في البداية انا لست عالم دين و لا سياسي محترف و إنما هي وجهة نظر شخصية .
في ظل اعتداءات الكيان على غzة استمعت إلى العديد من الاشخاص يتكلم و يبشر بالنصر العسكري للمقاومة و على الرغم من الخطاب التشجيعي هذا فأنا اختلف معهم في فهم معنى الانتصار الذي ليس بالضرورة ان يكون عسكري ، و إنما النصر هو الثبات على الإيمان. فالدنيا حقيرة و قصيرة فبالحديث النبوي الشريف ” لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء” فهي مجرد ممر اختبار و معبر إلى الحياة الأبدية و هذا الممر مملوء بالاختبارات و مفروش بالتضحيات، ولقد عانى الرسل و اتباعهم من الأذى وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله . و لقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته من الأذى والجوع والحصار و التهجير والقتل فهل نحن أكرم عند الله من رسوله؟
ليس النصر دائما هو عسكري و إنما هو الثبات على الإيمان في المحن و الاختبارات كما اننا لا نعلم متى يأتي نصر الله فممكن ان يكون في جيلنا أو بعد عدة أجيال، فنرى أصحاب الأخدود عذبوا و قتلوا و لا نعلم لهم نصرا عسكريا بل كان نصرهم انهم ثبتوا على الإيمان، و أخبرنا كذلك القرآن ان هنالك العديد من الرسل والأنبياء قتلوا على أيادي بني إسرAيل و كذلك من استشهد من المسلمين قبل الفتح مثل سمية و ياسر و الحمزة فهل كانت تلك خسارة لهم ؟ بل هو نصر عظيم و في سورة يس أخبرنا الله تعالى قصة المؤمن الذي قتله قومه فقال “ياليت قومي يعلمون بما غفر ربي وجعلني من المكرمين ” .
كل هذه الاختبارات نمر بها و الانتصار (الفوز) هو بالثبات على الإيمان و دخول الجنة ” ذلك هو الفوز العظيم” أما النصر العسكري فله موعد عند الله لا نعلمه قال عنه “واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب” .
ضع في بالك أخي أن جميع ما يمر به العالم هو بإرادة الله ليعلم الذين آمنوا و يعلم المنافقين و الكافرين . فلا تنتظر النتائج و إنما انتبه أين تقف انت ؟ هل انت مع الحق أم مع الباطل فذلك هو اختبارك .