عيد المسيرة الخضراء :إلتحام العرش و الشعب و النهج السلمي في حل النزاعات
#الشبكة_مباشر_أمينة بن الزعري
لمحة من التاريخ:
🔸️ تمر اليوم الذكرى الـ48 على انطلاق المسيرة الخضراء، وهى مسيرة سلمية انطلقت فى مثل هذا اليوم الخميس 6 نوفمبر من عام 1975، نحو الأراضى الصحراوية المغربية بهدف استرجاعها وإنهاء الاستعمار الإسبانى
بها
و قد كان الحسن الثاني يستشعر أن الوجود الإسباني بالصحراء يعيش أيامه الأخيرة، فجاءت فكرة المسيرة الخضراء لتعزيز الموقف التفاوضي للمغرب إزاء إسبانيا
🔸️ المسيرة الخضراء
هو مُصطلح يُطلق على المُظاهرة السلميّة الجماهيريّة التي نظّمها ملك المغرب في عام 1975م وذلك احتجاجاً على الاحتلال الإسباني للأقاليم الجنوبية وهي التي تُمثّل صحراء المغرب بقصد استرجاع الصحراء الغربية.
🔸️و المسيرة الخضراء هي حشد بشري ل 350الف مغربي، شاركوا في مسيرة سلمية حاملين المصحف، لاجتياح الصحراء الغربية. وكانت انطلاقتها يوم 06نوفمبر 1975م، بعد يوم واحد من إعطاء الملك الحسن الثاني إشارة الانطلاق لها؛ وبعد ثلاثة أيام من المسيرة ،أعلن الملك عن وصولها للصحراء الغربية، ونهاية المسير يؤم 9 نوفمبر.
🔸️ وقد شارك فيها 350 ألف مغربى ومغربية.
و عرفت مشاركة 35 ألف من النساء المغربيات في المسيرة الخضراء واللتي شكلت الصدمة الكبرى لجزائر بومدين انذاك …
وقد سخرت، من أجل نقل المشاركين في المسيرة، 12 ألف شاحنة، بالإضافة إلى 112 قطارا، من أجل نقل المتطوعين من مناطقهم نحو مدينة مراكش ثم طرفاية. ولم يغفل المنظمون العناية بصحة المشاركين في ذلك الحدث، حيث تم تعبئة 230 سيارة إسعاف و470 طبيبا.
🔸️ومن نتائج حدث المسيرة الخضراء الذي أصبح من العلامات الفارقة في تاريخ المغرب الحديث، هو قبول إسبانيا إجراء المفاوضات والوصول إلى اتفاقية مدريد الموقعة يوم 14 نوفمبر 1975، وهي الاتفاقية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي بموجبها دخل المغرب إلى العيون فيى الصحراء سلميا، وانسحاب الإدارة الإسبانية من المنطقة يوم 26 فبراير
نهج الدبلوماسية بعد زرع الحركة الانفصالية للبوليزاريو في تندوف على الحدود الشرقية
🔸️ هادا وقد خاض المغرب منذ المسيرة الخضراء غمارا دبلوماسيا حافلا بالإنجازات في ما يخص استكمال وحدته الترابية، ومازال مستمرا حتى اليوم بالنهج السياسي السلمي ذاته.
و هي “فرصة لاستحضار الصرامة”
حسب محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، الذي قال في الذكرى إن: “الاحتفاء بالذكرى يجسّد مناسبة لاستحضار أهمية الحدث وواقع الأقاليم الجنوبية قبل المسيرة الخضراء، بحيث كانت في عهد الاستعمار تتميز بطابع البداوة، وتأثرت الساكنة بالسياسية الفاشية في عهد فرانكو(المستعمر الإسباني ) والتي كرست الطابع البدوي والقبلي، وحرمت ساكنتها من العديد من فرص التنمية؛ لكن بعد سيادة المغرب على صحرائه تم تأهيل المنطقة تنمويا”، حسب تعبيره.
وشدد عبد الفتاح على أن “المغرب في ظل هذه السنين حقق مكاسب دبلوماسية مهمة تنسف العقيدة الانفصالية للبوليزاريو و مؤيديها ، وتثبت مغربية الصحراء والامتداد التاريخي لهذا الارتباط”، مضيفا أن “الفرص التي تحققت للأقاليم الجنوبية بعد المسيرة الخضراء مثيرة للانتباه، نظرا لأهميتها، خصوصا في ما يخص تدشين مجموعة من البرامج التي نجحت في إدماج ساكنة الأقاليم الجنوبية على كافة المستويات المدنية والسياسية”.
و اضاف، أن “هذه الأقاليم صارت بفضل الدبلوماسية المغربية تحظى بمناخ حقوقي منفتح وبتعددية سياسية مهمة؛ حيث باتت المحطات الانتخابية تسجل أعلى نسب المشاركة السياسية، وهذا انعكس على جميع مستويات التدبير المحلي والإداري والمركزي”، مشيرا إلى أن “هذا ثمرة للدبلوماسية الصارمة والحازمة التي اتخذها المغرب تجاه صحرائه منذ استرجاعها”.
كماأفاد المتحدث ذاته بأن “الوضع في السنوات الأخيرة صار مختلفا، بحيث كُرست صرامة المغرب في تأمين نقطه الحدودية منذ تأمين معبر الكركرات في 18 نونبر 2021 وما تلاه من تطورات دبلوماسية وميدانية وسياسية صبت كلها في صالح المملكة، وكشفت عن الهزائم التي يتلقاها المشروع الانفصالي”، مؤكدا أن “المغرب ساهم في تفكك المعسكر الداعم للانفصال و الذي يتجلى في “تغير” العديد من المواقف التي كانت تدعم هذا المشروع، وصرنا نرى قنصليات في الأقاليم الجنوبية تنضاف إلى ما حققته الرباط في ظل الـ48 سنة الأخيرة”.
و بذلك كرس المغرب لدبلوماسية :“
في تسوية المنازعات بالإقناع”
ومن جهته، قال عباس الوردي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن “المسار المغربي منذ إعلان الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء حتى الآن عرف تطورات ونجاحات هامة”، موضحا أن “هذه المسيرة وضعت اللبنات الأساسية لمعالم خارطة الطريق التي سيعتمدها المغرب لتدبير هذا النزاع المفتعل حول الصحراء، وبالتالي إعطاء توجه جديد أساسي عنوانه السلمية والإقناع، و الذي كان من بين نتائجه اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء”.
وأضاف الوردي للصحافة أن “هذا المسار الحافل بالجدية والاجتهاد، والقائم على الواقعية التاريخية والمصداقية السياسية، أسفر في النهاية عن تغير المقاربة الأممية، بعدما اتضحت جدية المغرب وواقعيته في تدبير هذا الملف في ظل مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به سنة 2007″، مشيرا إلى أن “تغيير العديد من الدول موقفها كان نتيجة لذلك، ما ساهم أيضا في توسيع رقعة الشركاء الدوليين الذين لديهم قناعات مشتركة بما يشمل، حتى ممن لا يعرفون الشيء الكثير عن القضية الأولى”.
وأبرز الخبير في العلاقات الدولية أن “قضية الصحراء منذ المسيرة الخضراء مرت بمجموعة من المحطات الكبرى التي شاء الملك محمد السادس أن يدشن من خلالها توليفة حديثة على أساس عنوانه “الانفتاح على الآخر وإقناعه، وتقديم الأدلة الدامغة والحجج الكفيلة بإقناع مختلف الفاعلين بمصداقية الطرح المغربي، خصوصا على مستوى مجلس الأمن واللجنة الرابعة وأيضا شركاء المغرب”.
وكشف المتحدث ذاته أن “المغرب تمكن من توجيه ضربات دبلوماسية قاسية للفكرة الانفصالية ولمن يدعمها ويحتضنها”، مردفا بأن “الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نوه اخيرا بجهود المغرب في حل هذا النزاع المفتعل؛ ما يبين أن الملك محمدا السادس نقل المسيرة الخضراء من صبغتها الرمزية التحريرية إلى صبغتها الحداثية التي استطاعت أن تنهي سجالا عميقا حول مغربية الصحراء”، وفق تعبيره.