مقالات

تأملآت في ذكرى رحيل أقدر فرسان الإذاعة التونسية المرحوم صالح جغام-الاعلامي التونسي الكبير محمود الحرشاني

#الشبكة_مباشر_تونس_المستشار الحبيب بنصالح

تمر اليوم الذكرى الحادية والثلاثون لوفاة الاذاعي الكبير صالح جغام الذي ترك بصمته الواضحة في العمل الاذاعي والصحافة المكتوبة وخصوصا منها الصحافة الفنية والثقافية من خلال ترؤسه لتحرير مجلة الاذاعة والتلفزة وبرامجه الاذاعية الكثيرة

يرتبط اسم الراحل صالح جغام في الذاكرة باروع البرامج الاذاعية ذات المنحى الثقافي والفكري مثل برنامجه الشهير حقيبة المفاجات وبرنامج ليلي عربية وبرنامج يوم سعيد الذي كان يتداول على تقديمه ثلاثة من فرسان الاذاعة وهم البشير رجب ونجيب الخطاب وصالح جغام وكان ينشط حصة يوم الاحد محمد علي بلحولة. رباعي من ذهب كانوا مجددين في عملهم وكل له طريقته في التنشيط اما صالح جغ-ام فكان يتميز باضفاء البعد الثقافي على برامجه ولم يكن يعنيه ان يكون له متابعون كثر بقدر ما كان يعنيه ان يقدم مادة اذاعية راقية لم يسبقه اليها احد.

استغل علاقاته الواسعة مع المثقفين العرب وكبار الفنانين والنجوم ليحقق السبق في برامجه وكانت له معهم حواراتن رغم صعوبة التواصل في زمانه وكان رجلا يتعب

اشتهر برنامجه حقيبة المفاجاءات كما لم يشتهر اي برنامج اخر في الاذاعة وكان له متابعون كثر

لم ينجح صالح جغام في التنشيط التلفزي رغم وسامته . ربما لانه كان يضيق كثيرا بمحدودي الثقافة والذين يستسهلون المشاركة في البرامج الاذاعية والتلفزية لمجرد المشاركة وكان يجد راحته في الاذاعة اكثر من التلفزة

عمل لمدة سنة مديرا لمكتب الاذاعة والتلفزة باتلكويت وكان قلبه في تونس وعقله في الكزويت وعندما عاد الى تونس كلف برئاسة تحرير مجلة الاذاعة والتلفزة فاعطاها من جهده وحماسه ما ارتقى بها الى مرتبة مجلة ثقافية راقية تنافس ارقى المجلات التونسصية والعربية واستقطب لها كبار الكتب مثل نورالدين صمود والشاذلي زوكار وجعفر ماجد

وشرفني الراحل صالح جغام بدعوتي لاكون ضمن كتاب مجلة الاذاعة فنشرت بها عشرات المقالات والخواطر الفكرية والاستطلاعات والحوارات مثل حوار اجريته مع الفنانة المغربية عزيزة جلال واستطلاع مصور حول السويد وطلب مني الا انشر الاستطلاع في اي مطبوعة اخرى ولو في مراة الوسط وركن يوميات

كان له تقدير كبير لمجلة مراة الوسط وكان يقدم كل عدد جديد منها في برنامج يوم سعيد.

اذكر انه تضايق كثيرا لما نشر المرحوم الهداجي السيد مقالا في مراة الوسط هاجمه فيه فكلمني بالهاتف وقال لي كيف تسمح له بان يشتمني في مجلتك ونحن اصدقاء ثم ان ما كتبه عني افتراء وكذب وسيصلك الرد واطلب منك نشره في نفس المكان الذي نشرفيه مقاله وقال لي انه كتب ما كتب لانني اطردته من مجلة الاذاعة وكان عليك ان تتفطن لهذا

والحقيقة انني اعتذرت له وفعلا نشرت في العدد الموالي رد صالح جغام على صفحة كاملة من الجريدة وكانت مراة الوسط تصدر في شكل جريدة واشهد انه لم لم يترك ولم يبق للسيد الهداجي رحمه الله الذي تضايق مني هو الاخر وغادر اسرة مراة الوسط

كتبه محمود الحرشاني

22 فيفري 2022

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى