وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إعادة اعتقال كل الأسرى الفلسطينيين الستة، الذين فروا قبل نحو أسبوعين من سجن جلبوع، بالعملية المحكمة، في حين جددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعهدها بأن يكونوا على رأس صفقة التبادل القادمة، ومن جانبها حذرت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلالَ من المساس بحياتهم.
فبعد ساعات من اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات في مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية) فجر اليوم الأحد، قال بينيت خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن عملية اعتقال الأسرى كانت محكمة وسريعة ومشتركة بين جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة والجيش.
https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1439440558204887045?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1439440558204887045%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.aljazeera.net%2Fnews%2Fpolitics%2F2021%2F9%2F19%2FD8A7D984D8A7D8ADD8AAD984D8A7D984-D98AD8B9D8AAD982D984-D8A2D8AED8B1-D8A3D8B3D98AD8B1D98AD986-D981D8A7D8B1D98AD986-D985D986-D8B3D8ACD986
وأضاف أن نجاح الأسرى الفلسطينيين بالهروب خلل فادح على المستوى الاستخباري والعملياتي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد شكل قبل أيام لجنة للتحقيق في عملية فرار الأسرى.
وفجر اليوم، نفذت قوة إسرائيلية مشتركة من الجيش والمخابرات وحرس الحدود عملية اعتقال الأسيرين كممجي ونفيعات بالحي الشرقي في جنين، وكان الأسيران قد تمكنا من الوصول إلى المدينة بعد رحلة هروب وتخفٍ استمرت نحو أسبوعين، وخلالها دفع الاحتلال بتعزيزات كبيرة لتقصي أثرهما.
وقال جيش الاحتلال في بيان إن اعتقال الأسيرين تم دون مقاومة أو إصابات في صفوفه، وإنهما نقلا إلى مركز لجهاز الشاباك للتحقيق معهما، مشيرا إلى أن جميع قادة المنطقة الوسطى حضروا إلى غرفة العمليات الخاصة لمتابعة عملية الاعتقال.
وقال فؤاد والد كممجي، خلال نشرة للجزيرة، إن نجله أبلغه هاتفيا قبل اعتقاله أنه ونفيعات سيستسلمان دون مقاومة حماية لسكان المبنى بعد أن هددت القوات الإسرائيلية بنسف المبنى بمن فيه.
وقد أصدر جهاز الأمن العام الإسرائيلي بيانا قال فيه إنه تمكن من تحديد المنزل الذي كان فيه الأسيران، وأضاف أنه تم اعتقال فلسطينيَين اثنين آخرَين قدما المساعدة للأسيرين.
وقال مدير مكتب الجزيرة برام الله وليد العمري إن مصادر إسرائيلية ذكرت أنه سيتم نقلهما إلى سجن جنوبي إسرائيل وسيوضعان بزنزانتين منفردتين، في وقت نقل الأسرى الأربعة لسجن الجلمة شرقي حيفا ثم حولوا إلى المحكمة بتهمة مدنية هي الفرار من السلطات.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال انسحبت من جنين بعد اعتقال الأسيرين. كما أفاد بسماع تبادل لإطلاق نار في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال للحي الشرقي من جنين لاعتقال الأسيرين.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الجمعة والسبت الماضيين الأسرى محمد ومحمود عارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي الذين فروا رفقة كممجي ونفيعات من سجن جلبوع شديد الحراسة، في 6 سبتمبر/أيلول الحالي، وذلك عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن، وهو ما سبب إحراجا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
في غضون ذلك، وافقت محكمة إسرائيلية في مدينة الناصرة اليوم على تمديد حبس الأسرى الأربعة الذين أعيد اعتقالهم: الزبيدي، قادري، والأخَوين عارضة، 10 أيام على ذمة التحقيق بناء على طلب الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية.
وتعقد الجلسات عبر تطبيق زوم بذريعة انتشار فيروس كورونا، وهو ما اعتبره فريق الدفاع عنهم انتهاكًا لحق السرية بين المحامي وموكله، ومساسا بالأسس العادلة للمحاكمات.
من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إنه سيتم عقد جلسة أخرى اليوم للأسيرين كَمَمْجي ونْفيعات اللذين أعيد اعتقالهما فجر اليوم.
وكانت المحكمة قررت الأسبوع الماضي تمديد اعتقال الأسرى الأربعة على ذمة التحقيق، في حين سمح القاضي بنشر بنود الاتهام التي توجهها المخابرات للأسرى. وتتضمن، بالإضافة إلى الهروب من السجن، التخطيط لتنفيذ عملية إرهابية والانتماء ومساعدة تنظيم إرهابي.
القيادي في حماس خليل الحية يتحدث خلال تجمع بغزة تضامنا مع الأسرى (الأناضول)
حماس والجهاد
وقد حملت حركة الجهاد الإسلامي اليوم سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد فرارهم من سجن جلبوع.
ودعت “الجهاد” الأجنحة العسكرية للمقاومة إلى البقاء في حالة استنفار وجاهزية عالية للدفاع عن الأسرى، مؤكدة أن المعركة ما تزال مستمرة. كما دعت إلى استمرار خروج المسيرات المناصرة للأسرى والمساندة لعائلاتهم من كافة المناطق الفلسطينية.
من جهته، أكد حازم قاسم المتحدث باسم حماس أن كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) ستبقى على عهدها بأن يكون الأسرى الستة الذي تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع على رأس صفقة التبادل القادمة.
وقال قاسم إن العمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال سيظل على رأس أولويات المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أنه بالرغم من إعادة اعتقال الأسرى الستة فإن عملية هروبهم ستبقى دليلا على هشاشة وضعف المنظومة الأمنية الإسرائيلية وعدم صمودها أمام إرادة المقاتل الفلسطيني، حسب تعبيره.
في البرازيل، نظم ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية في مدينة ساوباولو فعاليةً تضامنية مع الأسرى بالسجون الإسرائيلية، لا سيما الستة الذين استطاعوا الفرار من معتقل جلبوع قبل أسبوعين قبل أن يعاد اعتقالهم لاحقا.
ودعا المتضامنون إلى حماية الأسرى وتحريرهم، ومنحهم حقوقهم الكاملة.
وكان ناشطون قد نظموا أمس وقفة احتجاجية أمام سجن جلبوع غرب مدينة بيسان لدعم الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية. وعبروا عن تضامنهم مع الأسرى المعاد اعتقالهم، منددين بما يتعرضون له من سوء معاملة من جانب المحققين الإسرائيليين.
المصدر : الجزيرة + وكالة سند + وكالات