بعد تأجيل تكرر مرات عدة بسبب تفشي وباء كورونا وإغلاق دور العرض على فترات، أخيرا خرج الجزء الجديد من سلسلة أفلام “جيمس بوند” إلى النور، حاملا اسم “لا وقت للموت” (No Time To Die) وجاء من بطولة دانيال كريغ ورامي مالك وكريستوف والتز ولاشانا لينش.
بدأ عرض الفيلم في لندن 28 سبتمبر/أيلول الماضي، في حين صار متاحا في دور العرض العربية ومختلف الدول الأخرى في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري وإن تأجل طرحه في أستراليا إلى 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بسبب حالة الإغلاق التي تعيشها البلاد.
ولما كان دانيال غريغ قد أعلن أن هذا العمل هو مشاركته الأخيرة بصفته العميل السرّي البريطاني الشهير، وكانت السلسلة قد تضمنت 6 نجوم مختلفين جسّدوا الشخصية طوال 51 عاما، إليك تصنيفهم من الأسوأ إلى الأفضل وفقا لتقييمات النقاد، فهل ستتفقون معهم؟
المجد للكاريزما
بالمرتبة الأخيرة يأتي الممثل جورج لازنبي الذي قدّم الشخصية مرة واحدة فقط عام 1969 بفيلم “في الخدمة السرية لجلالة الملكة” (On Her Majesty’s Secret Service)، وذلك بعدما قرر النجم شون كونري ترك السلسلة.
ومع أن العمل حظي ببعض النجاح الجماهيري، فإن المقارنة بين لازنبي وكونري جاءت لمصلحة كونري الذي طالما اتسم بكاريزما طاغية تليق بشخصية مثل بوند، وذلك دفع المنتجين إلى الاستغناء عن لازنبي واللجوء إلى كونري مرة أخرى في 1971 ومن ثمّ البحث عن بديل آخر لاستكمال المشوار.
عميل سري برتبة بطل خارق
لا يمكن الحكم على الممثل روجر مور بالفشل في تقديم بوند على مدار 7 أفلام بداية من 1973 حتى 1985، فهذا الكم يعدّ رقما قياسيا في ذاته، كما أن الأفلام التي تمتعت بميزانية ضخمة جاء معظمها من إخراج جون غلان الذي يمتلك مهارة خاصة في التقاطه تفاصيل الفوضى الخلاقة التي تميزت بها أفلام السلسلة بالسبعينيات.
ومع أن مور قدم مغامرات شائقة لبوند، إذ قاتل التماسيح وسافر إلى الفضاء ونزع فتيل قنبلة نووية، إلا أن الأفلام لم تأت مترابطة أو تحظ بحبكة جيدة، ولم تظهر فيها شخصية بوند بالسمات المعتادة باعتباره رجلا مثيرا وحاذقا ويتسم بالغموض، وإنما ظهرت كشخصية مرحة ومسلية.
لذا وعلى الرغم مما حققته أفلام مور من نجاح ونسب مشاهدة مرتفعة وقت عرضها، فإنها ليست من الأعمال التي تتمتع بإقبال على إعادة مشاهدتها، مما يضع مور بالمرتبة قبل الأخيرة بهذه القائمة.
تجربة غير مكتملة
لم يقدم تيموثي دالتون سوى فيلمين فقط ضمن السلسلة هما “رخصة للقتل” (License to Kill) و”أضواء النهار الحية” (The Living Daylights)؛ وعلى ذلك يصنفان من بين الأكثر شعبية.
ومع أنهما لم يحققا نجاحا كبيرا سواء نقديا أو على مستوى الإيرادات، بل لم يكونا كافيين لصنع حالة من الترابط بين الجمهور والبطل، لكن يحسب لدالتون أنه أضفى بعدا إنسانيا على الشخصية، وصنع حلقة وصل بين نسخة بوند المنتمية للخيال العلمي والنسخة الأكثر حداثة التي قدمها بروسنان بعد ذلك.
بوند بنكهة هوليود
ربما لا يكون بيرس بروسنان أفضل من قدم شخصية بوند على الشاشة، كذلك تراجع مستوى أفلامه إلى الخلف جزءا بعد آخر، لكن ذلك لا ينفي أنه نجح في نقل السلسلة بأكملها من خانة الأفلام البريطانية المشوقة إلى أعمال تتهافت عليها هوليود، وقد صنع ذلك من خلال الكاريزما والوسامة بالتزامن مع اللجوء إلى استخدام المؤثرات الخاصة بتوسع وحرفية أكبر، ومن ثمّ زادت شعبية أفلامه في التسعينيات وتضاعفت جماهيريتها، بخاصة أن بعض الحبكات كانت جذابة ومن أفضل ما قدم طوال الـ51 عاما، مثل فيلم ” Golden Eye” (العين الذهبية)، ولعل أكثر ما ميز أفلام بروسنان كونها فتحت المجال لانضمام شخصيات جديدة ومؤثرة إلى السلسلة.
الأسطورة
7 أفلام شارك فيها العالمي شون كونري مجسدا شخصية العميل السري البريطاني بين 1962 حتى 1983، وهي الأفلام التي لم تصنف أنها أفضل أجزاء السلسلة فحسب، وإنما وجد النقاد نسخته لـ”بوند” من أفضل الشخصيات في تاريخ السينما.
وبأسلوب السهل الممتنع نجح كونري في أن يمنح الشخصية كثيرا من السحر والجاذبية الخاصة رافعا سقف توقعات الجمهور إلى أقصاه، مما صعّب المنافسة على النجوم الذين جاؤوا بعده خاصة أن تجربته، بمعزل عن الآخرين، جاءت ناضجة ومكتملة وناجحة في جميع الأجزاء.
قُبلة الحياة
أخيرا مع دانيال كريغ الذي قدم بوند الأكثر دقة واكتمالا وكفاءة، فجاءت أفلامه مسلية وتشويقية والأهم أنها أكثر معاصرة، مما مكنه من إنقاذ السلسلة ماديا وجماهيريا وإعادتها للحياة، حتى إن الجزء الثالث الذي قدمه في 2012 وحمل اسم “سكايفول” (Skyfall) حصد إيرادات تخطّت حاجز المليار دولار، ليصبح الأكثر ربحا بالسلسلة حتى الآن، الأمر الذي يبرر احتلال كريغ المرتبة الأولى اليوم واعتباره الأفضل وفقا لآراء الجمهور والنقاد.
أعلنت مجموعة أمازون أمس الأربعاء توصلها إلى اتفاق لشراء شركة إنتاج الأفلام والتوزيع “مترو غولدوين ماير” (Metro Goldwyn Mayer) (إم جي إم) (MGM) في صفقة تبلغ قيمتها 8.45 مليارات دولار تمنح عملاق التجارة الإلكترونية مكتبة سينمائية ضخمة تعزز منصة البث الخاصة به.
وأوضحت أمازون أن الجانبين “توصلا إلى اتفاق نهائي على الاندماج تستحوذ بموجبه أمازون على (إم جي إم) بسعر شراء يبلغ 8.45 مليارات دولار”.
وتمثّل قيمة هذه الصفقة عملية الاستحواذ الثانية غلاء في تاريخ أمازون بعد شرائها متاجر “هول فودز” (Whole Foods) الأميركية مقابل 13.7 مليار دولار عام 2017.
وقال مايك هوبكنز، النائب الأول لرئيس “برايم فيديو” (Prime Video) و”أمازون ستديو” (Amazon Studios)، إنّ “القيمة المالية الحقيقية لهذه الصفقة تتمثل في كنز الملكية الفكرية للائحة كاملة نتطلع إلى تجديدها وتطويرها برفقة فريق (إم جي إم) الموهوب”.
وتحلّ الصفقة وسط تحقيق أمازون نموًّا سريعا في تجارة التجزئة الإلكترونية والحوسبة السحابية، وتعطي دفعة لعجلة الترفيه مع تحوّل المستهلكين إلى وسائط البث المباشر.
وستحصل أمازون فضلا عن امتياز سلسلة أفلام جيمس بوند، على العديد من الأفلام العالمية الأخرى مثل “روكي” (Rocky) و”ليغالي بلوند” (Legally Blonde) و”تومب رايدر” (Tomb Raider)، إضافة إلى برامج تلفزيونية مثل “ذي هاندميدس تايل” (The Handmaid’s Tale) و”ريل هاوس وايفز أوف بيفيرلي هيلز” (The Real Housewives of Beverly Hills).
وقال بيان أمازون إنّ “إم جي إم” تتمتع بنحو قرن من تاريخ صناعة الأفلام وتستكمل عمل استديوهات أمازون التي ركزت بصورة أساسية على إنتاج البرامج التلفزيونية”.
وعانت “إم جي إم” كالكثير من استديوهات الإنتاج السينمائي الأميركية من جائحة “كوفيد-19” حيث الإغلاق الأطول لدور السينما في كل أنحاء العالم.
وكان من المتوقع أن تنطلق عروض أحدث أفلام جيمس بوند “نو تايم تو داي” (No Time to Die) في دور السينما في مارس/آذار 2020 لكنّ طرح الفيلم أرجئ مرات، وتقرر أخيرًا عرضه في الصالات بدءا من 30 سبتمبر/أيلول.
ومن شأن هذه الصفقة أن تعزز “أمازون برايم فيديو” (Amazon Prime Video) التي تتنافس مع “نتفليكس” (Netflix) وغيرها في سوق البث الذي يشهد تحولات متسارعة، إذ باتت المنصة تمتلك نحو 4 آلاف فيلم، منها امتياز جيمس بوند، و17 ألف برنامج تلفزيوني.
وبلغ عدد المشتركين في “أمازون برايم” 200 مليون في منتصف أبريل/نيسان.