كلمة العدد

#الشبكة_مباشر و أستثمار الكفاءآت الآوربية من أصل عربي في الدول العربية

#الشبكة_مباشر -د. عصام البدري رئيس التحرير

وصلني قبل أيام من شخصية عربية دراسة أمكانية شخصيات عربية مهاجرة الى أنشاء مركز دراسآت في آوربا لنقل الصورة الايجابية للحضارة و التراث العربي و الأسلامي الى الآوربيين نظرآ لتفشي ظاهرة أسلاموفوبيا و الأستفادة من الكفاءآت العربية المهاجرة و المقيمة في آوربا و بعثت له أجابتي بأني كنت قدمت دراسة جدوى محكمة قبل سنتين و سلمتها رسميآ الى سفير جامعة الدول العربي في بروكسل والى سفير مجلس التعاون الخليجي في بروكسل بعد مقابلتهما بصحبة البروفيسورد. عادل الطائي رئيس الأكاديمية الآوربية للدراسآت و التدريب و رحبوا جدآ بالدراسة و أبدوا دعمهم وأسنادهم للدراسة و بقينا لحد يومنا هذا في الأنتظار لحين التشاور مع مجلس سفراء الدول العربية في بروكسل مع حكوماتهم.
فهجرة الكفاءات العربية بأستمرارولأسباب مختلفة يعني بالنتيجة تعرض أقطار الوطن العربى الى خسائر فادحة لا تعوض في أحيان كثيرة فمن ناحية البيانات التي ربما غير متوافرة بصورة دقيقة نعتقد أنها بمستويات عالية جدآ خلال تواجدنا في آوربا لسنين طويلة و اختلاطنا بسوق العمل الأوربي الموجود بالرغم من الأنحسار و الأزمات الاقتصادية العالمية وبمناقشة القضايا الأساسية فى هجرة الكفاءات وعلاقتها بتطوير التعليم العالى والبحث والتطوير فى البلدان العربية يمكن أعتبارها أحدى المعضلات التي تمنع التمية و التقدم في البلدان العربية أضافة الى الأرادة السياسية للحد منها أو الإصرار على معالجتها بالرغم من الاختلاف بين أمكانيات كل بلد .
على سبيل المثال لا الحصرفأن هجرة الأطباء والمهندسين والعلماء العرب إلى أوروبا الغربية والولايات المتحدة وصلت إلى الى أرقام مخيفة جدآ بدون ذكرها يمثلون 50، و 23 ، و 15 بالمائة، على الترتيب، من جملة هذه الفئات المهنية فى الوطن العربى و على الخصوص في البلدان التي تعرضت الى الحروب و الأزمات السياسية بدون الخوض بالتفاصيل.
و يعتقد بأن حوالى على الأقل 4 مليون من مهنىن عرب هجروا بلدانهم العربية الى دول التي تستقبلهم كلاجئيين في آوروبا و كندا و أستراليا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية وهذ يؤدي إلى تصاعد هجرة الكفاءات عام بعد عام مما يسبب خسارة كبيرة جدآ لبلدانهم التي صرف المليارآت لأعدادهم بالأساس لخدمة أوطانهم و عوائلهم بنفس الوقت.
والأهم أن هجرة الكفاءات ينتظر بالتأكيد أن تتصاعد أكثرو أكثر وبألم شديد مع أشتداد الحروب و الظلم و الفساد في الكثير من البلدان الشرق الأوسطية و يقوم سوق العمل العالمى الواحد والذي يختص بالكفاءات العالية التى ترى البلدان المصنعة فائدة فى اقتناصهم من البلدان النامية ولا نريد أن نصفها بالمتخلفة مع استمرار إغلاق الحدود فى وجه غيرهم من مواطنيهم والأزمات التي ربما مفتعلة بين الحين و الآخر.
والأخطر أن الهجرة ينتظر أن تصيب العناصر الأكثر استعداداً من الأجيال الأصغرعمرآ وهذا الأخطر في الأمر من كفاءات البلدان خاصة أولئك الذين ينتمون إلى الفئات الاجتماعية الأقدر بما يتيح لهم قرباً اجتماعياً وثقافياً من بلدان الهجرة المرتقبة من خلال وسائل الاتصال الحديثة، ويمكن لهم أن ينتظموا فى مسافآت تعليمية تقربهم مهنياً وثقافياً من البلدان الغربية المصنعة و المتطورة مما يترتب عليه تفاقم قصور إنتاج المعرفة و اكتسابها، على وتيرة متصاعدة، فى المستقبل في البلدان العربية عمومآ.
ولا جدال أن بعض البلدان العربية تمتلك الآن من الإمكانات المالية ما يمكنها من اجتذاب هذه الكفاءات العربية المهاجرة ان أرادت الاستفادة منها علميآ وأقتصاديآ وهذا حادث في بعض الآحيان فى بعض الدول بل إن سوق العمل بها يجذب كفاءات عربية تعيش في آوربا و الدول المتقدمة ويكون الغرض الأساسى من الهجرة المؤقتة هذه هو الجانب المادي فقط ليس ألآ وليس المساهمة فى مشروع قومى حضاري للنهضة.
الغرض من مقالتي بالأساس هو لغرض حث هذه الدول العربية المتمكنة والراغبة بنهضة بلدانها وعدم الاعتماد المستقبلي على النفط الذي هو بالأساس آيل للزوال و ربما عدم تسويقه مستقبلآ في ظل تنامي التكنلوجيا المتقدمة التي شيئآ فشئيآ لا تعمتد على وسائل الطاقة الاعتيادية الحالية و هذ مانراه في الدول المتقدمة في زماننا هذا والتي معظمها غير نفطية لتشجيع عودة هذه الكفاءات المهاجرة والمساهمة الفاعلة في بناء أوطانها بصورة مستقلة و مستقرة ليشرع بها من الآن قبل فوات الآوان..
المطلوب منا هنا تكريس الأسلوب العلمى وبناء المؤسسات البحثية لاستقطاب الكفاءات المهاجرة و التي إن عادت فى غمار عملية التنمية واضحة الأبعاد و بأرادة حثيثة و وطنية مخلصة نزيهة ستقطف الثمار في زمن ليس ببعيد.
فى تقديرنا لا يوجد حل ناجع فى الأجل القصير، بل في إطارعملية نهوض عربى شاملة وتخليق دور فعال للكفاءات العربية فى تطوير القدرة الإنتاجية المحلية للوفاء باحتياجات الناس فى المجتمعات العربية، وتدعيم ذلك الاتجاه بتحويل نظام التعليم لإنتاج الكفاءات والمهارات المتوائمة مـع ذلك الهدف.
و بالنسبة لتجارب بعض دول العالم فقد عاد إلى الصين فى النصف الأول من الخمسينيات القرن الماضي عدد كبير من العلماء المؤهلين تأهيلاً عالياً والذين كانوا قد غادروا البلاد قبل قيام جمهورية الصين الشعبية نتيجة لتردى الأوضاع الاجتماعية-الاقتصادية. عاد هؤلاء العلماء من الولايات المتحدة، أساساً، من ظروف عمل ومعيشة ومؤسسة بحثية هى من الأكثر تقدماً فى بلدان الغرب الرأسمالى، وبعد أن كان بعضهم قد استقر لسنوات فى بلد المهجر. لقد عاد هؤلاء العلماء، ولا ريب، إلى ظروف عمل ومعيشة قاسية، خاصة بالمقارنة بما وجدوه فى الغرب. ولكن كان همهم المساهمة فى بناء مؤسسة علمية بحثية، من البداية تقريباً، فى إطار مشروع سياسى اعتبروه جاداً لبناء الوطن وقدموا للصين الشعبية إنجازات ضخمة فى بيئة صعبة وخلال زمن قصير.
كذلك قامت موجة أخرى من عودة الكفاءات المهاجرة إلى الصين منذ منتصف السبعينيات مع بدء انفتاحها على العالم الخارجى والعمل على تطوير جذرى للاقتصاد والمجتمع، فى منظور رأسمالى هذه المرة. ولكن بجدية واجتهاد أديا إلى نتائج مبهرة خلافاً للانفتاح الذى أورث الخيبة فى كثير من البلدان العربية. ولا يتوقف الأمر فى حالة الصين على عودة كفاءات مهاجرة، فالكفاءات الصينية الباقية فى الخارج تقيم علاقات غاية فى القوة مع الوطن، وليست حالة العالِم الأمريكى، من أصل صينى، الذى اتهمته الولايات المتحدة الأمريكية بتهريب بعض من أدق أسرار التسليح النووى الأمريكى للصين ببعيدة.
و بالنسبة للدول العربية شهد العراق على سبيل المثال لا الحصر هجرة معاكسة في سبعينات القرن الماضي في ظل تشجيع حكومي و قرار سياسي مادي و أعتباري و في ظل ترحيب شعبي لهذا الأمر و خصصت لهم أراضي و بناء مساكن و أحياء راقية لهم و أمتيازات مادية و وظيفية.
إنّ بروز الطاقات المبدعة والمتميّزة هو ثمرة طبيعية للجدّ والاجتهاد والعمل و القرار السياسي الداعم للمؤسسات التعليمية و التدريبية مهم جدآ جدآ فليس هناك من اختلاف خلقي أو تكويني لدى روّاد الإبداع والتميّزعن سائر البشر و ربما يتصور البعض أنّ من أبدعوا وتميّزوا قد خدمتهم ظروف مساعدة، لكننا حين نقرأ سير العظماء والمبدعين، والذين فجروا طاقاتهم نجد أنّهم لم يكونوا جميعًا في ظروف مناسبة، بل كان بعضهم يعيش ظروفًا صعبة قاسية، لكنّهم تغلّبوا على تلك الظروف، وتجاوزوا الصعوبات بإرادتهم وجدّهم واجتهادهم.
و كشبكة مباشر مجلة العائلة العربية تتعهد بما لديها الكثير الكثير من الشخصيات و الكفاءآت العربية المنتشرة في الكثير من دول العالم التي يمكن لها أن تبني بلدانها العربية وعلى أعلى المستويات كمستوى ما يقدمونه لبدانهم الذي يعيشون فيه وكجزء من الدين و الفضل لما قدموه لهم في وقت أغلقت بوجههم الأبواب في البلدان الأقرب لهم و لربما لعبت السياسة و حتى الطائفية منها لصدهم و إجبارهم بالنتيجة الى الهروب بعيدآ و لكن يبقى الحس الوطني والقومي و لكثيرين ربما الجانب الديني و الثقافي بما يجعلهم حريصين على خدمة بلدهم أو البلدان العربية التي ستحظنهم لتنمية هذا البلدان و الاستفادة لجميع الأطراف أيجابيآ و لربما نشهد هجرة معاكسة لبعض من الدول العربية التي تشهد أستقرار و أمكانيات مادية و قرار لبناء دولة متقدمة .
ومن الله التوفيق

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. إن تقدم البلاد متعلق بطريقة تفكير أهل البلد والتفكير الجيد الذي يسمو بالبلد يأتي نتيجة التعلم والتعليم المخلص وعليه ليكي نتطور يجب علينا الاهتمام بالعلم فالعلم هو مفتاح سر تقدم البلاد والجهل يدم البلاد فكل دولة وصفت بالتقدم ثق بأن للعلماء فيها قيمة فيهودي المشهور “ألبرت أناشتين”كان من الرجال الذي أوصلوا أمريكا إلى ما وصلت إليها بصنعه القنبلة النووية التي أطلت على “جابان”وهو لما سئل بعد العالمية الثانية ماذا تريد إن الملك جعلناك ملكا علينا وإن تريد المال جعلناك أغنى أغنياء العالم و ووو فكان جوابه خلاف ما ينتظر ماذا كان جوابه بعد رفض كل تلك الأشياء!كان جوابه:أريد ودلة لليهود وأريدكم حراسا لتلك الدولة وبرجل واحد رجع اليهود في تلك الدولة وسكنوا فيها وحتى الآن أمريكا تحرسهم ولن ترضى لأحد أن يمسهم بسوء فالمتعلم الحقيقي لا يعرف المستحيل ولن يستسلم بسهولة ويصبر على وعورة الطريق إلى أن يصل إلى هدفه لذا يجب علينا الاهتمام بالعلم والمعرفة وتمويله كما ينبغي وعلى العلماء الإخلاص في العمل والأداء والإخلاص سر جودة العمل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى