تقرير مدير مكتب الشبكة مباشر في دولة الكويت محمد احمد العثمان
أعلنت دولة الكويت إطلاق أول قمر صناعي كويتي من قاعدة إطلاق الصواريخ الفضائية “كيب كانافيرال” في ولاية فلوريدا الامريكية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن بسام الفيلي، مدير عام شركة “الفضاء المداري” الكويتية، قوله إن “قمر الكويت” يعتبر خطوة جديدة في رحلة الدولة إلى الفضاء.
وأكد أن هذا الحدث يستهدف “بناء القدرات الكويتية في تصميم وتجميع الأقمار الاصطناعية وتطوير تكنولوجيا الاتصالات عبر الأقمار الصناعية”.
ولفت إلى إطلاق أول تجربة علمية من الكويت للفضاء قبل 6 أشهر، وصولاً إلى إطلاق أول قمر صناعي، مشدداً على ضرورة “تأسيس برنامج فضاء كويتي أسوة بالدول المجاورة”.
وبين أن الكويت دخلت عالم الفضاء عبر وظيفتين؛ الأولى: بث نشيد الكويت الوطني من الفضاء إلى العالم، إضافة إلى رسالة نصية تفيد بأن “قمر الكويت” هو أول قمر صناعي كويتي.
وفيما يتعلق بالوظيفة الثانية، يوضح “الفيلي”، أن “القمر الجديد يعد منصة لمبادرة برامج في الفضاء للطلبة تتيح التفاعل المباشر مع قمر صناعي حقيقي يدور فعلياً حول الأرض بهدف تعليم تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية”.
ويعتبر قمر الكويت قمراً صناعياً تعليمياً بحجم متناهي الصغر، أو “نانومتري”، ويعرف هذا النوع أيضاً باسم “قمر صناعي مكعب” أو “كيوب سات”، ويبلغ حجمه 10 سنتيمترات مكعبة، ووزنه 1 كيلوغرام، وسيتم وضعه على مدار متزامن مع الشمس، وهو أحد أنواع المدارات القطبية، بحسب الفيلي.
تجدر الإشارة إلى أن شركة “الفضاء المداري” تأسست في أغسطس 2018، وتعد أول شركة بالعالم العربي توفر الوصول إلى الفضاء بتقنية “كيوب سات”.
وذكر الفيلي «مشروعي التالي إلى القمر… وهناك مَن نجح بإقناع الحكومة بتجاهلي وعدم الاهتمام بي»
و قال بسام الفيلي لـ «الشبكة مباشر »: يحزّ بالخاطر أن أسجّل «قمر الكويت»… باسم الإمارات
– حاولتُ أن أحقّق الحلم مع الجهات الحكومية لأكثر من 10 سنوات ولم أنجح بإقناعها
– الجهات العلمية في الدولة لم يكن مجال الفضاء من أولوياتها ولا في استراتيجياتها
– دفعتُ 50 ألف دينار لمشروع القمر الكويتي وكان مبلغاً كبيراً بالنسبة لي
– أسّست شركة (شخص واحد) وبدأت أعمل «حبّة حبّة» حتى اكتمل المشروع
– أردتُ إثبات أنّ القطاع الخاص يشتغل أسرع وبكفاءة ويحقّق نجاحات
– «الاتصالات» رفضت مشروعي «محطة أقمار اصطناعية» لا تكلّفهم شيئاً وتحت رقابتهم
في ظل التجاهل الرسمي على مختلف المستويات، قرّر مدير عام شركة الفضاء المداري الكويتية الدكتور بسام الفيلي، تسجيل «قمر الكويت» باسم الإمارات، كاشفاً أن مشروعه الفضائي التالي سيكون إلى القمر.
وجاء كلام الفيلي في لقاء مع «الشبكة مباشر »، عقب عودته من الولايات المتحدة قبل أيام، حيث قام بإطلاق أول قمر اصطناعي كويتي، هو «قمر الكويت»، من قاعدة إطلاق الصواريخ الفضائية كيب كانافيرال، في ولاية فلوريدا.
ويعتبر «قمر الكويت»، قمراً تعليمياً بحجم متناهي الصغر أو «نانومتري»، ويعرف هذا النوع أيضاً باسم قمر اصطناعي مكعب أو «كيوب سات». ويبلغ حجمه 10 سنتيمترات مكعبة، ووزنه 1 كيلوغرام.
جهد شخصي
خلال وجود الفيلي في الولايات المتحدة، كان لافتاً عدم الاهتمام الرسمي بما يقوم به، ما أثار تساؤلات عن الأسباب.
وفي هذا الصدد، قال الفيلي في لقائه مع «الاعلامين »، إن الاتهامات الباطلة التي يسوقها البعض، نجحت في إبعاد الجهات الرسمية والحكومية عن تبني مشروعي الرائد، لافتاً إلى أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي شكلت لجنة لبحث الشكوى وتبيّن أنه «ماكو شي».
وأشار إلى أن دول العالم متجهة إلى علوم طريق الفضاء، بما فيها دول المنطقة، ووضعوا استراتيجية عمل لبناء القدرات في مجال الفضاء من المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان… «هذا الأمر حزّ في خاطري لماذا لا يكون لدينا مشروع فضائي كويتي؟».
وأضاف: «كنت أحاول بشكل شخصي أن أحقق هذا الحلم. وحاولت مع الجهات الحكومية أكثر من 10 سنوات ولم أنجح، في إقناعها، ومع الأسف كانوا يقولون لي مجال الفضاء صعب ومكلف ومقتصر على دول معينة، وعندما توجهت إلى الجهات العلمية في الدولة، قالوا إننا نسير وفق توجهات الدولة في مجالات البيئة، الطاقة، الغذاء، ولم يكن مجال الفضاء من أولوياتهم ولا من إستراتيجياتهم».
50 ألف دينار
وقال الفيلي: «دفعت مبلغ 50 ألف دينار لبناء مشروع القمر الاصطناعي الكويتي، وكان مبلغاً كبيراً بالنسبة لي.
ولكن لما رأيت المسؤولين غير مقتنعين بالموضوع، أخذت المسألة تحدياً شخصياً، وكان الطريق الوحيد أنني أسست شركة (شخص واحد) حول الفضاء المداري، وبدأت أعمل في الموضوع حبة حبة… حتى اكتمل المشروع».
وأوضح أنه بدأ قبل ذلك بالتعاون مع المركز العلمي، حيث «أجرينا مسابقة بين الطلبة وتم اختيار مجموعة من الطلبة… لكن العمل كان بطيئاً جداً، ولم أكن أتوقع أن يمشي الموضوع لدرجة أنه مازال معلّقاً، وأردت أن أثبت أن القطاع الخاص يشتغل أسرع وبكفاءة أفضل ويحقّق نجاحات بعكس القطاع الحكومي والعلمي الذي يعجز عن تحقيقها، وأثبت ذلك الأمر بعدم الاعتماد على القطاع الحكومي».
التجاهل الحكومي
وأشار إلى أن «هناك من يقف عائقاً في وجهي. ونجح بالفعل بإقناع الحكومة بتجاهلي وعدم الاهتمام بي… كما رفضت الهيئة العامة للاتصالات مشروعي الخاص بإنشاء محطة أرضية للاتصال بالأقمار الاصطناعية، لا تكلفهم شيئاً، وتكون بشكل مجاني وتحت رقابتهم… ومع كل أسف رفضوا المشروع، وهذا يدل على أن هناك أسباباً أخرى لا أعلمها. وهذا أمر غريب».
التسجيل
وأوضح الفيلي أن التسجيل الرسمي للقمر يكون بعد إطلاقه في الفضاء وتحريره، ويتم في مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، وهي الجهة المعنية وعملية التسجيل اختيارية.
وأشار إلى أن الأمر يكون عبر دول، فتخاطب وزارة الخارجية ممثل الكويت في فيينا للمنظمات الدولية، ويقدم طلب تسجيل من خلال عقد الشركة الكويتية، «وأعتقد أن وزارة الخارجية لن تفعل ذلك».
وأضاف: «سأقوم بتسجيل القمر الكويتي باسم دولة الإمارات، ويكون باسمهم. وهذا الأمر يحزّ بالخاطر. وكلمت الإمارات وهم مستعدون لذلك، لأنه في النهاية رقم جديد لهم والدول تفتخر بعدد الاقمار الاصطناعية»، مشيراً إلى أن السعودية لديها حالياً 17 قمراً والإمارات 13 قمراً.
… إلى القمر
وكشف الفيلي أن مشروعه المقبل سيكون التوجه للقمر، ومع الأسف ليس لدينا رواد فضاء إلا الأخ بدر المولة، الذي وصل إلى مراحل متقدمة في هذا الطريق.
وذكر أن الوصول للقمر ليس صعباً، وممكن بإرسال مركبات فضائية، وهناك دول نجحت وأخرى فشلت. وسيتم إرسال رائدين رجل وامرأة في العام 2024.
جدوى «قمر الكويت»
تحدّث الفيلي عن جدوى «قمر الكويت»، قائلاً إنه عمل في بداية تصميم القمر الاصطناعي على تقليل التكلفة، لأن هناك مصاريف خاصة في المكوك الفضائي، ومصاريف القطع داخل القمر الاصطناعي الذي يبلغ طوله 10 سم، ويحوي جهاز اتصالات، ويهدف لتعليم الطلبة أبجديات علوم الفضاء وطريقة توجيه القمر الاصطناعي وحساب المدارات، وكان هدفه تعليمياً وبث النشيد الوطني ورسالة نصية، ويتبيّن القمر الاصطناعي من خلال تردد لهواة اللاسلكي عندما يمر فوق الكويت خلال 12 دقيقة، وهناك برامج خاصة لمعرفة موقعه وفي أي زاوية، وعمر القمر 3 سنوات، بعدها يتناثر في الفضاء ويحترق وكأنه غبار.
وأوضح أن الصاروخ، الذي نقل «قمر الكويت» إلى الفضاء، حمولته 88 قمراً اصطناعياً و11 طناً إلى المدار الفضائي، ووزن الصاروخ 549 طناً، وأغلبه وقود، مشيراً إلى أن عدد الدول التي تستطيع إطلاق الصواريخ بشكل رسمي، هي 6، وهناك دول مغضوب عليها لا تستطيع إطلاق صواريخ بشكل رسمي، وهي إيران وكوريا الشمالية، لذلك هناك حظر عليها، فلا يسمح لها باستيراد التكنولوجيا.
صعوبة توجيه الصاروخ
تطرّق الفيلي إلى تفاصيل إطلاق الصاروخ، موضحاً أن الأمر ليس صعباً، وإنما الصعوبة في توجيه الصاروخ، «وهذه التكنولوجيا التي لا تباع. والدول التي تملك هذه التكنولوجيا هي روسيا وأميركا، وفرنسا تمثل الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الهند والصين واليابان… وليس من بينها دول عربية، لأن الأمر صعب بهدف حماية إسرائيل، فلن يمكنوا الدول العربية من القدرة على إطلاق صواريخ».
وأضاف انه «لكي تصل إلى الفضاء الخارجي تحتاج لمدى 100 كيلومتر في الفضاء، فحدود الغلاف الجوي 75 كيلومتراً، ومن يصل فوق الـ 50 إلى الأعلى يصبح رائد فضاء لانعدام الأكسجين، والطائرات العادية حدها 10 كيلومترات، أما الحربية فتصل إلى 20 كيلو متراً».
تردد لاسلكي من بلغاريا
قال الفيلي «لماذا لا نصل إلى القمر، إضافة إلى إنشاء محطة فضاء أرضية؟ مع الأسف هناك تشكيك في عملي وتساؤلات: لماذا يعمل الدكتور بسام على هذا الأمر؟ وهل هناك أهداف أخرى؟ وهذا الأمر يزعجني، وأنا أتعب علشان ديرتي. لذلك توجهت إلى بلغاريا للحصول على تردد لاسلكي… توجهت بالدشداشة والغترة والعقال، والجميع كان يريد أن يتصوّر معي».
الفكرة من حرب الناقلات
روى الفيلي كيف أنه نجح في تجاوز كل الصعوبات والعقبات، وعدم الاستسلام وفي بعض الأمور الخاصة «بتحدي عدم قدرتي على الحصول على تردد لاسلكي. وجاءت فكرة حرب الناقلات في الثمانينات. وكيف كانت الكويت ترفع علم دولة أخرى على ناقلاتها، لتجنب القصف. ومن هذا الموضوع جاءت فكرة الذهاب لدولة أخرى».