العقوق …..ماذا تعني
ما نتحدث عنه اليوم هو عقوق من نوع آخر. والغرابة في هذا الموضوع أن هناك أهمية كبيرة لهذا الموضوع وتأثير اجتماعي ضمن الأمراض المجتمعية التي تعاني منها الكثير من المجتمعات باعتبارها تشكل أزمات نفسية ونتائج سلبية .
. وهنا الظالم هو الأب ليس الابن هذا الانسان الذى ترتبط صورته لدى الناس برمز العطاء والحماية وانكار الذات.
و ما نتطرق إليه اليوم هو عقوق من نوع آخر.
لان الظلم يكون من نوع آخر .وهنا ترتبط صورة الظالم بملامح أخرى تعبر عن الاضطهاد والظلم في الوقت الذي يفترض أن يكون رمز للعطاء وإنكار الذات.
وما الحلول اذا ابتلى شخص بمثل هذا النموذج من الآباء .اكيد سيكون في حيرة من أمره .وبالتالي سينعكس ذلك في تمرد الابن باتجاه أخر فأما ان يكون ناقما على أسرته واما التمرد على المجتمع . سيكون شعور غريب من أمره لان هناك أمراض اجتماعية كثيرة وقد يصاب هذا الشخص بأحد الأمراض في السلوك العام أو التمرد على الدراسة أو باتجاه الجريمة وغيرها من الأمراض .
مسكين من يصاب فى امه او ابيه مثل هذه الاصابة قد يكون جفاء الام نادرا لان الام تعتبر الابن قطعة منها، تربى فى احشائها واخذ من دمها وعظامها وانفاسها. مخلوق تكوّن منها وخرج منها، لينفصل عنها ويحيا بجانبها بعد ان كان بداخلها، لتربى وتكبر وتمنح المزيد من الوقت والعمر لوليدها.
يصعب على الابناء ان يكونوا بارين بأب تهرب من واجباته ومسئولياته وقد يكون سببا فى تدمير مستقبل ابنائه.بأى وجه يستقبلونه وهو من حرمهم من رؤياه ومن حضنه وحنانه ورعايته، بأى قوة نفس واحتمال يستطيع الانسان ان يحب من جعله يتيما.
نعم جعل ابناءه ايتاما ببعده عنهم وحرمانهم من رعايته وظله الذى لا يعوض فهو بالنسبة لهم مات وهو على قيد الحياة، فما الموت الا فراق.
ولا أعلم السبب في تجاهل كثير من الناس لهذا الأمر وبالأخص الدعاة والوعاظ، وإن كان الاباء ليس لديهم معرفة بالعلم الشرعي فعليهم تعلمه وتدارك ما يمكن تداركه.
قال صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول».
ايمان مزريقي