قررت القمة الـ 15 لمجموعة “بريكس” دعوة 3 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات للانضمام إلى عضويتها بدءًا من العام المقبل، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ.ش.أ).
وقال البيان الختامي للقمة إنه بإمكان كل من مصر و السعودية و الإمارات و الأرجنتين و إثيوبيا و إيران أن تصبح أعضاء كاملي العضوية في مجموعة البريكس اعتبارًا من 1 يناير 2024.
وكان وزير الخارجية الجنوب إفريقي، ناليدي باندور قد قال أمس الأربعاء، إن قادة دول مجموعة “بريكس” المُشَكّلة من البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب إفريقيا تبنت وثيقة تتضمن الخطوط العريضة لتوسيع المجموعة.
وقال البيان الختامي للقمة: “لقد كلفنا أيضًا وزراء خارجيتنا بمواصلة تطوير نموذج الدولة الشريكة لمجموعة البريكس وقائمة الدول الشريكة المحتملة وتقديم تقرير عنها بحلول القمة القادمة”.
وأشار البيان إلى أن البرازيل وروسيا والهند والصين تشيد برئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة البريكس 2023، وتعرب عن امتنانها لحكومة وشعب جنوب أفريقيا لعقد القمة الـ 15 لبريكس.
وأكد البيان أن البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا تقدم دعمها الكامل لروسيا في رئاستها لمجموعة البريكس عام 2024 وعقد القمة الـ16 لبريكس في مدينة كازان بروسيا.
“We have decided to invite the
• Argentine Republic 🇦🇷
• Arab Republic of Egypt 🇪🇬
• F Democratic Republic of Ethiopia 🇪🇹
• Islamic Republic of Iran 🇮🇷
• Kingdom of Saudi Arabia 🇸🇦
• United Arab Emirates 🇦🇪
to become full members of #BRICS from 1 January… pic.twitter.com/K405vztHnh
— The Presidency 🇿🇦 (@PresidencyZA) August 24, 2023
توسع روسي صيني
وكان قادة دول مجموعة بريكس التي تمثل الاقتصادات الناشئة والتي تمثّل نحو رُبع ثروة العالم، قد عقدوا اجتماعات بالعصمة الجنوب أفريقية جوهانسبرغ استمرت 3 أيام في قمّة ترمي لتوسيع نفوذ التكتّل في مواجهة هيمنة أمريكا والدول الغربية والدفع باتجاه تحول في السياسة العالمية.
وتضم المجموعة حالياً الاقتصادات الناشئة الكبرى، ويشتق اسمها من الأحرف الأولى لأسماء دولها الأعضاء بالإنكليزية، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وشارك في أعمال القمة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، والرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في القمة السنوية للتكتّل، أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشارك في القمّة عبر الفيديو، وشارك في الاجتماعات بدلًا منه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وخلال القمّة شارك مسؤولون من حوالي 50 دولة أخرى في برنامج “أصدقاء بريكس” الذي عقد في مركز للمؤتمرات في جوهانسبرغ.
ووفقًا لموقع “بي بي سي” فإن مجموعة دول بريكس تمثّل مليارات الأشخاص عبر ثلاث قارات، مع اقتصادات تشهد مراحل متفاوتة من النمو، لكنّها تتشارك أمراً واحداً وهو: ازدراء نظام عالمي تقول إنّه يخدم مصالح القوى الغربية الغنية.
وتمثّل بريكس الآن 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 بالمئة من سكّان العالم، وأكثر من 16 في المئة من التجارة العالمية، وتعتبر نفسها بديلاً عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.
انضمام دول عديدة
وأعلنت جنوب أفريقيا أن أكثر من 40 دولة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، فيما قدّمت 23 دولة طلبات رسمية لذلك.
وأبدت دول عربية اهتماماً بالانضمام إلى المجموعة، حيث قدّمت الجزائر ومصر والسعودية والإمارات إضافة إلى البحرين والكويت والسلطة الفلسطينية، طلبات رسمية للانضمام إلى مجموعة بريكس.
وقد وافقت القمة بالفعل على انضمام السعودية والإمارات ومصر، من بين الدول العربية التي قدّمت طلبات حتى الآن، حيث سيحضر قادة الدول الثلاث قمة بريكس 2024 المقرر عقدها في روسيا بصفتهم الجديدة كأعضاء رسميين في المجموعة.
وفي يونيو الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن انضمام السعودية والإمارات ومصر إلى بريكس، سيثري المجموعة بسبب ما لهذه الدول من إرث حضاري عربي وإسلامي.
وحظيت السعودية والإمارات بدعم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي قال إنه “من المهم للغاية” للسعودية الانضمام إلى مجموعة بريكس، إضافة إلى الأرجنتين والإمارات.
أهمية السعودية والإمارات
وتشير تقارير إلى أن انضمام السعودية إلى بريكس قد يرفع حجم اقتصاد المجموعة بأكثر من 1.1 تريليون دولار. كما تحدثت التقارير عن الأهمية التي يكتسبها انضمام السعودية والإمارات إلى مجموعة بريكس، إذ أن البلدين منتجان رئيسيان للنفط، وسوف يستفيدان من تحسين العلاقات الاقتصادية مع الصين والهند، وهما مستهلكان رئيسيان للنفط.
وأشار محللون إلى أن فتور العلاقات الأمريكية السعودية دفع الرياض إلى الاقتراب أكثر من الصين وروسيا، من خلال طلب الانضمام إلى مجموعة بريكس الساعية إلى كسر القطبية الأحادية في العالم، وقبلها انضمامها لمنظمة شنغهاي بصفة “شريك حوار”.
وأشاروا إلى أن انسحاب الإمارات من قوة بحرية تقودها الولايات المتحدة في الخليج، في مايو الماضي، ومشاركتها بمناورات عسكرية مع القوات الجوية الصينية في 9 أغسطس الجاري، يعد دلالة مهمة على تراجع العلاقات بين الدولة الخليجية وواشنطن.
اهتمام مصر
بينما عوّلت مصر على دعم روسيا طلب انضمامها إلى مجموعة بريكس، في محاولة منها تخفيف الضغط على النقد الأجنبي في البلاد، نظراً إلى تراجع قيمة عملتها الوطنية مقابل الدولار الأمريكي بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة.
وتنامى الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال إنشاء مجموعة بريكس عملتها الخاصة، الأمر الذي من شأنه أن يقلّل من الطلب على الدولار الأمريكي، وبالتالي سيضعف موقف الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية.
ويرى مراقبون أن انضمام دول عربية إلى مجموعة بريكس يمثّل محطة مهمة في تحوّل موازين القوى الاقتصادية العالمية. فمصر والسعودية والإمارات مرشحة لتكون دولاً رائدة في إنتاج وتصدير الطاقات النظيفة خلال العقود القليلة المقبلة.
وتمتلك مجموعة بريكس النفط والقمح، والمعادن واسعة الاستخدام مثل الحديد، أو المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية.
المصدر:راديو صوت العرب من أمريكا