ألغيت مهمة إطلاق المركبة الفضائية “أرتيميس 1” (Artemis I) التابعة لناسا يوم الإثنين، بسبب مشكلة تقنية تخص أحد المحركات الرئيسية، وفق ما أعلنت ذلك وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”. وسوف تتأجل عملة الإطلاق بضعة أيام اخرى.
هذه الرحلة إلى القمر هي الأولى منذ خمسين سنة من رحلة “أبولو”، وهي تندرج ضمن بداية عودة الولايات المتحدة إلى القمر، الذي قد يتيح للبشرية فيما بعد بلوغ المريخ.
هذه الرحلة الاستكشافية التي تقودها وكالة الفضاء الأمريكية، ستكون بدون وجود رائد فضاء وتهدف إلى إعداد رحلة مأهولة وجمع بيانات علمية قيّمة.
ما هي هذه المهمة الجديدة؟
تشرح وكالة ناسا أن أرتميس 1 هو “الأول في سلسلة من المهمات الأكثر تعقيدا”. بالنسبة لهذه الرحلة الأولى، لا يتعلق الأمر إذن بالهبوط على القمر، بل يتعلق بوضع مركبة أوريون الفضائية، التي تغادر بدون طاقم، في مدار حول قمرنا الصناعي.
“ستقوم المركبة الفضائية بتحليق فوق القمر، باستخدام الجاذبية القمرية لاكتساب السرعة ودفع نفسها على بعد 70 ألف كيلومتر من القمر، ما يقرب من نصف مليون كيلومتر من الأرض، ما يمثل أبعد نقطة لم يسافر أي إنسان إليها على الإطلاق “، كما أكدت وكالة الفضاء الأوروبية، التي تشارك في المشروع.
🟢 Engines
🟢 Solid Rocket Boosters
🟢 Core Stage
🟢 Launch Vehicle Stage Adapter
🟢 Interim Cryogenic Propulsion Stage
🟢 Orion Stage Adapter
Get familiar with all the parts of the SLS rocket before launch by checking out our "Clickable Rocket" >> https://t.co/r8FgfdcDQm pic.twitter.com/iD5kohW8h5— NASA_SLS (@NASA_SLS) August 23, 2022
ما سبب عدم وجود طاقم ضمن الرحلة؟
الهدف من هذه الرحلة “هو اختبار الصاروخ وكبسولته غير المأهولة للتأكد من أنهما سيكونان قادرين على نقل طاقم إلى قمرنا الصناعي في وقت مبكر من عام 2024″، كما يوضح ستان لوف، رائد فضاء في وكالة ناسا.
لذلك فإن لهذه المهمة قيمة اختبارية لأوريون. الهدف الأول للمهمة هو اختبار الدرع الحراري للكبسولة وهو الأكبر على الإطلاق (قطره 5 أمتار). عندما تعود إلى الغلاف الجوي للأرض، سيتعين عليها تحمل سرعة 40 ألف كم/ ساعة ودرجة حرارة 2800 درجة مئوية، سيتم إبطاء المركبة الفضائية إلى 480 كم/ ساعة بواسطة الغلاف الجوي، ثم 32 كم/ ساعة بواسطة سلسلة من المظلات، حتى تهبط قبالة مدينة سان دييغو في كاليفورنيا.
ستحمل الكبسولة معها دمية تسمى (Moonikin Campos)، مثبتة في مقعد القائد مرتدية بدلة ناسا الجديدة. لتسجل التسارع والاهتزازات التي تحدث. كما سيتم وضع دميتين أخريين بالداخل، هما هيلجا وزوهار. تم صنعهما من مواد تحاكي العظام أو حتى الأعضاء البشرية.
ترتدي إحداهما سترة إشعاعية، بينما لا ترتدي الأخرى أي شيء. ستمكن المستشعرات من تقييم مستويات الإشعاع المتلقاة، لا سيما في الفضاء السحيق، حيث يكون الإشعاع أعلى بكثير، ولتقييم الحماية اللازمة لتوفيرها للمسافرين في المستقبل.
سيسمح عدد كبير من الكاميرات الموجودة على متن الطائرة بمتابعة الرحلة بأكملها، كما لو كانت مجموعة من الركاب ضمن الكبسولة.
NOW: NASA Administrator @SenBillNelson speaks about today's #Artemis I launch attempt. https://t.co/l65YUBc4KI
— NASA (@NASA) August 29, 2022
ستحمل مركبة أوريون العديد من المشاريع البحثية. وبالتالي، سيتم نشر مجموعة من عشرة أقمار صناعية (CubeSat)، وهي أقمار صناعية صغيرة بحجم علبة الأحذية، في الجزء العلوي من الصاروخ، ويشرح جاكوب بليشر، رئيس خدمة الاستكشاف البشري في وكالة ناسا، أن هذه “المركبات الفضائية الصغيرة” ستنفذ “مهمتها العلمية الخاصة”.
لدى البعض مهمة استعادة المعلومات على القمر، فما هي مكوناتها؟ ما نوع الصخور أو الجليد الموجود؟ حتى أن أحد هذه الصناديق يهدف إلى الهبوط على سطح القمر. وسيشمل أيضًا فهم وتحليل البيئة والطقس، بالإضافة إلى اختبار أنظمة الدفع.
ستحاول تجارب أخرى جمع معلومات عن بيولوجيا الفضاء، من أجل مراقبة كيفية تفاعل الكائنات الأرضية في الفضاء. أي “كيف تتفاعل الحياة مع بيئة الفضاء”، كما يقول جاكوب بليشر. وهكذا سيتم نقل البذور والفطر والخميرة والطحالب على متن السفينة، وسيتم تحليلها عند عودتها، لتحديد مدى حدوث الإشعاع عليها، ليس فقط على سطح القمر.
ما هي المهمة القادمة؟
بعد “أرتيميس 1” ستنطلق رحلة “أرتيميس 2″، لكن مع وجود طاقم. لذلك، فإن رواد الفضاء سوف يسافرون “إلى النظام الشمسي أكثر مما سافرت إليه البشرية من قبل”، وستسمح هذه المهمة “للطاقم بممارسة العمليات الأساسية لنجاح أرتميس 3″، أي مهمة عودة الإنسان إلى القمر، كما تشير وكالة ناسا.
يقول مايك سارافين، رئيس بعثة أرتيميس “ستظهر هذه الرحلات التجريبية القدرات التي نحتاجها لهبوط أول امرأة والرجل الثاني على سطح القمر بحلول عام 2024 وتمكين البعثات المستدامة لعقود قادمة”.
بعد ذلك، ستكون مسألة تأسيس “أول وجود طويل الأمد على سطح القمر”، كما أكدته وكالة الفضاء الأمريكية، التي وضعت لها هدفا شرحته بوضوح:
“سنستخدم ما نتعلمه على القمر وحوله لاتخاذ الخطوة العملاقة التالية، المتمثلة في إرسال رواد الفضاء الأوائل إلى المريخ”.
المصادر الإضافية • بي أف أم- تي في