مقالات

الثقافة العربية السودانية

# الشبكة_مباشر

 

 


ارض الخير افريقيا مكاني زمن النور و العزة زماني
فيها جدودي جباهم عالية مواكب ما بتتراجع تاني
اقيف قدامها و اقول للدنيا انا سوداني
انا افريقي انا سوداني
انا بلدي..بلد الخير و الطيبة ارض و خزاين
فيها جناين نجومه عيون للخير بتعاين
قمره بيضوي ما بغيب ابداً دايماً باين
نوره بيهدي ليالي حبيبة عليها اغني و اقول للدنيا انا سودااني
انا افريقي انا سوداني
شمسك طلعت و اشرق نورها بقت شمسين
شمس العزة و نورها الاكبر هلت شامخة زي تاريخي
قوية و راسخة ملت الدنيا و خيرنا بيكتر
شمس ايماني بأوطاني دا الخلاني اقول للدنيا انا سودااني
انا افريقي..انا سوداني

تعد الثقافة العربية في السودان من أهم الثقافات وذلك لأن كلمة ثقافة تحمل عدة وجوه ومفاهيم يعتريها بعض الاختلاف والتعارض في ميادين العلوم الاجتماعية فكون الترجمة إلى العربية قد أسهمت ولا زالت تسهم في إضفاء المزيد من اللبس والغموض عليها. ونشير للتدليل على ذلك إشارة عابرة إلى كلمة مثقف حيث تعد في أغلب الترجمات المقابل .(intellectual) الإنجليزية بينما تحتمل الكلمة الإنجليزية معان أوسع مثل كلمة (مفكر) مثلا.

فالتعريف بكلمة ثقافة هو تعريف الأنثربولوجى البريطاني المعروف (.(Sir Edward Burnett Tylor، وهو مؤسس “علم الإنسان” أو الأنثربولوجي كعلم أكاديمي يدرس في الجامعات في العالم الناطق بالإنجليزية. يقول التعريف اختصارا إن الثقافة هي ” كل ضروب السلوك الإنساني المكتسب” وتفصيلا هي: ” ذلك النسيج الكلي من الأفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد والاتجاهات فـي مجتمع ما مثل المعرفة، الفنون، الأخلاق والقوانين والأعراف والقدرات الأخرى والعادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في مجتمع.” وهي أساليب التفكير وأشكال السلوك والعادات و طريقة الملابس. و كل ما ينتج منها من ابتكارات فـي حياة المجتمع. فالثقافة يتعلمها كل عضو من أعضاء المجتمع في عملية تسمى “التنشئة الاجتماعية” .وهي باختصار تعني ذلك الجزء من البيئة الذي صنعه الإنسان بنفسه ونظّمه بخبراته وتجاربه حيث أن المقصود بكلمة الثقافة في العربية لم تكتسب هذا المعنى إلا في العصر الحديث إذ كانت تعنى في الماضي العمل بالسيف أي الخصام والجلاد كما قال صاحب اللسان، ويقيني أنكم على علم ببيتي عنترة:
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هربا ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقوم
وتثقيف السيف تسويته من اعوجاج.

جاء مصطلح ‘العرب’ في السودان لوصف الانتماء الثقافي على أساس كونهم مسلمين يتحدثون العربية. يُعرف غالبية السكان السودانيين على أنهم عرب بهذه الطريقة. ومع ذلك ، فإن معظمهم مختلطون عرقيًا (غالبًا ما ينحدرون من قبائل عربية وأفريقية) وينحدرون من أصول كوشية. في الواقع ، يعرف العديد من العرب السودانيين اللغة المحلية الأصلية لعائلاتهم قبل أن يبدأوا في التحدث باللغة العربية ، مما يوفر رابطًا لغويًا لتراثهم القبلي وأصلهم العرقي. نظرًا لعلم الأنساب المختلط لمعظم السودانيين العرب ، فقد يتعذر تمييزهم جسديًا عن أولئك الذين قد يعتبرون أنفسهم أكثر ‘أفارقة’ أو غير عرب. وللمكان بما يحمل من مناخ وطقس وتضاريس وحياة برية دور في تشكيل الثقافة وتعديلها. يمثل نهر النيل الرابط الحقيقي لغالبية قبائل السودان حيث يقطن غالبية حوض النيل الذي يمتد من اقصي الجنوب الي اقصي الشمال مضيفا لمسة ثقافية خاصة لكل قبيلة يمر بارضها فنجد الاغاني الشعبية التي تدور حول نهر النيل والفيضانات التي تعكس جزء اساسي من الثقافة السودانية. فتاريخياً ، تم تقسيم العرب إلى قبائل وقبائل فرعية على أساس انحدار الناس من أسلاف مشتركة. تركزت سبل العيش التقليدية للقبائل عادة على الإنتاج الزراعي أو رعي الماشية البدوية. تم تفكيك أنماط الحياة التقليدية هذه في معظم المدن. ومع ذلك ، فهي مستمرة في بعض المناطق الريفية والقرى المستقرة. تميل القبائل الزراعية إلى البقاء في منطقة معينة ، عادة على طول نهر النيل الأوسط (المعروف باسم عرب الأنهار). وفي الوقت نفسه ، فإن القبائل التي تتمحور حياتها حول تربية المواشي هي عمومًا من الرعاة الرحل في السهول (المعروفة باسم البدو أو “بادو”). في النهاية ، لا يشكل العرب السودانيون مجموعة متجانسة. اليوم ، المشهد الاجتماعي متنوع لدرجة أن مصطلح “عربي” يمكن أن يكون وصفيًا لكل من الجمال في السهول. وتأثيرها عبر القرون على الثقافات التي كانت سائدة فيه خاصة وأن تلك الثقافة لم تفد إلى السودان بحد السيف وإنما دخلت سلما وتغلغلت في ربوع السودان المختلفة وفي ثقافاته العديدة. فقد زفت الخرطوم عاصمة السودان منذ مطالع هذا العام الميلادي خمسة وألفين عاصمة للثقافة العربية يتنادى إليها أهل الفنون والموسيقى والفكر والأدب من سائر أنحاء الوطن العربي على نحو ما فعلوا قبل آلاف السنين في أسواق عكاز وذي المجاز وغيرها يتابرون في عرصاتها شعرا وغناء وفكرا يستعينون به على عاديات العولمة والاستهداف الثقافي والحضاري المحدق بساحاتهم. فلماذا سرت الثقافة العربية في يسر وسماحة في أوصال الجسم الثقافي للسودان رغم أن السودان لم يكن خلاء بلا حضارة أو ثقافة بل كان إحدى مناراتها المضيئة في وادي النيل ولمدى زمني بلغ زهاء تسع إلى عشر آلاف عام؟. أي بين إفريقيا والجزيرة العربية. هل يسرت العلاقة التاريخية الضاربة في القدم بين الضفتين من انسياب الثقافة العربية دون عناء إلى هذا الجزء من إفريقيا.
لعب نهر النيل دورًا كبيرًا في تنمية السودان حيث هاجرت مجموعات عديدة إلى المنطقة لجني ثمار تربتها الخصبة ومواردها الوفيرة.فوصفت المنطقة باسم كوش وتحدثت عن روابط اقتصادية كبيرة بين المنطقتين في العصور القديمة ، وأيضًا الصراع السياسي عندما حاول المصريون الغزو. تطورت مملكة كوش إلى مملكة مروي ، ويمكن رؤية بقاياها في أهرامات مروي الواقعة في شرق البلاد. كانت المملكة قوية للغاية ، حيث استحوذت على كل من المصريين والرومان ، وتصدرت القمة. لكن قوة المملكة تضاءلت في النهاية ، وغزت مصر المنطقة في عشرينيات القرن التاسع عشر. ومع ذلك ، في عام 1898 ، أدارت مصر المنطقة بالاشتراك مع البريطانيين فيما كان يُطلق عليه اسم السودان الأنجلو-مصري. كانت هذه خطوة مفيدة للبريطانيين ، الذين سعوا للسيطرة على قناة السويس المحورية اقتصاديًا. كانت الأجزاء الشمالية والجنوبية من البلاد تدار كمقاطعات مختلفة ، وهو جانب تسبب في مشاكل بعد الاستقلال. بعد سنوات من الحكم الأجنبي وحركات المقاومة التي لا حصر لها ، تم منح السودان السيادة من قبل مصر والبريطانيين في عام 1953 ، وتم وضع الشمال والجنوب تحت إدارة واحدة برئاسة عرب من الشمال. ونشأ الصراع بعد أن تراجعت الحكومة التي يقودها العرب عن الوعود المقدمة للجنوب الذي تقطنه غالبية مسيحية. قاد مسؤولو الجيش في جنوب البلاد تمردًا كان الشرارة النهائية للحرب الأهلية التي استمرت لعقود. انتهت الحرب الأهلية عام 1972 بوعود من الحكومة لمنح الجنوب حكماً ذاتياً كبيراً. لكن بعد فترة وجيزة من وقف إطلاق النار ، انزلقت البلاد مرة أخرى في أعمال العنف التي لم يتم حلها بالكامل حتى يومنا هذا. حصل جنوب السودان على الاستقلال واعترف به المجتمع الدولي كدولة منفصلة في عام 2011 لكن الصراع في منطقة دارفور وصل إلى نقطة تحول في الوقت نفسه ، حيث اتهمت الحكومة بارتكاب إبادة جماعية. لا يزال النزاع في دارفور مستمراً ، على الرغم من بروده الشديد. فالسودان يضم أكثر من 500 قبيلة مختلفة. كل قبيلة لها عرقها المميز الخاص بها والعديد منها لها لغتها الخاصة. أدى هذا التنوع إلى ثقافة انتقائية ومثيرة ، وعندما تضاف التأثيرات الأجنبية للحكم الاستعماري المصري والبريطاني إلى هذا المزيج ، يمكن القول بثقة أنه لا توجد ثقافة سودانية واحدة. يمكن ملاحظة العديد من التأثيرات المتنوعة في علامات ثقافية مثل الموسيقى والملابس والمطبخ. البلاد لديها تقليد كبير في الموسيقى. من شعراء المقاومة السودانيين الأوائل مثل محجوب شريف الذي فر من السجن والاحتفالات التقليدية للمجموعات الثقافية ، إلى التأثيرات الغربية مثل مزمار القربة وموسيقى المسيرات العسكرية ، فإن المزيج الثقافي فريد من نوعه. اليوم ، لا تزال موسيقى البلد مزيجًا انتقائيًا من الأصوات واللغات الأصلية التي تطورت إلى موسيقى الهيب هوب على النمط الغربي والموسيقى الشعبية. بطريقة مماثلة ، تختلف الملابس السودانية من مجموعة ثقافية إلى أخرى ، وكذلك من منطقة إلى أخرى. ومع ذلك ، هناك بعض أوجه التشابه في الملابس ، حيث يرتدي معظم السودانيين الجلابية التقليدية ، وهو ثوب فضفاض يصل إلى الكاحل. قطعة أخرى من الملابس شائعة بين جميع الثقافات في الثوب ، وهي تشبه الجلابية ولكنها أكثر رسمية قليلاً اما المراة فترتدي الثوب السوداني بالوان زاهية.

 

 

 

يتوسع البروفسور على مزروعي في شرح هذه العلاقة بين الجزيرة العربية موطن الثقافة العربية وبين إفريقيا متسائلا ومشككا في موضوعية الاعتبارات التي جعلت البحر الأحمر حدا جغرافيا فاصلا بين إفريقيا وآسيا ملحقة جزيرة العرب بالقارة الآسيوية ويتساءل في سفره القيم المصاحب لسلسلة حلقات برنامجه التلفزيوني الوثائقي الذي بثته القناة العمومية الأمريكية قبل نحو ثمانية عشر عاما تحت عنوان ” الأفارقة: تراث ثلاثي الأضلاع ” a Triple Heritage” ، “The Africans.
و قبل أن ينطلق من الجغرافيا إلى التاريخ الذي ربط الضفتين بأوثق رباط يورد ما أشار إليه بول بونان في كتابه ” African Outline” الذي أشار فيه إلى أنه حتى من الناحية الجيولوجية البحتة فإن الجزيرة العربية والقارة الإفريقية لا تنفصلان. يشهد على ذلك تأثرهما بظاهرة جيولوجية واحدة هي الأخدود الإفريقي العظيم الممتد من هضبة الأناضول في تركيا عبر البحر الميت في وادي الأردن حتى بحيرة رودلف في كينيا. أما بالنسبة للقرابة التاريخية والثقافية بل والعرقية يشير متسائلا من يكون الأمهر في إثيوبيا إن لم يكونوا من سلالة تحدرت من جنوب الجزيرة العربية وهو ما تشير إليه أيضا المصادر العربية بأنهم من سلالة قبيلة عربية تسمى حبشات. ما جاء في العهد القديم من إشارات إلى مملكة كوش وان موسى عليه السلام قد تزوج بكوشية وأن هاجر أم إسماعيل وزوج إبراهيم الخليل من تلك المنطقة أيضا وما سمعته من أن دمشق الاسم الذي تحمله عاصمة سورية الشقيقة وأقدم مدينة في التاريخ إنما هو اسم لخادم من الحبشة كان في خدمة سيدنا إبراهيم عليه السلام وإلى المعتقدات الإثيوبية المعاصرة بأن بلقيس ملكة سبأ كانت ملكة إثيوبية تزوجها سليمان عليه السلام وأنجب منها( منلك) جد الإمبراطور السابق هيلاسيلاسى الذي كان يلقب نفسه بأسد يهوذا في إشارة إلى تلك النسبة. ويعتقد كثير من المسيحيين أن الألواح المقدسة التي أوحيت إلى موسى تضمها إحدى كنائس منطقة أكسوم في إثيوبيا حيث يحج إليها آلاف المتدينين كل عام من كآفة أنحاء الدنيا. ونشير هنا أيضا إلى أن ملك إثيوبيا” كالب” أو ربما “غالب” أو “كليب” المسيحي الديانة قد جرد جيشا لنصرة الأقلية المسيحية في اليمن التي تعرضت للتعذيب على يدي الملك الحميرى الذي كان يعتنق الديانة اليهودية فيما يعرف بقصة أصحاب الأخدود حوالي عام 525 ميلادية بقيادة أبرهة الأشرم الذي استقل بملك اليمن حتى خلعه الفرس واستولوا على اليمن. وفي المقابل فقد أهدت اليمن لإفريقيا اسم أحد ملوكها ليصبح اسما للقارة وقد أطلق بادئ ذي بد على تونس التي ظلت تحتفظ به إلى ما بعد الفتح الإسلامي.
ويرى عدد من المؤرخين وعلماء الأجناس أن علاقات التصاهر بين شعوب المنطقتين قد بدأت قبل ظهور الإسلام ويرون أن البجا في شرق السودان والماساي في شرق إفريقيا من نتاج تزاوج عربي إفريقي.
ويجدر بنا ونحن نتحدث عن التأثير المتبادل للمنطقتين على بعضهما البعض أن نشير إلى أثر إفريقيا ليس على الشرق الأوسط وحده عبر وقوع منطقة الشام بأسرها تحت حكم الفراعنة بل إلى اثر حضارة وادي النيل على اليونان القديمة إذ ثبت أن أفلاطون وأرسطو وأبو الفلسفة سقراط قد تتلمذوا على قدماء المصريين في مجالات الفلسفة والرياضيات. وبعد هذا الاستطراد نشير مجددا إلى كتاب البروفسور على مزروعي آنف الذكر حيث وصف الثقافة الإفريقية المعاصرة بأنها نتاج تراث ثلاثي يتكون من الإسلام وبالطبع ما حمله من سمات عربية، والإرث الإفريقي المحلى (indigenous)، ثالثا الميراث الغربي المسيحي الذي جاء به الاستعمار الأوروبي إلى القارة، وهذا الأثر يظهر جليا في اللغات الكبرى السائدة في إفريقيا اليوم وهى العربية في الشمال والإنجليزية والفرنسية في مناطق أخرى بالإضافة إلى السواحيلية التي هي نتاج تلاقح بين العربية ولغات البانتو والبرتغالية وغيرها تشكل العربية فيها نحوا من ستين بالمائة وكذلك لغات الهوسا والفلاني في غرب إفريقيا المتأثرة باللغة العربية. هذه الحقيقة تجعل الثقافة العربية ليست وافدا أجنبيا على القارة بل واحدة من مكوناتها الثقافية .صلة السودان بالعالم القديم المتمثل في جنوب أوروبا والشرق الأوسط منذ سحيق الأزمان إلى بداية تدفق الهجرات العربية إليه خاصة بعد انتشار الإسلام.ونشير في عجالة إلى أن الإغريق والرومان من بعدهم قد أطلقوا على السودان اسم إثيوبيا ومعناها “أصحاب الوجوه المحروقة” ورغم أن الإغريق أطلقوا على جيرانهم من القبائل الأوروبية في الشمال أقذع النعوت فأسموهم البرابرة إلا أن هوميروس أطلق على النوبة أفضل الألقاب وكذلك ديودورس. قال هوميروس: “إنهم أبعد الأمم مكانا وأكثرها عدلا وأقربها مكانة وقبولا لدى الإله” وللمزيد يمكن الرجوع لكتاب ويليام آدمز “النوبة المعبر إلى إفريقيا” Nubia Corridor to Africa by William Y. Adams.
وقد ورد اسم إثيوبيا التي تشمل السودان الحالي وجزء من أكسوم في بلاد الحبشة زهاء ثمانية وثلاثين مرة في العهد القديم. وقد أرسل الإمبراطور البيزنطي جستنيان وزوجته ثيودورا الرسل لإدخال المسيحية إلى السودان عام 534ميلادية وقد كان لهما ما أرادا ولا تزال الآثار الرومانية شاخصة حتى اليوم في مناطق كرمة في شمال السودان وما يسمى بالكشك الروماني في مناطق المصورات الصفراء ليس بعيداعن الخرطوم .أما عن صلة السودان بالجزيرة العربية يشير الطبري في تاريخه إلى أن العرب كانوا يعيشون منذ القدم على ضفتي بحر القلزم. ويشير الجغرافيون العرب القدماء إلى أن عشائر من حضرموت في اليمن قد اختلطت بقبائل البجا في شرق السودان قبل ظهور الإسلام مكونة ما عرف بالحداربة ومفردها حد ربى ولعلها تصحيف لكلمة حضرمي وقد احتفظوا بلغتهم البجاوية.

د. سيدة مأمون سليمان
سفيرة الجودة والتميز
السودان

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى