البرد القارس والثلوج التي تغطي الشوارع وعدم ايجاد من يرافقني لم يثنيني ذلك مساء امس عن حضور عرض باليه ((كسارة البندق)) للموسيقار الكبير بيتر اليتش تشايكوفيكسي)) التي الفها
عام1891 بمصاحبة اوكسترا كبيرة على احد مسارح روتردام كما انه مؤلف باليه ((بحيرة البجع الشهيرة))
هذه البالية الرائعة لازالت خالدة لحد الان وتعرض في كل انحاء العالم المتقدم وقصتها عبارة عن قصة خرافية من قصص الاطفال.
كان الحضور كبير جدا بحيث كل مقاعد المسرح مشغولة وجائت باصات كثيرة نقلت مشاهدين من السواح ومن مدن هولندية اخرى.
لقد كان العرض رائعا وتشاهدون ادناه بعض الفديوات التي صورتها ولكن مشاهدة العرض على الطبيعة بكل تفاصيله مدهش و رائع جدا
و الجدير بالذكر فأن :
باليه كسارة البندق – تشايكوفسكي 1892
في الأصلِ عبارة عن باليه مبني على حكايةٍ خيالية من فصلين يدور حول احتفال عائلي بليلة عيد الميلاد. القصةُ اقتبسها ألسكندر دوماس الأب عن قصةِ إرنست هوفمان “كسارة البندق وملك الفئران”، وقد وضع موسيقاها تشايكوفسكي، وصمم رقصاتِها في الأصل ماريوس بيتيبا. وقد وضع تشايكوفسكي موسيقاها بناءً على تكليفٍ من مدير مسارح موسكو الإمبراطورية إيفان زيفولوزسكي في عام 1891،
وقد عُرضت لأول مرة قبل عيد الميلاد بأسبوعٍ عام 1892. ومنذ عرضها لأول مرةٍ في أربعينيات القرن العشرين في الدولِ الغربية، أصبح هذا الباليه واحداً من أشهرِ المؤلفات التي يتم عرضها في فتراتِ أعياد الميلاد. تدور قصةُ الباليه حول فتاةٍ صغيرة تُدعى كلارا في ليلة عيد الميلاد تتفتح عيناها على العالمِ الواسع والحب الرومانسي،
من خلال قصة خيالية تدور في عالم مسحورٍ وجميل. وقد قام المؤلف بعملِ توليفةٍ من ثماني قطع موسيقية قبل عرض الباليه في 1892 لأول مرة ليجمعَ ما عُرف الآن باسم ( تركيبة كسارة البندق)، والتي يجري عرضُها بهذا الاسم ضمن إنتاج باليه موسكو. وقد نالت تلك التركيبةُ شهرةً فورية حتى أن الباليه الكامل لم يحظ بتلك الشهرةِ الواسعة كأحد عروض أعياد الميلاد إلا بعد مضي ما يقرب من مائة عامٍ على العرض الأول للباليه.
جاء العرض الأول للباليه في شكل عرضٍ أول مزدوج مع الأوبرا الأخيرة لتشايكوفسكي “لولانتا”، وذلك في فترة أعيادِ الميلاد وتحديداً في 18 ديسمبر عام 1892، وكان العرض على مسرح مارينسكي الامبراطوري في مدينة سانت بطرسبرج الروسية. ومن المتفق عليه بين النقاد أن ليف أيفانوف، القائد الثاني لباليه مسارح سانت بطرسبرج الامبراطورية، قد عمل عن قربٍ مع ماريوس بيتيبا، كبير معلمي الرقصات في باليه مسرح سانت بطرسبرج الامبراطوري والذي يُعد الأب الروحي للباليه الروسي، من أجل وضع باليه كسارة البندق المعروف بباليه أعياد الميلاد.
بالنسبةِ لأوربا وأمريكا، تم عرض الباليه لأول مرة خارج روسيا في بريطانيا عام 1934. وجاء العرض الأول في أمريكا عام 1944 بواسطة باليه سان فرانسيسكو. ثم قام باليه نيويورك بأداءِ كسارة البندق في عام 1954، وهي الفترة التي شهدت اتساعَ شهرة ذلك الباليه على نطاق واسع. ثم تم نشر الباليه في العديد من الكتب ومن بينها كتب الأطفال.
حين قبل تشايكوفسكي التكليفَ من قبل مدير مسرح موسكو الامبراطوري إيفان زيفولوزسكي، كتب إلى أحد أصدقائِه أثناء قيامه بتأليف الباليه يقول “إنني أزداد انغماساً في مهمتي يوماً بعد يوم”. ويقال أن تشايكوفسكي أثناء تأليف ذلك الباليه دخل في جدالٍ مع أحد أصدقائه الذي راهن على أن تشايكوفسكي لا يستطيع كتابةَ لحن مبني على نوتات الأوكتاف بالتتابع. من ناحية أخرى يُعرف أن باليه كسارة البندق استخدم آلة موسيقية تسمى “سيليستا” وهي آلة سبق للمؤلف أن وظفها في باليه أقل شهرة من تأليفه هو باليه “فويفودا”، الذي عُرض عام 1891.
بيترو إليتش تشايكوفسكي:
يعد بيترو إليتش تشايكوفسكي أشهرَ مؤلفي الموسيقى الروس على مرِّ التاريخ. قدَّم تشايكوفسكي العديدَ من الأعمال الموسيقية الرائدة مثل بحيرة البحع، والجمال النائم، وكسارة البندق.
عُرف عن تشايكوفسكي شغفه الشديد بعملِه الموسيقي، وكان يقول “الإلهام ضيفٌ لا يزور الكسالى”.
وُلد تشايكوفسكي في السابع من مايو عام 1840 في كامسكو فوتكينسك بمدينة فياتكا بروسيا. وكان ترتيبه في أسرتِه الثاني بين ذريةٍ بلغ عددها ستة أطفال. كان إيليا والد تشايكوفسكي يعمل مفتشاً بالمناجم ومديراً للتعدين.
حين بلغ الخامسةَ من عمره بدأ تشايكوفسكي في تلقي دروس عزف البيانو. وعلى الرغم من أنه أظهر شغفاً مبكراً وموهبةً واضحة في مجال الموسيقى إلا أن والديه كانا يأملان أن يكبُر ليصبح موظفاً مرموقاً. في سن العاشرة انتظم تشايكوفسكي في المدرسة الامبراطورية للقانون في سانت بطرسبرج، وكانت بالنسبةِ إلى طفل يعشق الموسيقى شيئاً يبعث على الملل. توفيت والدته ألكسندرا متأثرة بإصابتِها بالكوليرا في عام 1854، وكان وقتها في الرابعة عشر من عمره. في عام 1859 حقق تشايكوفسكي أمنيةَ والديه بالعمل في وظيفةٍ قانونية في وزارة العدل، وظيفة ستدوم فقط لأربعةِ أعوام، وهي الفترة التي ازداد فيها تعلُّق تشايكوفسكي بالموسيقى.
حين بلغ 21 عاماً قرر تشايكوفسكي أن يتلقى دروساً في الموسيقى من خلال جمعية الموسيقى الروسية. بعد بضعة أشهرٍ التحق بمعهد الكونسرفاتوار الذي كان قد افتُتح حديثاً في سانت بطرسبرج ليصبح واحداً من أوائلِ طلاب التأليف الموسيقي بالمعهد. في ذلك التوقيت بدأ تشايكوفسكي – إلى جانبِ دراسته في الكونسرفاتوار – في إعطاء دروس في الموسيقى لطلبةٍ آخرين. في عام 1863 انتقل شايكوفسكي إلى موسكو حيث أصبح بروفيسوراً للهارموني في معهد الكونسرفاتوار بموسكو.
تم عزفُ أول أعمال تشايكوفسكي عام 1865، حين كان في الخامسة والعشرين من عمره، وكان يقود الأوركسترا جون شتراوس الابن في قاعة بافلوفيسك. في عام 1868، تم عرضُ أول سيمفونية لتشايكوفسكي في قاعةِ بافلوفيسك واستقبلها الجمهور استقبالاً طيباً. في العام التالي قدم تشايكوفسكي أول أوبرا له بعنوان “فويفودا” ولكنها لاقت القليلَ من النجاح، وأُلغي عرضها، وبعد إلغاء عرضِها أعاد تشايكوفسكي استخدام بعض مادتها الموسيقية لتأليف أوبرا أخرى هي أوبرا “أوبريشنيك” والتي أحرزت بعضَ النجاح حين عُرضت في في قاعة مارينسكي في سانت بطرسبرج عام 1874.
في ذلك الوقت نال تشايكوفسكي أيضاً الكثير من الاستحسانِ إثر عرض السيمفونية الثانية له. في عام 1874 أيضاً قدم تشايكوفسكي أوبرا فاكيولا الحداد التي لاقت نقداً قاسياً من النقاد الموسيقيين، ولكن هذا لم يمنعْه من تقديم كونشرتو البيانو رقم (1) ومن خلاله قدم تشايكوفسكي نفسَه كمؤلفٍ موسيقي موهوب في تأليف مقطوعات موسيقية لآلاتٍ بعينها.
ولكن التقدير الكبير مالبث أن جاء مسرعاً مع عرضِ السيمفونية الثالثة لتشايكوفسكي عام 1875. وبحلول نهايةِ نفس العام دشَّن تشايكوفسكي جولةً جاب خلالها أنحاء أوربا. في عام 1876 انتهى من تأليفِ بحيرة البجع وكذا من تأليف الفانتازيا الموسيقية “فرانشيسكا دا ريميني”.
في عام 1877 تزوج تشايكوفسكي من طالبةِ موسيقى شابة هي أنتونينا ميليوكوفا. وكان زواجاً كارثياً إذ هجر تشايكوفسكي زوجتَه عقب الزواج ببضعة أسابيع. وخلال مرحلةِ الانفصال كان عصبياً وأقدم على الانتحارِ وفشل، فقام بالسفر بعيداً.
استقال تشايكوفسكي من معهد الكونسرفاتوار بموسكو عام 1878من أجل تركيزِ كل جهوده على التأليف الموسيقي. كنتيجةٍ لهذا فقد كرَّس بقية حياته الفنية للتأليف الموسيقي فكتب عدداً كبيراً من المؤلفات بلغَ 169 مؤلفاً موسيقياً منها السيمفونيات، والأوبرا، والباليه، والكونشرتو، والكانتاتا والأغاني. كل هذا بفضلِ الرعاية المادية التي وفرتها له أرملةٌ ثرية تدعى ناديزدا فون ميك التي منحتْه مرتباً شهرياً حتى عام 1890 ولم يلتقيا بعدها أبداً.
توفي تشايكوفسكي في السادسِ من نوفمبر عام 1893. وأُعلن أن سببَ الوفاةِ هو الكوليرا، ولكن بعض المؤرخين يرجح أنه أقدم على الانتحارِ، وهي نظريةٌ لا تدعمها سوى شهادات شفهية غير مكتوبة. المهم أن تشايكوفسكي ماتَ عقب حياةٍ أضافت الكثير لعالم الموسيقي