المؤتمر العالمي لمناهضة الفاشية و النيو فاشية
#الشبكة_مباشر_كراكاس _كتب: يوسف علاري مخرج سينمائي فلسطيني
لا يوجد نظام سياسي أو دولة تعلن رسميًا أنها تتبع الفاشية أو تُعرّف نفسها كنظام فاشي،إلا أن الفكر القومي المتطرفالذي تنتهجه بعض الكيانات والدول هو الفاشية بعينها، وأول تلك الدول التي تمارس الفاشية هي الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الإسرائيلي الذي يمثل تهديدا للعدالة والسلام العالميين،فالكيان الصهيوني يمارس التطرف والفاشية علنا،وب طبيعة الحال تميزت الحركات الفاشية والصهيونية العالمية بخصائص مشتركة أهمها الوطنية المتطرفة، الاستبداد، معادات الشيوعية، معادات الليبرالية، العنف، الهيمنة الإمبريالية في السياسة الخارجية، الدعاية والسيطرة على وسائل الإعلام، التفوق العرقي، مناهضة الفكر، وانتهاك حقوق الإنسان…إلخ
في ظل تنامي الفاشية الجديدة كان لا بد من تشكيل برنامج شعبي عالمي ثوري مناهض للفاشية والصهيونية والاستعمار على حد سواء،واتخاذ وقفة من أحرار العالم للصد لهذه الفئاتالعنصريةالمجرمة وفضح سياساتهم، وقد جاءت هذه الوقفة في فنزويلا البوليفارية حيث احتضنت العاصمة كراكاس حدثا مهما ألا وهو المؤتمر الأول للمنظمة الدولية المناهضة للفاشية “IA” وقد شارك في هذا الحدث الكبير المهم أكثر من ١٢٠٠ شخص من ٩٧ دولة جاؤوا من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، كما شارك في المؤتمرمؤسسات اجتماعيةونسائية وشبابية، بالإضافة إلى مثقفين وأكاديميين، ونقابات وأحزاب سياسية، ومنظمات شعبية، أجمع المشاركين على ضرورة تفعيل الجهود للحد من الفاشية والكراهية في العالم.
لا شك فيه أن الشعوب الحرة تبنت هذا المؤتمر، لأنها ببساطة ترفض تصوّر الغرب السياسي والاقتصادي والثقافي لبلدانها، كما أن لا أحد من العقلاء يأمل خيرا في الولايات المتحدة الأمريكية التي سبق لها أن أقامت أركان دولتها على جماجم أهل الأرضالأصليين،وأيضا لا أحد تنطوي عليه الأكاذيب بخصوص حقوق الإنسان التي تتبجح بهاالدول الغربية وقد بنت بنيانها على عدم المساواة العرقية والثقافية والسياسية، واتخذت التمييز بين الأجناس والأعراق منهجا في تعاملاتها، ومارست لعدة قرون استغلال خيرات الآخرين ومواردهم لبناء ذاتها.
*فلسطين حاضرة في المؤتمر
يقاوم الشعب الفلسطيني – مدعوما بروابط التضامن الدولي – النظام الفاشيالذي يسعى إلى سحق كرامته ومحو وجوده، هذا النظام المجسدبشخصية رئيس الوزراء الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو وأفرادعصابة حكومته النازيين المتطرفينالذين يحاولون عبثا طمس هوية شعب عريق كالشعب الفلسطيني، نحن نعلم أنهم هم ومساعيهم إلا زوال، لكن في هذا الإطار من الضروري فهم واظهار الروابط الوثيقة بين الصهيونية والفاشية.
الفاشية الجديدة المتمثلة في القومية المتطرفة المتصاعدة في العديد من الدول الغربية والصهيونية المنظمة العنصرية التي تميز اليهود كدين وعرق مختلف عن بقية البشر، هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة ألا وهي التطرف إلى أبعد مدىوالإرهاب والقتل بلا حدود، لن يلجم هؤلاء المتطرفين إلا بتوسيع الحملات ضدهم، وتظافر الأحرار مع جمهورية فنزويلا البوليفارية لاجتثاثهم.
ختاما استخدم الرئيس نيكولاس مادورو في عدة مناسبات لهجة حادة ضد الولايات المتحدة الأمريكية متهمًا إياها بأنها العدو الأكبر لفنزويلا ودول المنطقة، داعيًا إلى الوحدة بين شعوب ودول أمريكا اللاتينية لمواجهة الهيمنة الأمريكية، ومن هذا المنطلق جاءت فكرت إنشاء منظمة دولية مناهضة للفاشية لتنسيق جهود الحركات الاجتماعية والسياسية دفاعا عن الديمقراطية الشعبية والتشاركية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان على المستوى العالمي.