مقالات

حديث عن و في الحرية..

الشبكة _مباشر_باريس_د. المؤرخ والكاتب حسن الزيدي

-لست اخر من يتحدث عن معنى واهمية الحرية التي سبقني للحديث عنها ويلحق بي الافا مؤلفة من العقلاء والفلاسفة والفقهاء والرسل والانبياء ورجال ونساء القانون والسياسة لأهميتها المباشرة في حياة الافراد والجماعات والشعوب والأمم. لن استعير نصوصا من كتب دينية وفلسفية ودساتيرالدول تشير وتتحدث كلها عن اعتمادها قيم الحرية.بل كمواطن أحاول ان امارس بعضا من فهمي للحرية في التعبير عن مفهومي للحرية باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الذات الانسانية.
اولا- منذ ان ظهر اول انسان قبل أكثر من 4 ملايين عاما كما يشير علماء الجيولوجية والاثار فكل الناس مع استثناءات فسيولوجية وبيولوجية يلدون كصدفة بيولوجية من خلال (تزاوج / جماع جنسي انثى مع ذكر) خلال 9 أشهر من أمهات تختلف مواطنهن ومراحل حياتهم والوانهن ولغاتهن يحملن بأطفالهن من اناث وذكور. أي ان الطبيعة ساوت وعدلت بين أبناء البشر عند ولادتهم ولم تفرق بين اسودهم وابيضهم وبين مواطنيهم وفراعنتهم وملوكهم واباطرتهم وكسراهم ورسلهم وخلفائهم وائمتهم وشيوخهم ورهابنتهم من النساء والرجال.
ثانيا- نظرا لأهمية الحرية في حياة جميع الناس فقد تعددت معانيها عندهم طبقا لأوطانهم ولمراحل حياتهم حيث تتداخل مع معاني المساواة والحقوق والواجبات والتي منها..
– (حرية وحق ومساوة) العيش والسكن والعمل والتعلم والامان. أي يوجد تداخل بين الحرية والحق. لان الوليد والوليدة لم يختارا هما ولاداتهم بل اختارها لهما شخصان هما امرأة تسمى ام ورجل يسمى اب.
-(حرية حق) تغيير الاسم الذي اختير للطفل والطفلة قبل بلوغهما سن الرشد الفسيولوجي الذي يختلف من قارة لأخرى حيث يتراوح بين 7-18عاما والقانوني (المدني) الذي يختلف أيضا من دولة لأخرى حيث يتراوح بين 15-30 عاما وكذلك حق تغيير اللغة والدين والمذهب وتغييرالوطن والانتماء الاجتماعي
– (حرية وحق) اختيار العمل و المهنة و النشاط الذي يختاره الرجل وتختاره المرأة

– (حرية وحق) التنقل والسكن في أي مكان يناسبه / تناسبها في اية قرية ومدينة في وطنه وخارجه.
– (حرية حق) التملك المشروع والشفاف ضمن القوانين المرعية.
– (حرية وحق) المساهمة والمشاركة حسب قدراته وامكانياته واجتهاداته في القرارات المتعلقة بالمنطقة والحي والناحية والقضاء والبلد التي يقيم فيه.
-(حرية حق) نقد وانتقاد وإدانة القرارات التي يعتقد انها ناقصة ومتحيزة وظالمة والتي تصدرها السلطات المحلية والعامة .

– (حرية حق) تشكيل والمساهمة بالجمعيات والمنتديات والنقابات والاتحادات والأحزاب الوطنية التي تنسجم مع الفلسفة العامة التي تتفق مع افكاره ومواهبه /افكارها ومواهبها.

– حرية (حق) عدم الخضوع للعبودية واشغال السخرة
– حرية (حق وواجب) النقد والتظاهر والانتفاضة والثورة ضد كل اشكال الظلم والاستبداد والطغيان الفردي والجماعي
.
– (حق اختيار اوانتخاب) اشخاص لمهمات وظائف إدارية ومهنية اوسياسية محلية او وطنية.
– (حق الترشيح) لكل الوظائف العامة بما فيها رئاسة الجمهورية للنساء والرجال.

ثالثا- الحرية لا تعني فقط حقوقا بل واجبات قد تفوق الحقوق. منها.واجب الإخلاص للعمل. الحفاض على الممتلكات والاموال العامة. المشاركة في الاعمال العامة المشروعة.واجب الدفاع عن الوطن في حالة وقوع عدوان عليه وليس غزوة او غزوات يقوم بها جيش الوطن حيث من حق المواطن ان ينتقد الغزو ولا يساهم به ويتهرب منه حتى لو تم تسميته جبانا او خائنا شريطة الا ينظم لصف أعداء وطنه.

رابعا -الحرية لا تعني تحللا ولا انفلاتا ولا اباحية ولا تهريجا ولا تجريحا ولا تشهيرا ولا تحليلا لمحرمات متعارف عليها في حضارة معينةبل الالتزام بالقوانين والأنظمة والأعراف والتقاليد مع حق نقدها والاعتراض عليها.

خامسا- الحرية.لا ينبغي ان تعني تحجيم وتهميش واضعاف وتقليل أدوار النساء اللواتي هن (الأمهات الخالات. العمات. الاخوات. الزوجة. الجارات. زميلات الدراسة. زميلات العمل الخ) لان ذلك يقود لتحجيم واضعاف المجتمع كله. لان للمرأة (خصوصية استثنائية إيجابية) فهي التي تحمل في رحمها لمدة 9 أشهر الجنين ومجبرة تلقائيا وعفويا ان ترعاه لمدة لا تقل عن عام إضافة لواجباتها وحقوقها تجاه زوجها وبيتها مع حقها في العمل والمشاركة في الشؤون الوطنية. فالمرأة لها (حق وميزة طبيعية فسيولوجية تتفوق بها على الرجل).كما ان المرأة المتعلمة والنزيهة تنشئ وتربي بناتا وأبناء متعلمين ونزيهين باعتبارها المدرسة الأولية.
.
سادسا- ليس من قيم الحرية والعدالة والمساواة الإنسانية (شيطنة النساء ومحاولة إظهارهن على انهن فقط كائنات للجنس والانجاب) لان ذلك لا يخدم وطنا ولادينا ولا مذهبا ولاحزبا خاصة في عالم متحرك ومتطور دائما من خلال ابداعات واختراعات علمية وحرفية مستمرة مما يتطلب التعايش والتكيف معها. فالمجتمع الذين يهين النساء ويقلل من ادوارهن يكون حتما متخلفا في كل المجالات ويكون عرضة اكيدة لنفوذ متعد الأوجه لدول تتفوق عليه تقنيا وقد تختلف عنه في لغته ودينه واعرافه وتقاليده فيكون المجتمع كله مهددا بهوياته كلهابما فيها استباح ما يسميه المسلمون (الشرف الاجتماعي وهو فروج والدته وخالته وعمته وزوجته وابنته) والذي يعتبرون لجهلهم وتخلفهم اهم من الشرف والكرامة الوطنية.

سابعا- صفات النزاهة والحشمة والشرف لا تخص النساء وحدهن. بل تشمل الرجل ايضا..
ف(النزاهة.) اخلاق وطنية يفترض ان يتحلى بها كل المواطنين والمواطنات. و(الحشمة) ليست فقط بالملابس الطويلة التي تنظف الأرض والقصيرة التي تشبه اللباس الداخلي ولا بلبس الحجاب وتغطية الوجه وإظهار المرأة على هيئة غراب او بوم وهي مظاهر ليست من الاديان ولا من المذاهب بل الحشمة في الثقافة والسلوك والآداب الاجتماعية.
و(الشرف) ليس خاصا بالنساء وحدهن. حيث لا تتعاطى المرأة الجنس مع جماد بل مع انسان.
ثامنا. علينا كعرب وكمسلمين ان نتطلع فيما يجري حولنا في العالم المتقدم تقنيا. فالمملكة المتحدة احتفلت عام 1912 بوفاة اخر امرأة غير متعلمة.بينما تقرير برنامج الامم المتحدة للتطوير لعام 2018
أشار بانه من أصل 182دولة فان 101دولة بلغ فيها التعليم اعتبارا من عمر 15عاما/90 أي ان الامية فيها لا تزيد عن /10 منها فقط 19دولة إسلامية تسلسلها كما لي
كازاخستان182/11طاجكستان.12/181
اذربيجان181/13تركمانستان182/14البانية 182/20اوزبكستان 181/64.قطر 182/74الكويت 182/79.فيجي 80/ 182 ماليزية 182/89اندونيسية 91/ 182.الجزائر 182/94جزرالقمر182/95 البحرين 182/95ايضا الاردن 182/96 إيران 97/182.سورينام 182/100 الامارات العربية 182/102
اما بقية الدول العربية والإسلامية فتباينت نسب التعليم فيها كما يلي. لبنان تسلسله 182/105ونسبة التعليم فيه/90.المملكة السعودية 182/118.سورية 182/124 . سلطنة عمان 125/ 182 العراق182/128

تونس 130/ 182ليبية 131/182. جيبوتي 144/182السودان الشمالي 182/145المغرب182/146ارتيرية 182/146بوروندي .مصر182/155 . اليمن182/15باكستان 182/159نسبة التعليم /58 وهي دولة نووية. موريتانية 160/ 182.نيجرية 161 /182 نسبة التعليم /56 وهي دولة نفطية.بنغلادش 182/162.السنغال 170 /182.سيراليون 173/182.تشاد 176/ 182.مالي 177 / 182.افغانستان 182/178النيجر180 /182الصومال 182 /182.نسبة التعليم /25 أي /75 من مواطنيها من الاميين.
علما بأن دولة اسراىيل تسلسلها182/61 ونسبة التعليم فيها /95.

من هذا الإحصاء الدولي نلاحظ التأخر العلمي والثقافي الذي يمر المسلمون به بسبب الصراعات والمنازعات العنصرية المذهبية والطائفية والحروب الداخلية والإقليمية والدولية مما يبرر للحكام الطغاة العرب والمسلمين يضاعفون المبالغ المخصصة للجيوش والشرطة فيما يخفضون المبالغ المخصصة للصحة والتعليم الذي تتعرض له خاصة النساء العربيات والمسلمات بشكل خاص حيث تصل نسبة الامية بينهن أكثر من /65 مما يعني تراجع تام في حرية وحق ومساوة التعليم بين الرجال والمسلمين مما يؤدي للانحطاط العام المجتمع.لذلك تبقى الحرية ومنها حرية وحق التعليم في اوليات المجتمعات التي تريد التقدم الذي يبدا بالإنسان وليس بالحجر والاسلحة
د. حسن الزيدي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هذا جزء مهم من مقال لكاتب اعجبني احببت ان اشارككم

    الكاتب علي حسين
    كان الأب أنستاس الكرملي الذي لم يخلع ثوب الرهبنة يجوب البلدان بحثًا عن كنوز التراث العربي ليحققها ويحفظها من الزوال، وقرر أن يعقد مجلسه يوم الجمعة لما يمثله هذا اليوم عند المسلمين، فداخل كنيسة اللاتين التي اتخذها مقرًا له اعتاد المسلمون واليهود والمسيحيون التردد عليه، فتجد مصطفى جواد يجلس إلى جانب عباس العزاوي، ومحمد رضا الشبيبي معه صديقه مير بصري ومنير القاضي يجادل ميخائيل عواد وجلال الحنفي منشغل بالمزاح مع يعقوب سركيس، والكل يلتزم بالشعار الذي خطه الكرملي داخل مكتبه “ممنوع الحديث في الدين والسياسة”، فبماذا كانوا يتحدثون؟، كانت اللغة والفكر والثقافة والتعليم هي الأهم في المجلس، وهو ما كان أبونا الكرملي يعتقد أنها السبيل لرقي العراق وتقدمه وبدونها سندخل في صراعات مذهبية وسياسية، كان العراقيون آنذاك يكدون عرقًا ويسطرون ملحمة يومية في وجه من يريد أن يغير هوية البلاد وانتماءها وثقافتها، من الموصل جاء متي عقراوي الذي سيصبح عميدًا لدار المعلمين العالية، وكان يؤكد لكل من يسأله عن أحوال العراق أن التعليم يبقى أهم من كل قرارات الدولة، وفيما كانت الأنظمة العربية تكبّل تعليم المرأة بقوانين جائرة قرّر الوزير المعمم محمد رضا الشبيبي أن يجلس بعمامته البيضاء النقية، وسط المعلمات المسيحيات واليهوديات يحتفل بافتتاح ثانوية للبنات في بغداد. ومن أقصى القرى الموصلية سوف يقدم المسيحي سليمان صائغ، مسرحيات تروي تاريخ الإسلام وتمجّد أبطاله، ومن الموصل أيضا جاء فؤاد سفر ليصبح سيد الآثاريين. ومن الكرادة سوف يذهب المسيحي ميخائيل عواد إلى لندن وموسكو واسطنبول وباريس يجمع المخطوطات الإسلامية، ليقدم أكثر من مئة كتاب تروي حكاية التراث العربي الإسلامي، ومن كركوك نزلت المسيحية بولينا حسون لتؤسس أول مجلة نسائية في بلاد العرب.
    هذا العراق الذي بني بمشقة رجال كبار من أجل أن يكون جرمًا مضيئًا في مدار الأُمم.

    تحياتي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى