أخبار العائلة العربية في المهجرأدب وفن

المسرحي العراقي سعدي يونس بحري ساهم يومي 4-5 نيسان 2022 مع 10ممثلين و ممثلات على مسرح شابونيه في برلين

#الشبكة_مباشر_باريس_د.حسن الزيدي

الدكتور المسرحي العراقي سعدي يونس بحري ..ساهم في مسائي 4-5 نيسان 2022 مع 10ممثلين و ممثلات في في تمثيل (مسرحية إخوة) للكاتبة الفرنسية CarolineJuilla Jajwine

على مسرح شابونيه في برلين

علما بأن الفنان المسرحي والسينمائي سعدي يونس . حصل على دكتوراه في المسرح الفرنسي من فرنسة و عاد للعراق و

شارك بتمثيل عشرات من المسرحيات مع ستة افلام سينمائية عراقية هي (قطار الساعة السابعة . الضامؤون .سنوات ماضية. الباحثون.القادسية)

كما اشتهر الزميل سعدي بتمثيل واعادة ملحمة كلكامش حتى صار يلقب بين بعض الأوساط المحبة له(سعدي الكلكامشي)

انه فنان عراقي مزدوج الثقافة العربية و الفرنسية ويتميز بكونه مناضلا ومجاهدا وداعيا للسلام والحب والحرية والتأخي الانساني من خلال انشطته المسرحية و السينمائية

و كان قد استكمل المخرج السينمائي والمسرحي العراقي د. سعدي يونس بحري فيلمه الطويل الجديد “ملحمة جلجامش” والذي يشارك حاليا في مهرجان القدس الدولي الرابع ويعرض بعدة قاعات ومراكز سينمائية فرنسية،

بهذه المناسبة حل الفنان بحري ضيفا ضمن برنامج ضيف المنتدى، أحدى فعاليات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وكان لنا معه لقاء شيقا تطرق لملحمة جلجامش كأول ملحمة إنسانية مكتوبة في التاريخ وقضايا فنية

متعددة، بحري يكرس حياته للعمل الفني في فرنسا وهو نموذجا للفنان العربي بالمهجر الأوروبي الذي يحن لأرضه ويقدس كل ذرة تراب .

كثيرون يعرفون سعدي يونس بحري وارتباطه الوثيق بملحمة جلجامش وتقديمها بعدة أشكال مسرحية ثم تقديمها كفيلم سينمائي طويل..ما سر هذا الارتباط ولماذا هذه الملحمة بالذات؟
العراق الينبوع الأول للحضارة الإنسانية

ـــ العراق في كلمة يحوي على كنوز عظيمة من الإبداعات والملاحم، طفولة أي عراقي مشحونة بهذا الثراء المعرفي الثقافي ولا شك أن كل مبدع وفنان ومثقف قد تأثر بهذا وخاصة ملحمة جلجامش وأنا في طفولتي كنا نسافر إلى بابل ونرى الاثار المدهشة ونسمع الحكايات كون العراق الينبوع الأول للحضارة الإنسانية، العراق مصدر المعرفة والكتابة الأولى والمدن الأولى والأشعار الأولى وكذلك الفنون والموسيقى والعلوم والكل يعترف عالميا بهذا، هنا تشكلت في ذهني منذ الطفولة الولع بهذه الملحمة العظيمة وفي الخمسينات شاهدت فيلما عن جلجامش لمخرج عراقي درس في روسيا للأسف لا أتذكر اسم المخرج لكن الفيلم ظل محفورا بذاكرتي وولد الحلم أن أعمل فيلما يجسد ويخلد هذه الملحمة.

أنا منذ سنوات طويلة أقدم جلجامش بأحد مسارح باريس ومدير هذا المسرح فنان من أصل روماني قرر أن أظل بتقديم المسرحية طيلة حياتي وأنا كل مرة اصعد على المسرج واواجه الجمهور هنا أشعر بلذة تتجدد واستكشف روعة وأسرار جديدة لهذه الملحمة الخالدة وكنت قد قدمت جلجامش في مهرجان بابل الدولي الأول 1986 بدعوة من المرحوم منير بشير وحضيت بوسام جميل اعتز به.
وجدت دعما و تشجيعا من الفنانة ميليني ساليني مديرة مسرح ماندابا وبامكانيات بسيطة جدا قدمت في مسرحها لاول مرة حيث خلقنا متعة فنية وليس عملا تجاريا.
نتمنى أن تقرب لنا الصورة ونتعرف عن جلجامش كشخصية غير عادية وخالدة؟

ــ جلجامش بشكل تاريخي مختصر هو ملك سومري وهو شخصية تاريخية حقيقية حكم بلاد سومر بحدود عام 2600 قبل الميلاد وهو باني مدينة اوروك بالجنوب العراقي ولا يوجد خلاف تاريخي على وجوده، ثم تحول إلى أسطورة بعد موته وكان بناء هذه المدينة تعني الحضارة وهنا أيضا المرأة شمخت الجميلة التي حولت أنكيدو المتوحش إلى إنسان متحضر يأكل الخبز ويشرب النبيذ ويكتب ويلبس الملابس، وهذا التحول كان بواسطة العشق والجنس والذكاء أيضا فهي لم تكن فقط جميلة بل كانت ذكية ومتحضرة …

أهم القيم في هذه الملحمة هي الصداقة والتي نشأت بين جلجامش وأنكيدو وكذلك تحقيق الذات حيث تحديات كثيرة ومخاطر وصراعات مع خمبابا اله الشرو الثور السماوي ،،، وهنا هدف جلجامش وصديقه ليس هدفا منفعيا بل هناك أهداف إنسانية سامية أهمها تخليص البشرية من الشر والاشرار وكذلك نقل الأخشاب النادرة لبناء مدينة اوروك… وكانت الرحلة فيها مغريات حيث وقعت الهة الحب عشتار في حب جلجامش لكنه رفض عشقها ليظل مستقلا ولا يكون لعبة بيدها أو لنزوة.

المشكلة الرئيسية كانت بموت أنكيدو مما يُحدث عدة إنقلابات في شخصية جلجامش أهمها من أكون؟ وهل يمكن أن أكون خالدا؟ يتولد الخوف من الموت، جلجامش باعتقادي شخصية إنسانية خالدة توجد في كل مبدع وفنان وإنسان محب للجمال والحياة والصداقة فقد بدت حياته كحاكم قوي وعنيف لكن شعبه يحبه وقررت الآلهة خلق أنكيدو كعدو يصارعه ويلهيه لكن ولدت الصداقة وتغير مجرى حياة البطل ثم تأتي صدمة موت الصديق فتزداد شخصية جلجامش جمالا وإنسانية ويثير أسئلة كونية وجودية فكرية وفلسفية ماتزال مادة خصبة للبحث إلى يومنا هذا.
هل الفيلم حمل إسقاطات مقصودة على الواقع العراقي والعربي ؟

ــ أي فن وأي عمل فني لا يمكن أن يكون بعيدا عن الواقع، أنا أدع للمتفرج يحلل ويشعر ويستكشف الدلالات والفنان لا يصرح بها، كنت حريصا جدا على احترام النص وجوهر الملحمة برونقها الشعري والفلسفي والفكري، بالتأكيد أنا اجتهدت واخترت ونسقت الحوارات لتناسب المعالجة السينمائية.

بالنسبة لي كنت حريصا أن اغوص في ذاتي وحياتي كفنان أولا وكعراقي الاصل أعتز بعراقيتي وأقدس كل ذرة تراب من أرض العراق وأتالم لهذا الوطن الذي تريد فئة سرقة ثرواته ومسخه وأنا كذلك أقف بفخر وفرح ومحبة لهذا الجيل الشاب الثائر والذي يقدم دمه وروحه ثمنا للحرية والكرامة ،،، كل هذه الصور والمعاني عايشتها وأنا أكتب السيناريو ثم وأنا أمام الكاميرا فأنا الممثل الوحيد الذي يؤدي كل الأدوار وأنا الرواي وكذلك خلال المونتاج فكل صورة كانت مشحونة بالعراق الخالد والجميل والذي لا يمكن مسخه واستعباده فهو سيظل حرا وإنسانيا وسيتجاوز كل المؤامرات.

يوجد عمق عظيم ورسالة ضد طغاة اليوم في العراق وكل مكان فلا شيئا يدوم إلى الأبد ونسمع الموت يكلم أنكيدو ويقول له “تعال معي إلى الطريق بلا عودة، إلى البيت بلا أبواب و لا نور ، هنالك ستجد الحكام والأمراء والملوك وتيجانهم الذهبية مكدسة على الأرض”، حكام اليوم يظنون أنهم كالقدر الخالد ولكنهم ليس كذلك.

أود أن أشير أيضا إلى إله الشمس في الملحمة المحب للبشرية وهنا نحن بلد الشمس وهي كل يوم تشرق بالأمل والشباب والحب وهذه دلالات ومعاني قادرة أن تخلق الجمال والحرية وتمحي قبح الشر والظلم والقهر والإستبداد.
وأنا اهدي هذا الفيلم لكل شباب وشابات العراق الحر العظيم الذي سيظل ملمهما ومعلما للبشرية، السومريون أصحاب أول حضارة كونية إنسانية علمت البشر الكتابة والقراءة والرياضيات والفنون واليوم احفادهم يعلمون العالم معاني الحرية وحب الوطن والثورة ضد الظلم والقهر.

برأيك لماذا لم تقدم ملحمة جلجامش سينمائيا من قبل؟

السينما وسيلة فنية وإنسانية لتوثيق ونشر جمال حضارتنا وعبقها الإنساني.
ــ جلجامش قٌدمت مسرحيا وأتذكر أن الفنان القدير سامي عبدالحميد قدمها للمسرح وأنا كذلك اشتغلت عليها من وقت مبكر واصدرت مسرحية ملحمة جلجامش بالعربية والفرنسية ثم بالانجليزية قبل سنوات قليلة وكذلك صدرت كمسرحية مع الهيئة العربية للمسرح في الشارقة ، كذلك كتبت واصدرت مسرحية العبيد وجلجامش وهنا سنكون مع جلجامش بالعصر الحديث واما سينمائيا كما سبق وذكرت يوجد مخرج عراقي أخرجها بالخمسينات في فيلم ولا أدري هل الفيلم مايزال موجودا أو لا؟

قناة ار تي الفرنسية عملت برنامجا ثقافيا تلفزيونيا وبه مشاهد تمثيلية بسيطة وربما هو قدري تقديمها سينمائيا والكل يعلم أن هوليود والغرب لديهم اعتبارات تجارية وسياسية وفكرية عند تقديم أساطير شرقية وعربية وهم يفضلون عموما تقديم قصص الجن والخرافات عنا وهذه الملحمة ثرية بالفكر والفلسفة والجمال والمعرفة والعلم ونحن علمنا البشرية وهم يتحاشون الاعتراف بهذا الفضل أو يهملون هكذا مواضيع.
بلادنا كالعراق واليمن ومصر وكل الأقطار غنية بالجمال والدهشة ولماذا ننتظر الغرب ليحكي عنا بالصح أو الخطأ ولا نحكي ونصور فنحن اولا من عليه أن يفعل هذا ونستغل السينما كوسيلة فنية وإنسانية لتوثيق ونشر جمال حضارتنا وعبقها الإنساني.

* سعدي يونس بحري ألم تروادك مخاوف في هذه المغامرة السينمائية بقلة الإمكانيات؟ وما هو دور سعدي يونس الممثل والمسرحي؟
أخوض تجاربي السينمائية كي امارس لذتي في التمثيل

ـــ أنت والكل يعلم أن ننتظر الدعم والمنتج والإمكانيات الضخمة يعني أن تنتظر سنوات ربما طويلة وأنا أجد أن الإبداع لذة لا تقاوم وربما تفيد أكيد الإمكانيات والمال ولكن أنا شغوف بالعمل ولا أتصور حياتي دون أن أكون ممثلا أو منتجا لأي نشاط إبداعي وعرفت نفسي وعمري سبع سنوات وأنا ممثل ثم صرت شابا وتخرجت من كلية الحقوق وسافرت للدراسة بفرنسا وفضلت دراسة الفنون والمسرح والسينما ، حياتي كلها مغامرات فنية لذيذة كممثل اشتركت في عشرات الأعمال مع رموز الفن الجميل في العراق ومع مخرجين عرب منهم أنت حميد عقبي في فيلمين (حياة جامدة وفيلم الرتاج المبهور) واتشوق أن نشترك بعمل ثالث ومع مخرجين من فرنسا، وأنا ارفض الأدوار التي تحصرنا كعرب بأدوار الشرير والارهابي والعنيف والخالية من المضمون الإنساني والفني.

نعم تخوفت كأي فنان يريد تقديم عملا فنيا جميلا وبلغة سينمائية وبدون مال أو دعم ولست نادما والفيلم يعرض بمهرجان القدس الدولي حاليا وبعدة قاعات عرض فنية وسررت باراء الجمهور الفرنسي بباريس كانت مشجعة وبقي النقاش لاكثر من ساعة بعد العرض والناس هنا تُحس وتتذوق العمل ولا تحاسبك على الأخطاء البسيطة التقنية إن حدثت غصبا عنك، ولا يوجد فيلم كامل ومنزه عن الاغلاط ولكن الكارثة أن يكون الفيلم لا يحمل فكرا ولا روحا ولا رؤية إنسانية.

نعم غامرت وتعبت وبذلت من الجهد والمال وأنا سعيد كوني أعيش كفنان وممثل ولا أخفي سرا أني أخوض تجاربا سينمائية كي امارس لذتي في التمثيل وكانت أمي ممثلة وولدت من ابرة جدتي التي كانت تعمل كخياطة وتروي لي الحكايات في شكل تمثيلي وسأظل أخوض مغامرات فنية وسينمائية تنشد الجمال والحب والعشق والصداقة والحرية وتقدس هذه القيم ويمكننا أن نقهر قلة الإمكانيات وكذلك نرحب ونتمنى أن نجد دعما لأحلامنا الفنية الإنسانية حيث نحن هنا نقدم صورة مشرقة وجميلة عن أوطاننا وحضارتنا ولا نتاجر بها ولا نقبل تشويهها.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى