.. كانت حبيبتي جميلة.. مضيئة.. مسالمة.
.. تتلحفها الشمس لتشرق ضياءً..و تبعث دفئاً.
.. يغشاها القمر.. ليطل نوراً.. وبهاءً.
.. ويمر بدروبها الربيع.. ليزدان زهوراً وزهواً.. ويفوح عطراً.
.. تداعبها النسمات لتزداد رقة.
.. وتمر بسمائها الغيمات.. لتغتسل بمائها حبيبتي.
.. حبيبتي.. كانت ابتسامة الصباحات الجميلة.. و
.. ضياءات الأمسيات الطويلة في ليل المضايف.. وشدو الناي في السفوح.
.. حبيبتي.. كانت ضحكة فرح دائم.. وغنج وتدلل.
.. حبيبتي.. كانت فوح عطور مستخلصة.. وخلاصة خمور معتقة.
.. حبيبتي.. كانت قصيدة يتيمة.. ادعى بها الشعراء.
.. اغتالوا حبيبتي.. فاغتالوا معها النور.. والضياءات.. وحديث المضايف..وموالات الأهوار والشواطئ، والسفوح.
.. اغتالوا معها الربيع.. والهمس في أمسيات البوح العفيف.
.. اغتالوا معها.. ابتسامات الطفولة.. وزغردات الأمهات.. والضحكات في عيون العرائس الصغيرات.
.. ولأنهم لا يألفون النور.. ولا الضياءات.. ولا الفرح.. ولا يأنسون لمواقع الجمال في جمال الكون.
.. ولأنهم سود القلوب.. سود الأفعال.. سود النوايا.. سود الرايات.
.. ولأنهم كارهون لكل ما يجدد الحياة في الحياة .
.. ولأنهم.. لا يدركون معنى أن يكون الحب لدى الكائنات.
.. لكل هذا، اغتالوا.. بغداد.. حبيبتي.
دريد السامرائي
كولورادو – الولايات المتحدة الامريكية