أرواح هلامية أنتقالة في الرمزية والخيال قراءة في المجموعة القصصية للأستاذ هادي المياح

أرواح هلامية أنتقالة في الرمزية والخيال
قراءة في المجموعة القصصية للأستاذ هادي المياح

صدرت المجموعة القصصية ارواح هلامية للقاص هادي المياح لعام ٢٠٢١ عن دار الورشة الثقافية مجموعة تحمل روحا لنظرة وبعدا شموليا يلقي الضوء على لمحات اجتماعية ونفسية عرضت من خلال القصص
وتقدم القصص اهداءا مميزاً
إلى القلب الذي لم يفارقني دقيقة واحدة متحملاً كل إرهاصاتي
أنحني لصبرك ومنعتك
وأقدس كل دقة من دقاتك النابضة بالحياة والامل وعشق الحقيقة

ويظهر من الاهداء ان المجموعة تم اهدائها إلى امراة يقدسها ويقدم لها الود وهذا بحد ذاته تمجيد لروح المياح الذي يقدر الآخر ويثمن مواقفه

قصة روفيدا
فمن ضمن ما عالجه المياح من خلال قصصة هو الوهم الذي يصاحب التطور الذي غزا العالم الواقعي وامسينا نجابه عالمين في ان واحد
فتكون القصة روفيدا نموذجاً اختاره المياح لتكون مرآة لحالة قد تربكنا ولكنها مع مرور الوقت تكشف عن وجوه عده ومنها الزيف
روفيدا شابه لديها حساب فيسبوك ترسل طلب صداقة لبطل قصتنا الذي يلاحظ مزاجيتها وتناقضها فتارة يسايرها وتاره يتجاهلها وفي إحدى المرات يصل التجاهل به لأكثر من شهر لترسل له رساله تطلب منه موفاتها لموعد بوقت ومكان محددان والا انتحرت
ولكنه يتجاهل ذلك ظنا منه انه إحدى العايبها وحيلها ليكتشف امر انتحارها حقيقة وهذا من تم نشره في حسابها

ويعيش عذاب الضمير لفترة وهو مقتنع بانها ميته
في القصة لغة مهذبه وراقية ناضجة الحروف والسلاسة تلقن القارئ ابجدية السرد المتزن لا هو مكتنز او نحيل بل هو أصالة في الوعي والتقارب

في نهاية قصة روفيدا وبعد عذاب الضمير يتضح بأن اي حساب يحمل اسم روفيدا هو ليس لفتاة وانما كان الامر حيلة دبرها مجهول ليسقط البطل في فخ التعلق ويكون فريسة وجع واهم
القصة جرس تنبيه لمن يختار العالم الافتراضي عشا لقلبه وعواصفه وفق المياح في رنه بغية لفت الإنتباه

قصة أرواح هلامية

في هذه القصة عليكم ان تربطوا الاحزمة وتوثقوا رباط الجأش، فأجواء هذه القصة تدور في المقبرة القصة بصوت بطلها وهو الرواي إلى نهايتها
تبدأ القصة بحديثه عن صديقه الذي يتميز بوجود خال في وجه صديقه الذي علمه كيف يحرر الاموات وكيف يميزهم وذلك بوجود هالة هلامية حول أجسامهم الأموات الذين لايعرفون بأنهم أموات بل يظنون انهم لايزالون على قيد الحياة
يطلب منه ذلك الصديق ان يساعد فتاة من هذه الفئة الاموات الذين يتنقلون بين الأحياء والذين يسمون كما اطلق عليهم المياح ذوو الأرواح الهلامية
من مفارقات القصة في النهاية، ان صديقه ذو الخال كان من ضمن الارواح الهلامية كاسرا كل توقعاتنا بان يكون الراوي هو المتوفي دون علمه
القصص كتبت بأسلوب بلاغي راقي وهذه أقتباسات منها صفحة ١٨ _ كانت ميتة، لكنها الآن حية كما ترى! هناك ارواح هلامية تعشق الوجود وتحن إليه بعد موتها.. وهذا ما يوحي بأن الحياة نهر مستمر الجريان.. وأن الوجود كله حياة إذا حرصنا أن نبقى أحياءً.

… واقتباس أخر صفحة ٢٢
للفتاة سحر خاص وهي ميتة، لكني ما زلت لا أثق بما وصلت إليه أستناجاتي، فوجودها معي لايمت للواقع بصلة. وكما توقعت، بعد خروجنا من المطعم مباشرة، لم يعد بأستطاعتي رؤيتها أو الشعور بها. فقد أختفت الفتاة نهائياً.
تمكن المياح ببراعة صقل القصة بخيال خصب وجذب به فضولنا لنعرف ما وراء هذه القصة وهل هل من الممكن ان نرى في وقت ما أرواحا هلامية تحب الحياة وتعود إليها وتقاوم الموت

القصة : أخي التوأم

قد لا يتطرق الكثير من القاصين والأدباء إلى نوع من المدعبات والخدع بين الاخوة والاصدقاء، لكن في قصة التوأم والتي تنقل إلينا بصوت الراوي ففي هذه القصة التناقض بين توأمين فالاول يحب القراءة فيستغل اخيه التوأم ليتنكر ويوهمه بأنه يهدد بسلاح ليطلب منه المال الذي يخبؤنه
الام تعرف هويته، وتصرخ به ليترك اخيه وهو يتلقى ضربات منه هارباً

القصة بسيطة وتحتوي على مفارقة والغريب انها هناك قصص واقعيه حدثت كما هي او باختلاف بسيط ولكن بخطف وابتزاز وتطفو العبرة بأن قد تكون الحمى التي تكوينا سببها الأقربون

محتويات المجموعة القصصية

روفيدا
أرواح هلامية
كوفيد_١٩
القرين
حياة أخرى
قبل فوات الأوان
التمثال
موت الناشر
المعجزة الوهمية
الرائحة
حصى كربلاء
شحنة السبائك
الطابور الثالث
اللص وحكاية الطلاسم
الوديعة
التَّركة
أخي التوأم
وهي المجموعة القصصية الثالثة للمياح والتي تشكل ابداعاً متراصفاً ألتقط فيه صور من خيالات الناس متخطيا الواقعية ليسرد لنا ما أغرب ما يخطر على البال
تجربة قصصية ناضجة وهي لا تزول من البال بسهولة فلها بصمتها الواثقة في الأدب العراقي
فرح تركي ناصر