كشف مصدر أمني ومرصد حقوقي، يوم الأربعاء، تفاصيل “مرعبة” لهجوم واسع النطاق شنه آلاف المقاتلين على قرية نهر الإمام التي في المقدادية بمحافظة ديالى، انتقامآ من هجوم شنه ما يسمى داعش على قرية الرشاد المجاورة.
وقال المصدر الأمني لوكالة شفق نيوز، إن الهجوم شُن من أربعة محاور بمشاركة 678 مقاتل في المحور الشمالي، و994 في المحور الجنوبي، و395 في المحور الغربي، و1470 في المحور الشرقي.
وأضاف أن المهاجمين جلبوا معهم 43 جرافة تولت جرف بساتين سكان نهر الإمام، مشيراً إلى أن المهاجمين من سكان قرية الرشاد وشنوا الهجوم انتقاما لمقتل أبنائهم خلال هجوم مسلح شنه داعش مساء الثلاثاء.
وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن العراقية انتشرت في القرية بعد انتهاء الهجوم.
وتأتي واقعة “العنف الطائفي” بعد هجوم شنه مسلحو داعش على قرية الرشاد مساء الثلاثاء ما أوقع 14 ضحية إضافة إلى نحو 15 جريحا.
وفي التفاصيل “المرعبة”، أوضح مرصد “أفاد”، في بيان، نقلا عن سكان وشهود عيان، بأن “مجاميع مسلحة تستقل سيارات رباعية الدفع على بعضها شعار هيئة الحشد الشعبي، نفذت عمليات إعدامات ميدانية وحرق منازل ومركز صحي وبساتين وسيارات داخل قرية نهر الإمام، بعد الاعتداء الإرهابي الذي طاول قرية الرشاد والمعروفة باسم قرية الهواشة، وأسفر عن مقتل 14 شخصا وجرح 15 آخرين”.
وأضاف المرصد أن ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي ضمن قاطع عمليات بعقوبة أقر بأن عمليات إعدام ميدانية نفذت خلال الساعات الماضية جرى بعضها داخل منازل الضحايا على يد جماعات مسلحة اقتحمت قرية نهر الإمام بعد الهجوم الإرهابي لتنظيم داعش”، موضحا أنها “تمت بدراية من القوات الأمنية التي فشلت في منع تنفيذ الاعتداءات على المواطنين وهناك تورط لمدير مركز الشرطة في المنطقة وآمر الفوج الذي لم يتحرك لمنع وقوع جرائم الإعدام والحرق”.
وقال المرصد إن بين الضحايا اثنتين من النساء وجدن مقتولتين داخل منازلهم التي تم اقتحامها وإضرام النار فيها.
وأحرق المسلحون المركز الصحي الوحيد في القرية كما تم إحراق المسجد المجاور له (جامع الرحمن) وتدمير ما لا يقل عن 30 سيارة وماكنة زراعية وحرق بساتين بمساحات واسعة و9 منازل بشكل كامل، وفق المرصد.
ونقل المرصد عن زعيم قبلي من أهالي القرية، إن “السكان يحاولون الهرب من القرية عبر طريق يدعى قرية شوك الريم، ووجهوا نداءات لعدد من الساسة وأعضاء البرلمان السابقين والمرشحين الفائزين في هذه الانتخابات بعد فشل استجابة الأمن العراقي لهم”.
وأضاف أن “استمرار العمليات الإرهابية في ديالى سببه الأول هو عمليات إفراغ القرى والمدن من أهلها وتركها مفتوحة”، مبديا استغرابه من “تحميل سكان قرية جرى تدقيقهم أمنيا وفحص سجلاتهم أكثر من مرة مسؤولية هذا الاعتداء، بما يؤسس لشريعة تحكمها قوانين جماعات مسلحة طائفية”.
وحمل المرصد رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي والقادة الأمنيين “المسؤولية القانونية والأخلاقية، في الجرائم التي نفذت من قبل ميليشيا مسلحة معروفة بسجلها الإجرامي في المنطقة ذاتها، تحت غطاء الرد على الهجوم الإرهابي الذي نفذ في قرية مجاورة”.
ودعا المرصد، إلى “فتح تحقيق بعدم استجابة الأمن لمناشدات الأهالي لنجدتهم وحمايتهم وتركهم فريسة عمليات قتل مروعة ما زالت بعض فصولها غير واضحة لغاية الآن بسبب إغلاق المنطقة بالكامل”.
و أكدت قيادة العمليات المشتركة، الاربعاء، إرسال تعزيزات أمنية لموقع الاعتداء الإرهابي في قرية الرشاد التابعة لقضاء المقدادية في محافظة ديالى، فيما توعدت بملاحقة المتورطين فيه وضربهم.
يذكر ان قرية الرشاد الواقعة في اطراف المقدادية (40 كم شمال شرق بعقوبة) في محافظة ديالى المحاذية لايران، كانت قد تعرضت الليلة الماضية إلى هجوم من تنظيم داعش، أسفر عن وقوع نحو 30 شخصاً ما بين قتيل وجريح
وقال اللواء تحسين الخفاجي، الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة، في حديث تلفزيوني: إن «قيادة العمليات المشتركة تواجدت في مسرح الجريمة حيث قرية الرشاد في قضاء المقدادية وتواجد وفد أمني كبير هناك، وتم عقد اجتماع بين القادة الأمنيين ومحافظ ديالى ولقاء المواطنين هناك وإطفاء نار الفتنة».
وأضاف، أن «الاعتداء تم بأسلحة متوسطة وخفيفة، واستهداف المدنيين الهدف منه إثارة الفتنة، وداعش غير قادر على مواجهة القوات الأمنية».
ولفت إلى أنه «تم تعزيز الأمن بالمنطقة عبر لواءين من الرد السريع وفوج من جهاز مكافحة الإرهاب وفوج آخر من الجيش وهناك طيران عسكري يراقب المنطقة على مدار الساعة وستنفذ عمليات نوعية ومباغتة تعتمد على معلومات استخبارية لملاحقة الإرهابيين المتورطين».
وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، اليوم الأربعاء، ملاحقة بقايا عصابات داعش الإرهابية حتى القضاء عليهم في محافظة ديالى، فيما أشار إلى أن الكاظمي وجه بملاحقة بقايا داعش وتكثيف الجهد الاستخباري.
واستنكر ديوان الوقف الشيعي، الاربعاء، ما جرى من مجزرة في قرية الرشاد بقضاء المقدادية في محافظة ديالى، فيما وجه تحذيرا من محاولة احياء الفتنة الطائفية.
وذكر بيان للوقف الشيعي ، انه تستمر قوى الشر والظلام والتكفير والارهاب المتمثلة بداعش الارهابي في هتك حرمة الانسان واستباحة دمه الطاهر في ايام ولادة الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله) واسبوع الوحدة الاسلامية والوطنية الذي يحييه الوقفين الشيعي والسني وكل ابناء العراق خصوصا والعالم الاسلامي والانساني عموما ،هذا الرسول الخاتم صل الله عليه واله وسلم الذي اوصى بان حرمة المؤمن اشد من حرمة الكعبة.
وتابع، “اننا في ديوان الوقف الشيعي إذ نستنكر ونشجب هذه الجريمة الارهابية الجبانة التي ارتكبها داعش الارهاب في قرية الرشاد في قضاء المقدادية في محافظتنا ديالى العزيزة والذي يندى لها جبين الانسانية ويستنكرها كل من امتلك شعورا انسانيا خالصا، فاننا في الوقت نفسه نشدد على الجهات الامنية المعنية ضرورة تطهير كل المناطق التي تشهد خروقات امنية بين مدة واخرى يروح ضحيتها الابرياء من ابناء العراق بسبب هذه الزمر الاجرامية”.