أخبار العائلة العربية في المهجرأدب وفن

الشاعرة البلجيكية من أصل عراقي تصدح من بروكسل بحب العراق

ملتقى شعري الماني في بلجيكا

من هي وداد سلوم ؟
يوما حدثتني الوالدة رحمها الله أنني الوحيدة من بين البنات والأبناء التي ولدت في الموصل في بيت جدتي لوالدتي في باب الجديد . قدمت إلى الدنيا وحول راسي غشاء أطلقت عليه الوالدة (برقع) كان يلف رأسي ووجهي سألتها ما هذا البرقع الذي كان يلف راسي كما تقولين .. قالت من المعروف أن من يولد بهذه الطريقه يكون له شأن ويتميز بشخصية قوية وجريئة ومحبوب اجتماعيا وقد يمتلك صوتا جميلا سيسمعه الكثير الكثير من الناس قلت لوالدتي هل سيسمع الناس صوتي حقا ؟هل يعني انني ممكن اكون مطربه مشهورة كأم كلثوم . ضحكت والدتي وقالت لا .. لا أعتقد لان مجتمعنا يختلف عن المجتمع الذي عاشت فيه ام كلثوم .. جدي تفائل بقدومي لان من بعدي رزق والدي بثلاثة صبيان وفتح الله عليه أبواب رزق جميل .. ترعرعت في أحضان جدي وتعلمت منه الكثير كنت ارافقه أينما يذهب ونمت شخصيتي في بيته الكبير الذي ضم العمات والاعمام وعائلتنا إذ كان والدي الابن الاكبر لجدي .. أحببت بيتنا الكبير وأحببت مدينتي الجميله الشرقاط . فأنا انتمي إلى جيل الستينات الطيب .. احببت صديقات الطفولة والمدرسة ومازلت ابحث عن كل زميلاتي وزملائي كي اطمأن عن أحوالهم.. اكملت دراستي المتوسطه في الموصل وعدت إلى الشرقاط لانني لم احتمل الابتعاد كثيرا عنها وعن رفقتي وطفولتي فاكملت الإعدادية ثم قبلت في المعهد الفني الإداري في الموصل … توفي والدي فانتقلت مع عائلتي الصغيرة من الموصل إلى بغداد وأقمنا فيها في منطقة الاعظميه الجميله وفي عام ١٩٩٠ سافرت إلى سوريه فاقمت مع خالي وزوجته الالمانيه في دمشق

س٢ متى أغتربت الشاعرة وداد سلوم وماذا استفادت من الغربه ؟
عندما زارنا خالي المهندس محمود خماس أبهرتني شخصيته وأعجبت بهذا الخال الذي اجبرته الظروف على الاغتراب فقد كان محاربا مشاركا من موقعه كجندي في الجيش العراقي بحرب مايس ١٩٤١ ذهب هاربا من حكم بالإعدام من قبل بريطانية المحتله .. ثم عاد مهندس ورجل أعمال وكم سمعت من جدتي ووالدتي الكثير عنه وعن ذكائه وقوة شخصيته بعد زيارته الأولى لنا و تعرفي عليه تواصلت معه بالرسائل البريدية كان معجب بأسلوبي في الكتابه وجمال خطي لذلك شجعني على المطالعه ففي كل رساله كان يكتبها لي يؤكد فيها ان إقرأي يا ابنتي فالمطالعه تقوي شخصيتك والعلم سلاح يحرر عقلك من كل القيود .. بعد أن انتقلت والعائله إلى بغداد وبعد انتهاء الحرب العراقيه الايرانيه سُمحَ للمواطنين بالسفر حملت حقيبتي وقطعت التذاكر إلى سوريه حيث يعيش خالي وزوجته الالمانيه في دمشق … ماذا استفدت من الغربه .. اقول استفدت الكثير نمت شخصيتي تعلمت من السيدة الألمانية الكثير ومن خالي ايضا .. الاستقلالية كل ما يخصني كان له احترام وتقدير …تحملت مسؤوليات العمل الإداري قمت بتطبيق دراستي النظريه وترجمتها إلى واقع عملي بإدارة أعمال خالي … حريتي في العمل وقيادة السيارة كل ما أطرحه من آراء كانت مسموعه ومرحبا بها للنقاش بنيت كياني لبنة لبنه

س٣ من الذي ساندك ودعمك حتى تصبحي شاعرة رغم ان بيئتك يسودها الطابع
القبلي والعشائري وهل تعتقدين انك نجحت في هذا المجال ؟
الحقيقة لم يساندني أحد . الشعر موهبه من الله لكن هذه الموهبه تحتاج بالتأكيد إلى متابعه ومطالعه ومزيدا من المعرفه .. اول قصيده كتبتها كنت ما زلت في الاول اعدادي . كانت من الشعر الشعبي وقد اعجبت عائلتي . لكن لم أجد من يقول لي استمري ويشجعني لكنني بدأت اكتب بعد انتهاء الدراسه فقد وجدت الوقت الكافي للمطالعه ومن ثم الكتابه ولأنني لم التزم بوظيفه بعد حصولي على دبلوم إدارة أعمال كان لدي الوقت الكافي لمواصلة القراءة والكتابة ولا أنسى هنا صديقتي الغاليه الدكتورة فداء سالم العبدالله التي كانت ترفدني بالكتب والروايات من روائع ما كتب مشاهير العالم الغربي والعربي .. بدأت الانطلاقه من مشاركات على مستوى محافظه الموصل في مهرجانات طلابيه فكنت اشارك بقصائد كانت تتحدث عن المرحله التي كنا نعيشها وهي حاله التعبئة الجماهيريه للحرب اول قصيدة نشرت على صفحات جريدة الحدباء كانت بعنوان (مولد المواكب) شعر حر بالفصحى على ما اذكر كان رئيس تحريرها الأستاذ أمجد محمد سعيد مدير تلفزيون الموصل ليس بإمكاني أن احدد مدى نجاحي لانني مقله جدا في النشر وليس لي دواوين اطلاقا لكن ما يسعدني ان ما أكتبه تعبيرا صادقا عن مشاعري بكل امانه وان طريقتي في الالقاء يحبها ويتفاعل معها الجميع . ففي كل مشاركاتي في اية امسيه كنت المس هذا العجاب والتفاعل مع الكلمة والإلقاء

س٤ هل يمكن القول ان الشاعرة والكاتبه وداد سلوم
ذات شخصية قوية وجريئة ومنفتحه اجتماعيا ومتفائلة ؟
ثلاثون عاما رافقت خالي المحارب الجندي العراقي محمود خماس أيام كانت المؤسسه العسكريه مدرسه تربويه تصقل الشخصية وتهذب النفس فتخلق من المنتمي إليها رجلا قياديا بكل التفاصيل . تميزت شخصيته بالجديه والجرئه والعصاميه.. إضافة إلى ما يحمله من روح مرحه متفائله جميله منفتحه على المجتمع .. دعني أقول باختصار من عاشر القوم أربعون يوما صار منهم فكيف وقد قضيت اكثر سنين العمر بصحبته وزوجته … ثم لا تنسى المثل العراقي الجميل والذي احب ان اردده كثيرا (ثلثين الولد لخاله)

س٥ هل يمكن توضيح اوجه الاختلاف اجتماعيا بين المجتمع الاوربي

والمجتمع العربي والعراق بوجه خاص وهل هناك صعوبه في التأقلم ؟
لم يكن المجتمع الاوربي غريبا عني قبل القدوم والاستقرار هنا في بلجيكا ذلك أنني تقريبا عشت في بيت اوربي بكل التفاصيل كنت ارافق زوجة خالي الالمانيه في كل زياراتها تقريبا وألتقي صديقاتها الالمانيات المتزوجات من عرب خاصة السوريين كانت تلك البيوت تطغى عليها عادات وتقاليد المجتمع الاوربي كما أنني كنت احضر صحبة خالي وزوجته الحفلات التي تقيمها سفارات الدول الغربيه فتتاح لي الفرصه للتحدث مع اناس من مختلف الدول الاوربيه . اضافه الى سفراتي المتكررة الى المانيا … دخلت في صداقات مع عوائل بلجيكيه راقيه ملتزمه ومتمسكه بجذورها واصالتها الاب له دوره .. وجوده واحترامه الام تلك المرأه التي تأتي بالدرجة الثانيه بعد الطفل في مكانتها واحترامها وتقديرها . .. السيدة لها حضور مميز وتأثير واضح في مجتمعاتنا مع الاسف وضع المرأه التي كرمها الله أصبح صعبا جدا ولا أود أن أسترسل في هذا الموضوع لانه مؤلم حد الوجع وقلبي لا يحتمل .. وهذا وجه بارز جدا من أوجه الاختلاف بين المجتمعات الاوربيه ومجتمعاتنا العربيه ايضا حريه الرأي فبالامكان ان تعبر عن رأيك بحريه تامه وتنتقد وممكن تسب او تشتم ولا يأتي زوار الفجر ليقتادوك من بيتك إلى المجهول لم أجد صعوبه في التأقلم وانا أتحدث عن نفسي هنا الناس طيبين وظرفاء واعتقد ان مواطني بلجيكا اجتماعيين اكثر من باقي الدول الاوربيه

س٦ هل تستحق حياة الغربه بعيدة عن الوطن والأهل وتحمل هذه المعاناة ؟
يبقى الحنين للأهل والوطن وجعي الأكبر … لكن عندما انظر إلى حال الوطن الان حقيقه أشعر بالأمان هنا وان الله سبحانه وتعالى أكرمني واسعدني لأحقق جزءا ولو يسيرا من احلامي نعم كنت سعيدة بعملي كمديرة لأعمال خالي في دمشق وكان نشاطي مميزا .. وكنت اعد نفسي كي أصل إلى هدفي رغم ألم البعد عن الاحبه لكن كنت اصبر نفسي بأنه قدري ويجب أن اواصل المسيرة

س٧ هل انتي مع لبس الحجاب على المرأه العربيه والعراقيه
ومنع الاختلاط ام مع حريه الشخصيه والانفتاح على الآخرين؟
لبس الحجاب يعود للمرأة نفسها وانا اعتبره حريه شخصية فأنا لا مع لبس الحجاب … ولا ضد يوما زارنا عمي فأنتقد اختي التي كانت ترتدي في الجامعه البنطلون والجاكيت لم يطلب منها ارتداء الحجاب بل تغير البنطلون إلى تنورة ضحك الوالد رحمه الله وقال بالعكس انا أجد البنطلون اكثر سترا من التنورة خاصه عندما تجلس مع زملائها في قاعه الدرس لم يرتدين الحجاب في الجامعات واختلطن مع زملائهن وكانت علاقات طيبه وراقيه لم تحدث مشاكل كما يحدث الآن.. يبقى لبس الحجاب قرار شخصي للمرأة تتحكم به الظروف التي تحيط بها

س٨ كيف تحلم وداد سلوم في ان ترى المجتمعات العربيه قياسا بأوروبا؟
الاحلام كثيرة والامنيات كبيرة ان يكون للانسان قيمه ووجود وحقوق وان تكون المرأة سيدة مجتمع راقيه لها احترامها وكرامتها وحريتها ورسالتها التي أرادها لها الخالق ام وزوجه وأخت وحبيبه .. ان ارى يوما الشاب يحمل كتابا ويجلس تحت ظلال شجرة يقرأ كما كان يفعل الأجداد فبالعلم والمعرفه تبنى الاوطان ان ارى المدارس تضحك مبتهجه وهي تفتح أبوابها للصغار ولطلبة العلم والجامعات تزهو بوروها من طالبات وطلاب تتعالى ضحكاتهم لمستقبل جميل

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى