بعد ساعات فقط من تعهّد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالتبرع بعدد 500 مليون جرعة من لقاح شركة “فايزر”، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن “بريطانيا ستقدم ما لا يقل عن 100 مليون جرعة من اللقاحات الفائضة لديها إلى الدول الأفقر حالا”.
كما وافقت دول الاتّحاد الأوروبي على التبرع بما لا يقل عن 100 مليون جرعة بحلول نهاية عام 2021، مع التزام كل من فرنسا وألمانيا بتقديم 30 مليون جرعة.
وستوزع اللقاحات على “92 بلدا” نامية عبر آلية “كوفاكس” بإنصاف على أن يبدأ ذلك في آب/أغسطس المقبل، مع تسليم 200 مليون جرعة بحلول نهاية العام. أما الجرعات المتبقية، فستسلم بحلول حزيران/يونيو 2022.
يأتي هذا الالتزام في أعقاب دعوات متزايدة إلى الدول الغنيّة لتكثيف جهودها لمشاركة للقاحات مع الدول الأقلّ نموا، في وقتٍ تُحذر منظمات إنسانية من أنّ الوضع الراهن يؤدّي إلى “فصل عنصري على أساس اللقاحات”.
ودعا جونسون بالفعل قادة مجموعة السبع إلى “التعهد بتطعيم العالم بأسره باللقاحات الواقية من فيروس كورونا بحلول نهاية عام 2022″، ومن المتوقع أن “تتعهد المجموعة بمليار جرعة خلال قمتها التي تستمر ثلاثة أيام في منتجع كاربيس باي الإنجليزي المطل على البحر”.
وهذا الاجتماع هو الأول وجها لوجه بين القادة منذ عامين، بعد أن التقى قادة مجموعة السبع افتراضيا العام الماضي بسبب الجائحة.
كما أنها تعد أول قمة دولية رئيسية يشارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد توليه منصبه، والتي يحضرها في إطار جولة أوروبية تستغرق أسبوعا واحدا.
وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا، وقد تمت دعوة زعماء أستراليا والهند وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا أيضا للمشاركة يوم أمس السبت كضيوف.
ويلتقي قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان مجددا، اليوم السبت، لمناقشة سبل إنعاش الاقتصاد العالمي من حالة التراجع التي تسبب فيها تفشي وباء كورونا، والذي فرض على دول كثيرة الإغلاق لأشهر طويلة.
وانطلقت أعمال قمة دول المجموعة أمس في مدينة كورنوَل جنوب غربي إنجلترا، وتستمر 3 أيام، وسط إجراءات أمنية مشددة، ومظاهر احتجاج بدت محدودة.
وتعالج القمة قضايا التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، وتوزيعَ اللقاحات حول العالم، ومواجهة التغير المناخي.
وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة دول المجموعة إلى الاستفادة من دروس جائحة كورونا، وتجنب أخطاء التعافي من الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008.
من جهته، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العمل من أجل تعزيز الالتزام بالتعددية.
وفي تغريدة على تويتر، مع انطلاق القمة، أكد بايدن على العمل مع الحلفاء والشركاء لبناء اقتصاد عالمي أكثر عدلا وشمولية.
بدورها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن عدم حصول بعض دول العالم على لقاحات كورونا يعد من أهم القضايا التي تشغل قادة الدول الكبرى.
وأضافت ميركل -في تصريحات على هامش اجتماعات كورنول- أن بحث خطط التعافي من جائحة كورونا، واستعراض سير حملات التطعيم ضد الفيروس بالدول السبع، على جدول أعمال القمة.
ومع انطلاق القمة، التقى الرئيسُ الأميركي رئيسَ الوزراء البريطاني، ومن المقرر أن يلتقي اليوم نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما عقد القادة الأوروبيون المشاركون بالقمة لقاء ناقشوا خلاله العلاقة بين أوروبا والصين، وتمويل جهود مكافحة كورونا.
جونسون (يمين) التقى بايدن قبيل الانطلاق الرسمي لقمة مجموعة السبع الكبار (رويترز)
ضرائب على الشركات
وفي الجانب الاقتصادي أيضا، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن قادة مجموعة السبع سيؤيدون مقترح الرئيس بايدن لفرض حد أدنى عالمي للضرائب على الشركات لا يقل عن 15%.
وقالت وكالة أسوشيتد برس إن بايدن سيواجه صعوبة في تمرير مثل هذا الإجراء في الكونغرس.
تشغيل الفيديو
مليار جرعة للفقراء
ويُتوقع أن تتعهد المجموعة بتوفير مليار جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا للدول الفقيرة.
وقد تعهد الرئيس الأميركي بالتبرع بـ 500 مليون جرعة من لقاح شركة “فايزر”.
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني أن بلاده ستقدم للدول الفقيرة 100 مليون جرعة على الأقل من اللقاحات الفائضة لديها.
وفي السياق، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتزام واشنطن ولندن بتوفير مئات الملايين من الجرعات للدول الأكثر احتياجا.