أدب وفن

رؤيا …..بقلم الكاتبة نسرين حسين

الشبكة مباشر

حاولت أن تسترجع ذكرياتها مع عدد من الصور
القديمة..
نادت ابنتها التي تبلغ من العمر الخامسة عشر .تعال لنتصفح الماضي معاً ….

جلستا بقرب بعض وأصبحت الصور القديمة في متناول يد الأم مع كل صورة تحكي حكايتها وماذا حل حينها….

أخذت أول صورة..
ياحلوتي هذا والدي وهذه خالتك وأنا التي تحمل اللعبة انظري كيف كنت مبتسمة أتذكر تلك اللحظة كنت سعيدة بهذه الدمية …

وهذه الصورة الثانية …
هنا كان عمري خمس عشرة سنة بعمركِ الان..
أحببت أن أظهر مفاتن جسدي، انظري كم أنا ممشوقة …
تنهدت وقالت…أيام ذهبت و ولن تعود…

أخذت الصورة الثالثة.
رجفت يدها بسرعة…وظلت تحدق بها وعينيها تلمعان…
انتبهت الفتاة لما حل بوالدتها ….أمسكت يدها
وطلبت منها ان تهدأ….
ابتسمت الام…
ياابنتي …لا اعلم كيف وصلت هذه الصورة إلى حقيبة الصور القديمة كنت قد حفظتها مع علبة المجوهرات
لأنها وبصراحة ثمينة جداً …

إنها لأول عشق نبض لهُ قلبي بصدق
اتذكر جيداً كيف وصلت لي هذه الصورة…كنت حينها في زيارة لبيت جدي طلبت مني خالتي فوزية أن أجلب لها قليل من البن من جارتها التي تسكن أمام بيتهم…
وأنا في طريقي استوقفني هذا الشاب واخبرني ان أبلغ فوزية إنه ما زال على الوعد وأن أوصل هذه الصورة لها
وأن لا أخبر أحداً بالأمر…..
أخذت الصورة احتفظت بها ولم أخبر خالتي بما حدث
وبقيت اتأمل صورة هذا الشاب
عشقتهُ دون علمهُ وصار شغلي الشاغل أتذكر عينيه كان جذاب جداً وعطره ملئ أنفي لا أعلم كيف أحببته وكيف سمحت لنفسي أن أحل محل خالتي المسكينة ..
وبعد مرور أسبوع، أسبوع يابنتي
سمعنا خبر استشهاد هذا الشاب…
وظلت هذه الصورة معي…
لم تتأثر الفتاة بما حدث مع والدتها وأخبرتها إنها مسألة عادية لكن جيلكم ما زال يحتفظ بذلك الحب والإخلاص وطلبت من والدتها الاستمرار …
مع أخذ الصورة الرابعة ضرب جرس الباب نهضت الفتاة لترى من الطارق
وبقيت الام تنظر لصورة الشهيد وتغوص بتفاصيل ملامحهُ الجميلة دون وعي نزلت دموعها وتنهدت
كم سرقت منا هذه الأرض من شبان في غاية الجمال
مع هذا الشجن رجعت بقربها

مسحت دموعها بسرعة وظلت تنظر للصورة واخبرت ابنتها….أنا حزينة على الشهداء ياابنتي
أرجو منك أن تفهميني..ومن ثم نظرت الى ابنتها

لترى إن من تجلس بقربها خالتها فوزية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى