أعلنت بولندا رفع درجة التأهب لوحداتها العسكرية عقب سقوط صاروخين على أراضيها قالت إنهما تابعان للقوات الروسية. وفي حين نفت موسكو هذه الاتهامات، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعا طارئا مع زعماء الدول الحليفة لواشنطن والمشاركين في قمة العشرين بإندونيسيا.
وقال رجال إطفاء بولنديون إن شخصين قتلا في انفجار بمنطقة برزيودوف في شرق البلاد، على بُعد نحو 12 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا.
وقالت الخارجية البولندية إن صاروخا روسي الصنع سقط أمس الثلاثاء الساعة 15:40 بالتوقيت المحلي على برزيودوف وأسفر عن مقتل مواطنين اثنين.
ونقلت رويترز عن الرئيس البولندي أندريه دودا قوله “ليس لدينا أدلة قاطعة بشأن مصدر الصاروخ التي سقط على أراضينا”.
وتابع بالقول “نتصرف بهدوء شديد بعد التطور الذي حدث أمس ولا مؤشرات على احتمال تكراره”.
وذكرت الرئاسة البولندية أن محادثات جرت بين الرئيس البولندي والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، كما تحدث دودا مع نظيره الأميركي جو بايدن، حيث تتم مراجعة مقررات المادة 4 من ميثاق حلف شمال الأطلسي.
“المادة الرابعة”
وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد خلال اتصاله بالرئيس البولندي التزام الولايات المتحدة الصارم تجاه حلف الناتو، كما عرض دعم الولايات المتحدة الكامل والمساعدة في التحقيقات.
وتنص المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أن لأي دولة عضو بالناتو تشعر بالتهديد من قبل دولة أخرى أو منظمة إرهابية الحق في تقديم طلب لبدء الدول الأعضاء مشاورات رسمية للبتّ فيما إذا كان التهديد موجودا وكيفية مواجهته، مع التوصل إلى قرارات بالإجماع.
وقد عقد بايدن اجتماعا طارئا صباح اليوم الأربعاء مع زعماء الدول الحليفة لواشنطن والمشاركين في قمة العشرين بإندونيسيا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا إلى الاجتماع بعد مقتل شخصين في انفجار في قرية برشفوداو بشرق بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وشارك في الاجتماع زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وهولندا واليابان وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة.
في السياق ذاته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تحدث مع الوزير الأول البولندي ماتوز مورافييكي، معربا عن تضامنه مع بلاده.
وقال ماكرون في تغريدة إنه يمكن لبولندا الاعتماد على فرنسا في دعم التحقيقات الجارية.
نفي روسي
من جانبها، نفت وزارة الدفاع الروسية هذه الاتهامات، واصفة إياها بأنها “استفزاز متعمد” لنشر أنباء كاذبة عن روسيا، حسبما ذكرت وكالة أنباء “تاس” الرسمية.
وأضافت الوكالة أنه لم يتم إطلاق صواريخ روسية على أهداف قرب الحدود البولندية – الأوكرانية، وأن صور الدمار التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض البوابات الإخبارية “ليست لها علاقة بالأسلحة الروسية”.
دخان متصاعد في بلدة برزيودوف بشرق بولندا بسبب ما قيل إنه صواريخ روسية (رويترز)
بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه ليس لديه معلومات عن وقوع انفجار في بولندا.
وردا على سؤال من رويترز، قال بيسكوف “للأسف ليس لديّ معلومات عن هذا الأمر”.
توخي الحذر
من جانبها، دعت وزارة الدفاع في واشنطن (البنتاغون) إلى توخي الحذر، مشيرة إلى أنها تبحث الموقف.
في السياق ذاته، طالبت أوكرانيا بعقد قمة للأعضاء في حلف شمال الأطلسي “فورا” لاتخاذ تدابير قاسية ضد موسكو.
وجاء في تغريدة لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن “الرد الجماعي على الأفعال الروسية يجب أن يكون قاسيا ومبدئيا. من بين التحركات الفورية: عقد قمة لحلف شمال الأطلسي بمشاركة أوكرانيا لبلورة مزيد من التحركات المشتركة بما سيجبر روسيا على تغيير مسارها التصعيدي، وتزويد أوكرانيا بمقاتلات حديثة”.
وقد أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن “صدمته” إزاء التقارير التي أفادت بمقتل أشخاص جراء سقوط صواريخ أو مقذوفات روسية في بولندا.
وأضاف ميشال في تغريدة “نقف إلى جانب بولندا. أنا على تواصل مع السلطات البولندية ومع أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرين”.
المصدر : الجزيرة + وكالات