فرصة الامل في شعب الشباب
د.فوزي الكناني
تختلف الشعوب والدول من حيث أهدافها وأحلامها فهناك شعوب تحلم بحقوق انسانية بسيطة لاتتعدى حق الحياة وحفظ الكرامة الانسانية ولقمة العيش بينما شعوب اخرى تطمح وتحلم بالوصول الى القمر والمريخ وهناك شعوب تتطلع لتكون هي الاعلى بمستوى التنمية البشرية وتختلف اهداف واحلام وطموحات الشعوب تبعا للواقع الذي يتاثر بمجمل الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية.
شعبنا العراقي اليوم صارت احلامة وتطلعاته محدودة ربما لاتتعدى الحلم بحكومة وطنية جامعة وقيادة واعية قادرة في إعادة بناء الدولة وتحفز المواطنين للايمان بحب الحياة والوطن .
فالاحتلال الامريكي للعراق كان بمثابة زلزال كبير أدى الى أنهيار كامل ليس فقط لنظام صدام حسين وأنما للدولة العراقية فتعرض الجيش العراقي البطل للظلم وتم تحميله تبعات أفعال هو غير مسؤول عنها وقد انتج أنهيار الدولة وضعا سياسيا معقدا وصراعا بين كتل سياسية تبحث عن مشاركة بتجربة ديمقراطية فتية..
ويبدو تفاعل الحكومات المتعاقبة مع عملية التحول الاجتماعي محدودا بمحدودية رؤية نخبها السياسية نفسها لواجبات العمل الوطني وأولوياته.
وجاءت أنتخابات ٢٠١٨ بنتائج لم تصنع الامل لدى الشعب العراقي وجاء الحراك الشعبي عام ٢٠١٩ للبحث عن فرصة الامل في شعب يشكل الشباب أغلبية كبيرة فية..
لذلك أعتقد أن من أهم الاهداف الواجب علينا السعي الى تحقيقها حتى يصل الشعب العراقي الى مرحلة صناعة الامل للوطن هي :
وجوب بث روح الامل بالوطن وإعادة هيبة الدولة بنظر المواطن وتشجيع حصر السلاح بيد الاجهزة الامنية واطلاق حملة اعلامية وطنية تؤسس لمرحلة جديدة بعيدة عن التاثيرات وتدعم فكرة تقديم المجرمين وسراق المال العام لمحاكم عادلة بغض النظر عن مواقعهم .
وكذلك طمس معالم الماضي المؤلمة ومحاولة إيجاد غد مشرق للشعب والتركيز على دور التعليم في صنع اجيال وطنية تؤمن بوحدة العراق وشعبه والاهتمام بالمعلم والمدرس والمنهاج . والعمل على وضع خطط تدريب وطنية شاملة في دوائر الدولة الرسمية وغير الرسمية لتغيير أنماط التفكير وابراز التفكير الايجابي البعيد عن الاحقاد وروح الانتقام .
الشعب العراقي متسامح ومحب للسلام والتعايش والتعايش الحقيقي والسلام الحقيقي هما اللذان يستندان على تقبل الاخر وهو جوهر المواطن العراقي وما يتمتع به منذ الازل