مقالات

ذكائنا ،،،، والذكاء الاصطناعي

#الشبكة_مباشر_بغداد_د. نـمـيـر نـجـيب نـعـوم

يتفق الكثير من المفكرين على ان الذكاء ماهو الا مصطلح يتعلق بالقدرة على التحليل ومن ثم التخطيط وفقا للنتائج التي يتوصل اليها التحليل ، ومنهم من يربط الذكاء ايا كان بقوة الذاكرة ، وهناك من يفسر الذكاء بانه صفة سلوكية ادراكية مرتبطة بالشخصية والحكمة .

وحتى المجتمعات فمنهم من فسر الذكاء بأنه الانسان البارع والعقلاني في تفكيره، والرومان يعتبرون الشخص الشجاع هو الشخص الذكي، والصينيون يربطون بين الذكاء ومن يمتلك الموهبة في الشعر والموسيقى والرسم، وبهذا فانهم برغم اختلافهم يتفقون على ان الذكي هو من يبدع في شيء ما من شتى مجالات الحياة ، اي يتكيف مع الحياة اولا ثم يبدع في مجال ما.ففي المدارس مثلا فأن الطالب الذكي هو من يتفوق على زملائه بالدرجات والشهادات العلمية ، وفي قطاع التجارة فأن الذكي هم من يتمكن من الحصول على فرص تجارية وسوقية واستثمارية لم تخطر على بال غيره ، ولاعب الكرة الذكي هم من يرصد حركة فريقه الخصم ويتمكن من استغلال نقاط ضعفهم في تحقيق اهداف لصالح فريقه، وفي العلم ترصد لنا الحقائق مستوى ذكاء العلماء الذين تمكنوا من تحقيق انجازات ساهمت بحل مشاكل طبيعية عقيمة كانت تقف ضد تطور البشرية سواءا العلمية او الصناعية او الزراعية وغيرها.

وبهذا فأن الذكاء متوفر في كل المجتمعات وفي كل الازمان والاجناس، ولكنه يختلف بدرجته ، ولهذا فأن الكثير من المجتمعات ابتدعت اختبارات للذكاء يتم تطبيقها على الاشخاص سواءا عند فئة الطلبة او ممتهني بعض الاختصاصات عندما يتطلب ألأمر تكليف بعض الأشخاص لاداء مهام وواجبات معينة تحتاج قدرات فكرية وذهنية متميزة لكي يتمكنوا من تحقيق اهداف قد لايستطيع بقية الاشخاص من تحقيقها، ونجد هذا غالبا عند الاختبارات التي تجرى على الطلبة والاختصاصيين في فروع علمية دقيقة لاكتشاف الجينات المتميزة التي تتوفر لدى بعضهم وتميزهم عن غيرهم في التفكير والتحليل والاستنتاج.

ولكن مايميز زماننا عن سابقه هو وجود بديل لما قيل عن الذكاء في وقت مضى، وهو الذكاء الاصطناعي الذي هو ايضا عبارة عن سلوك ولكن تتميز به ليست عقول بشرية بل مرامج حاسوبية تتميز بقدرتها على التعلم والاستنتاج، ومن ثم التحليل ورد الفعل على اي تصرف لم يتم برمجته في الحاسبة ، اي ان الحاسوب المبرمج بذكاء اصطناعي يكون لديه القدرة على اتخاذ المواقف وتزيد من فرصته في تحقيق النجاح والوصول الى مهمته.

فما اروع ذلك الذكاء الاصطناعي الذي لايقبل الاستثناءات ولايميز بين شعب واخر ولا بين شخص واخر، ولابين طائفة واخرى، ولابين عضو في حزب معين او غيره من حزب اخر ، ولابين سياسي وطني وسياسي مستورد من الخارج يطيع ويتبع جهات تعمل ضد مصلحة بلده، ولابين فاسد من هيئة او وزارة وبين أخر من جهة اخرى ، وهكذا فأن قراراته حاسمة وصاروخية.

فاذا كان للذكاء انواع متعددة مثل الذكاء اللغوي الذي تميز به نجيب محفوظ، والذكاء الرياضي الذي تميز به اينشتاين، والذكاء الموسيقي الذي تميز به بيتهوفن، والذكاء الحركي الذي تميز به مارادونا ،
والذكاء العاطفي الذي تميز به غاندي، ولكننا لانحتاج الى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ولعدة اسباب ، اولا انها مكلفة للغاية حيث خصصت اميركا 170 مليار دولار لتطوير هذه الانظمة، والصين تستثمر 150 مليار دولار لنفس الغرض،،وبدلا من قيامنا بتخصيص هذه المبالغ، فأن الافضل تحويلها الى بعض الجيوب المتنفذة ،،مثلا ،،

وثانيا ان هذه الانظمة لاتميز بين الفاسدين سواء كان احدهم يقوم بتهريب العملة بعد شرائها من نوافذ البيع الرسمية او يقوم بادخال مواد مخدرة وممنوعة الى البلد دون محاسبة ، او يقوم بتزوير شهادة جامعية لكي يتبؤأ منصبا رفيها في هيئة او وزارة ،، وثالثا ،نحن احود الى ان نتميز بذكاء خاص بنا كواحد من انواع الذكاء المذكورة اعلاه ، ونطلق عليه الذكاء الفاسد ، والذي يقوم اساسا على وضع اختبارات للمسؤولين لمعرفة مايمتلكوه من قدرات ذهنية وفكرية يمكن استخدامها في تسريب التخصيصات المالية المثبتة في الموازنات سنويا لصالح جهات متمكنة، او من يمتلك قدرات فاسدة متميزة في تقليص مساحات الاراضي المزروعة او عدد المشاريع الصناعية ،،وهكذا القيام باختبارات ذكاء فاسدة كل في اختصاصه ،،السنا بلد الحضارات اي متميزين في ذكائنا لبناء الحضارات القديمة ، اذن علينا ان نبقى متميزين في ذكائنا لبناء حضارتنا الفاسدة الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى