تهتم الحكومات بالنصب التذكارية العامة كونها تربط الماضي مع الحاضر والمستقبل. والنصب القومية هي أماكن لها أهمية تاريخية وعلمية، ويجب الحفاظ عليها حتى لو كانت لذكريات مؤلمة كونها ممتلكات شعبية تقود الشعوب الى تبجيل تأريخهم واستنباط الدروس المفيدة منه.
على سبيل المثال، النصب التذكاري لحريق لندن الكبير وهو عبارة عن هيكل تذكاري يقع في مركز لندن. تم بناء هذا النصب للاحتفال بالحريق الكبير الذي شهدته المدينة في عام 1666. صمم النصب المهندس الهولندي (كريستيان هوجنز) وتم افتتاحه رسمياً في عام 1677.
يتألف النصب من عمود عالٍ يحمل تمثالاً نحاسياً (ذهبي اللون) على ارتفاع (62) متراً ويرمز إلى إعادة بناء لندن بعد الحريق الذي دمر أجزاء كبيرة منها. تمثل الرموز والنقوش على العمود العديد من التفاصيل التاريخية والثقافية المتعلقة بالحريق وإعادة البناء.
يعتبر النصب التذكاري لحريق لندن الكبير موقعاً تاريخياً مهماً يجسد قدرة المدينة على التعافي وإعادة بناء نفسها بعد الكوارث. يتسلق مئات الآلاف من الزوار من مختلف دول العالم (311) درجة حلزونية للنصب التذكاري كل عام، ويحصلون على واحدة من أفضل المناظر لمدينة لندن من منصته لاستكشاف تاريخ لندن والاطلاع على الأحداث الهامة التي شكلت مسارها.
يُرجح سبب حريق لندن الكبير أنه بدأ في متجر للألعاب النارية في شارع بوديكن يُدعى (توماس فارينر) في الثاني من أيلول (سبتمبر) عام 1666، اندلع الحريق واتسع بسرعة نتيجة للرياح القوية والبنية المعمارية المصنوعة بشكل رئيسي من الخشب والقش في تلك الفترة.
الحريق امتد بسرعة كبيرة واستمر لمدة ثلاثة أيام، مدمراً مساحات شاسعة من المدينة، بما في ذلك أكبر جزء من المباني القديمة في لندن. قدرت الخسائر الناجمة عن الحريق بتدمير حوالي 13,200 منزل و 87 كنيسة وتضررت معظم مباني لندن، وتشرد 85% من السكان والذين يقدر عددهم (70000) من اصل (80000) من سكان لندن حينها.
تعتبر الظروف الجوية السائدة، جنباً إلى جنب مع استخدام المواد القابلة للاشتعال في البناء والأحوال الجغرافية للمدينة، عوامل رئيسية في انتشار الحريق وشدته.
لا يعلم الكثير من الناس انه تم بناء النصب التذكاري لغرض ثانٍ وهو أن يكون موقعاً للتجارب العلمية من خلال مختبر صغير يوجد تحت النصب التذكاري تم استخدام العمود فيه ذات يوم كتلسكوب عملاق وسرعان ما تم التخلي عن هذه الخطة لأن المنطقة المحيطة كانت مزدحمة للغاية.
