منتحرا عام 399قم في اثينة لانه كان يندد بالصراعات والحروب الاهلية العبثية ويدعو للسلام فيما تم اتهامه بانه يروج للتخاذل –

الاستاجيري ارسطو عاش بين 385/322قم كان من تلاميذ ارسطو. كتب كتاب بعنوان (السياسة) التي هي من وجهة نظرة مبادئا وقيما وممارسات واساليبا وترتبط بالظروف المتاحة وتحتج لمهارات وقابليات وقدرات وكفاءات خاصة واستثنائية أي انها (فن الممكن) . كما كتب كتابا اخر بعنوان (المنطق) ويعني به كل ما هو واقعي وممكن الوقوع. فلا دخان بلا نار ولا مطر بدون غيوم . ولابكاء بدون الم. وان تقييم الأشخاص يتم من خلال قدراتهم وعطاءاتهم وليس من خلال انسابهم وثرواتهم. واديانهم-

– الايطالي زينون عاش بين 332/ 262 قبل الميلاد ومواطنه الامبراطور مارك اوريل بين 121/180 بعد الميلاد ومن يماثلهم تبنوا فكرة كون الفلسفة هي أساليب فن العيش على الصعيدين الفردي والجماعي لخلق حالات من الاستقرار والامن الاجتماعي والسعادة.

– الفيلسوف ابن رشد ولدعام 1126 في قرطبة وتوفي عام 2298 في مراكش. كتب عدة كتب منها(كتاب العقل ) الذي يعتمد أيضا على المنطق الصحيح المدعم بالحقائق والأرقام والتجارب ويتقدم العقل على كل اعتبارات روحية.عند حدوث مشكلة ما يجب الاحتكام لها . بقيت أفكار ابن رشد سائدة لعدة قرون في عدة دول اوربية وخاصة فرنسة وايطالية والمانية حيث كان اتباعه يطلق عليهم (الرشديين ) كما صار بعد فترات طويلة لاحقة يطلق (الماركسيين او التروتسكيين )

-الإنكليزي جون لوك عاش بين 1632/1704 ومواطنه توماس هوب عاش بين 1588/1679 أشارا الى ان (الطبيعة) ليست كيانا يمكن قياس حجمه وكميته الا انها خلقت قوانينا دقيقة للكون والنباتات والأشجار والحيوانات التي منها (الانسان) الذي يعتبر الكيان والماكنة الحية الأكثر تعقيدا على الاطلاق

– الفيلسوف وعالم الرياضيات الفرنسي ديكارت عاش بين 1596/1650. أكد على ان فكرة الشك. ليست كفرا ولا الحادا بل هي مشروعة بل واجبة كاسلوب للوصول للأفضل والاجود وليس الاستسلام او التسليم بالتحليلات والتفسيرات الطوباوية

– السويسري -الفرنسي جان جاك روسو عاش بين 1712/1778 ذكر في كتابه (العقد الاجتماعي) بان السماوات لا تعارض تقدم وحرية وسعادة البشر بل تدعوا لها لانها هي نفسها نموذجا للابداع والمعرفة. وان أي تجمع بشري لا يتطورا لا ضمن تناسق وتعاون بين أعضائه في تحديد وخلق توازن بين الحقوق والواجبات وخلق هرمية سلطوية يتم اختيارها بحرية ضمن فترات متفق عليها ولا يجوز تجاوزها الا بموافقة طوعية (للأغلبية العظمى أي 51 + ). ان الحاكم والأمير والامبراطور والفرعون هو الطرف الأصغر والاضعف في معادلة وليس كل المعادلة لان الطرف الأهم فيها هم الناس الذين هم يمنحونه شرعية ووظيفة وواجب الحكم

– الفرنسي مايان دي بيران عاش بين 1766/1844 أشار في كتاب (الشعور الذاتي) بان الحرية لا تقاس ولا يتم الشعور بها الا من خلال الممارسات والأنشطة العامة والخاصة التي في حالة انعدامها تصبح حياته عبثية ولا طعم لها

– الألماني فردريك فون شيلنج عاش بين 1775/1854 اكد على الناس ليسو اعدادا وارقاما وليسوا قطعان حيوانات بل هم هويات ذاتية فردية لكل منها قناعاته وآرائه حسب أعمارهم وبيئاتهم وفلسفاتهم الفردية بين الايمان المفرط والالحاد المفرط يجمعهم ويقربهم او يبعدهم من بعظهم المصالح والحاجات ظمن مؤسسات تظمن للجميع حقوقهم وتحدد واجباتهم

-الالماني فردريك هيجل عاش بين 1770/1831 يقول ان الفلسفة ليست ترفا وحب المعرفة كما يقول افلاطون بل هي نظام علمي لانها بدون نظام أي بدون مقومات مؤسساتية تفقد معناها العلمي.

-الألماني لوويج فورباخ عاش بين 1804/1872. اكد على ان الانسان هو افضل كائنات الطبيعة وافضل من يفهمها ويتفهمها وكل فلسفة لا تخدمه لا يكون لها معنى.

-الألماني جوهان كاسبار ستينرعاش بين 1806/1856 يقول عندما يتخلى الانسان عن عبادة الله كقيمة روحية فانه يخضع (لمؤسسة) أي الدولة والقوانين والأنظمة وقواعد العمل وتصبح هي الدين الجديد ( دين الحياة)

-الألماني كارل ماركس ولد في عام 1818 يهوديا ومات في انكلترة عام 1838بروتستانتيا. أكد على ان الانسان لم يخلق ليتعبد بل ليعمل لكي يعيش وينتج. لان التصوف والانعكاف في الصوامع للتعبد لن يجلب له لا ماءا ولا خبرا ولا امنا ولا حرية.

تاسعا- بعد هذا الاستعراض المقتضب جدا للعديد من الفلاسفة والمجددين على مختلف العصور اشير الى ان الأفكار الفلسفية التي أشرنا لها ليست متفقة على منهج واحد بل متباينة بين..

1- الاتجاهات الفلسفية اليمينة المحافظة المعتدلة.. تعتمد على قيم من العادات والتقاليد والأعراف التي تبلورت بمراحل طويلة من الزمن وصارت كانها قوانين عامة مقبولة من الأكثرية واعتمدت مبادئ الدمقراطية التمثيلية التعددية من خلال منظمات حزبية تتنافس من اجل الأفضل. وهي غالبية الأنظمة الاوربية الغربية والوسطى والشمالية الغربية والولايات المتحدة وكندة وأسترالية ونيوزيلندا حيث يساهم كل المواطنين من النساء والرجال البالغين سن الرشد ليس الطبيعي بل القانوني حسب الدول بين 18 /20عاما في اختيار ممثليهم اختيار حرا ليس لقومياتهم ولا لأديانهم ولا لالوانهم او اجناسهم (اناث او ذكور) بل طبقا لسمعتهم الوطنية والمهنية ونزاهتهم ولبرامج ومناهج وفلسفات المرشحين والتي تتعلق بمصالح الناس الحياتية (السكن..العمل. التعليم. الصحة. الامن. المواصلات. وكل الخدمات المعاصرة الخ) وخضوعهم لرقابة مؤسسات متخصصة ومستقلة مع وجود (معارضة سياسية وإعلامية مشروعة) يحق لها مناقشة كل القوانين والاعتراض عليها.

كما انه في الدول ذات الأنظمة الدمقراطية التي تقر التعددية الحزبية وتداول السلطة من خلال صناديق الاقتراع الحر المباشر تتضاءل فيها الفروقات بين من هم في السلطة وبين من هم في المعارضة حيث سرعان ما يتفق الجميع حول القضايا الوطنية العامة سواء في الاقتصاد والحرب ولا يتخندقون في خنادق اللامبالاة او الشماتة او التآمر.

النظام في المملكة المتحدة الذي يوصف على انه (نظام لبرالي معتدل) هو أفضل نظام سياسي منذ توقيع الوثيقة الكبرى عام 1215 من قبل الملك جان الشقيق الأصغر الى ريتشارد قبل الاسد. حزب الاحرا الذي عاش بين1678/1859 حكم منه 7 رؤساء. حزب المحافظين منذ نشوئه عام 1832حكم منه حتى الان 19 رئيس وزراء. وحزب العمال منذ تاسيسه عام 1900 حكم منه حتى الان 6 رؤساء وزراء.

كما ان القوى المعارضة في الأنظمة الدمقراطية لا تعارض من اجل المعارضة ولاتتامر ولا تتهادن مع الخارج من اجل استلام السلطة بل تتوجه للجماهير من اجل كسب ودها لانها الطريقة الوحيدة من وجهات انظارهم لاستلام الحكم. أي ا الفروق بين السلطة ومعارضيها في الدول الدمقراطية هي فروقات طفيفة جدا

2 – الاتجاهات الفلسفية اليسارية التي تعتمد عادة على سياسة الحزب الواحد والقائد الواحد الذي يحتكر هو وحزبه كل مؤسسات الدولة ويضعون خططا وبرامجا لا تخضع للنقاشات الشعبية وقد تنتفع منها فئات خاصة بالحزب والمقربين منه حيث تظهر الولاءات غير الحقيقية والغاء الملكية الخاصة. اثبت فشل هذه الأنماط في تجربة الاتحاد السوفيتي بين 1917/1999 حيث عادت القيصرية اليها من خلال بوتين الذين يحكم منذ عام 1990 وحتى عام 2036 أي سوف يكون عمره81 عاما

كما ان دول اوربة الشرقية التي كانت تابعة قسرا للاتحاد السوفييتي بين 1946/1991 وكذلك في فيتام وكوبا حيث يفتقر غالبية الناس للحريات العامة للتعبير عن مشاركتهم في السلطة وفي القرارات الوطنية وللحريات الخاصة للتعبير عن ارائهم بحرية وتشكيل منظماتهم وجمعياتهم المتنوعة.

3- تجربة الصين الاشتراكية منذ عام 1949 ذات الحزب الواحد وسكانها 1.5 مليارمن البشر فان الحزب الشيوعي اعتمد على الفلاحين الذين يشكلون حتى الان /60 من الايدي العاملة التي تعمل في الأرض لكي تأكل. وسمح حق التملك الزراعي والتجاري والصناعي لمشاركة أكبرعدد ممكن من الناس في الحياة الاقتصادية. كما ان الحزب في الصين صارمنذ وفاة ماوتسي تونغ عام 1976عن 83 عاما لا يهمه الاعداد بل النوعيات حيث لا يقبل فيه من يرغب بل من ملتزم ومن يستطع على العطاء وليس المنافع فقط. كما ان الرئيس الصيني ( شي جين بينغ) منذ توليه رئاسة الحزب والدولة في عام 2013 اقر مع البرلمان واللجان المتخصصة خططا اقتصادية واجتماعية ليست قسرية بل ذات طابعا رأسماليا لأنها تعتمد على التنافس والجودة في الأسواق العالمية مما جعل الاقتصاد الصيني يجمع بين الاشتراكية والنظام الح الذي يقوم على مبدا التنافس ليقفز من اقتصادي معظمه زراعي الى اقتصاد زراعي وصناعي حيث احتلت الصين منذ عام 2015 الموقع الثاني في التجارة الدولية وفي الانتشار الاستثماري الدولي بعد الولايات المتحدة وقبل المانية واليابان وبريطانية وفرنسة وكندة.

4- الأنظمة المتطرفة يمينيا منها خاصة الأنظمة الدينية الطائفية مثل السعودية الوهابي الاقصائي والقسري والنظام الإيراني الصفوي الذي فيه الرئيس يحكم بالنيابة عن شخص قبل انه غاب عام 874م في سامراء في شمال بغداد والنظام اليساري الوراثي المتطرف في كورية الشمالية الذي يعبد فيه الانسان بدلا من الله.

5-الأنظمة الدكتاتورية التي يحكمها جنرالات مثل الفليبين وباكستان وبنغلادش وبعض دول أميركية الجنوبية والوسطى والعراق وسورية ومصر فأنها أنظمة متخلفة لأنها تهمش شعوبها وخاصة النساء والخبرات العلمية والفنية حيث لا تسمح لهم في المشاركة في السلطات العليا ولا في القرارات الكبيرة التي تخص مصير الشعب كله مثل قرارات الحرب والسلم. فتكون أنظمة ضعيفة وقلقة تخشى شعوبها وتكون تابعة اقتصادية وسياسية للدول الدمقراطية. كما انها تهمش أقليات العديدة القومية والدينية وتضطهد المعارضين بمختلف أنواع الاضطهاد حيث تكثر السجون والبطالة. كما انها انظمة تقل فيها الشفافية في الإدارة المالية فيكثر فيها الفساد المالي والإداري وتقل النزاهة وتكثر سرقة المال العام لعدم وجود رقابة. لذلك تمارس المعارضة مختلف الأساليب بما فيها الأساليب التأمرية للقضاء على هذه السلطة دون حساب النتائج مما يخلق حالات من عدم الاستقرار الذي لا يسمح بدوره لإقامة حياة سياسية واقتصادية واجتماعية متوازنة فتبقى البلدان ضعيفة ومختلفة حتى لو كانت غنية بثروات مواد خام التي تحتاج مهارات وأنظمة سياسية عادلة لكي يتم استثمارها بطاقات وخبرات وطنية.. فاليابان مثلا ليس فيها نفطا لكن نظامها السياسي والاقتصادي منذ عهد (الامبراطور ميجي حكم بين 1876/1912) تفوقت وتقدمت اليابان اقتصاديا وتقنيا على الاتحاد السوفيتي وخليفته روسية بل تقدمت على بريطانية وفرنسة.

6- النظام السياسي في دولة إسرائيل في فلسطين منذ 1948.5.15. نظام خاص لم تتحدد ملامحه بعد. فهو لم يحدد هويته.. هل هو نظام ديني ؟ ام نظاما قوميا عنصريا؟ ام نظاما اسيويا؟ ام يبقى نظاما يعتمد كليا على دول خارجية لها صراعات مع العرب والمسلمين. كيف لا يجوز لدولة تركية التي فيها إسطانبول مدينة اوربية جغرافيا. لم تقبل في الاتحاد الأوربي ومثلها لبنان وسورية ومصر الأقرب الى اليونان. وليبية الأقرب الى مالطة وتونس الأقرب الى إيطالية والمغرب الأقرب الى اسبانية والجزائر الأقرب الى فرنسة لا يحق لهم لهم الحصول على عضوية الاتحاد او الحصول على اتفاقيات افضلية بينما دولة إسرائيل تتمتع بكل الامتيازات الاقتصادية والأنشطة العسكرية والرياضية والفنية؟ كما ان دولة إسرائيل لم تفكر حتى الان بايجاد فلسفة التعايش مع جيرانها ليس من خلال القوة المستوردة بل من خلال التنازل والمصالح المتبادلة.. على ساسة إسرائيل ان يعلموا بان لا حياة لهم حتى ولو بقوا في جزء من فلسطين 781 عاما وهي السنوات التي قضايا العرب في الاندلس ما لم يقبلوا طوعيا التعايش مع جيرانهم الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والمصرين وان يشاركونهم في البحر.

نخلص للقول بان المهم ليس في تبني شعارات يسارية او محافظة بل المهم تبني نظاما يشارك به الغالبية العظمى من الشعب بوسائل حرة ودمقراطية في اختيار ممثليه في السلطة وفي خياراته في ممارسة مختلف انشطته الاجتماعية والاقتصادية والفنية وحتى الدينية التي سوف تكون احدى المفردات الثانوية في يوميات الناس التي تعمل وتدرس وتتمتع بأنشطة رياضية وفنية وثقافية.

د. المؤرخ والدبلوماسي حسن الزيدي. 2021.4.7

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى