يضغط الغزو الروسي لأوكرانيا على الأسهم العالمية. ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وإشعال التضخم. ويخطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة. لكن برغم ذلك، يسبح سعر البيتكوين عكس التيار.
تم التداول بما يقرب من 43.800 دولار يوم الثلاثاء بعد أن ارتفعت قيمة عملة البيتكوين بنسبة 8% في الـ24 ساعة الماضية. ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 23% عن مستوى منخفض وصل 35.000 دولار الأسبوع الماضي مع غزو القوات الروسية لأوكرانيا، مما أدى إلى أول حرب برية أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
عمليات شراء كبيرة من الروس والأوكرانيين
وأشار المحللون إلى أن السبب الأكبر في أكبر ارتفاع لسعر البيتكوين منذ فبراير/ شباط 2021 هو زيادة الطلب من روسيا وأوكرانيا، حيث كشفت التقارير عن عمليات شراء كبيرة قام بها الروس والأوكرانيون.
ويبدو أن العملة المشفرة تستفيد من الطلب كعملة أو مخزن للقيمة في الدول التي تهزها الحرب والعقوبات المالية الجديدة أو حتى العقوبات المتوقعة. فقد انتعشت أحجام تداول البيتكوين في روسيا وأوكرانيا، مما يشير إلى أن المواطنين يشترونها كبديل للروبل الروسي والهريفينا الأوكرانية، وكلاهما يتعرض لضغوط شديدة.
ويتزايد الطلب على العملات المستقرة أيضًا. حيث يشتري المواطنون في روسيا وأوكرانيا العملات المميزة التي تهدف إلى الحفاظ على قيمة ثابتة قدرها 1 دولار. Luna هي إحدى العملات المميزة وتستخدم لدعم الخوارزميات على شبكة Terra blockchain، وارتفعت بنسبة 67% في الأسبوع الماضي.
تبرعات لأوكرانيا بالعملات المشفرة
وتبحث العملات الرقمية المشفرة عن استخدامات أخرى أيضًا. حيث يتم نشرها للحصول على تبرعات للدفاع والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا. ووفقًا لشركة Elliptic لتحليل blockchain ومقرها في لندن، جمعت الحكومة الأوكرانية والمنظمات غير الربحية التي تدعم جيشها 30.8 مليون دولار من خلال أكثر من 26.000 تبرع بأصول مشفرة.
وسيلة للتهرب من العقوبات الاقتصاديةومع ذلك، نظرًا لكونها عملات رقمية عابرة للحدود وتعمل خارج النظام المصرفي، يمكن استخدام البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة للتهرب من العقوبات. وعلى الرغم من وجود جوانب إيجابية لاستخداماتها (منها تمكين المواطنين العاديين من التداول والحفاظ على الثروة في الوقت الذي تنهار فيه عملاتهم السيادية) فقد تكون هناك أيضًا تداعيات سلبية على المدى البعيد.
وقال ويليام لوثر الاقتصادي في جامعة فلوريدا اتلانتيك: “لم نفرض أبدًا عقوبات بهذا الحجم على دولة كبرى من قبل. وبقدر ما تؤدي بيتكوين دورًا مفيدًا في نظام دفع أوسع، فإنها تزيد الطلب على بيتكوين على حساب وسائل المعاملات الأخرى”. في إشارة إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وأضاف أن مدفوعات البيتكوين هي ميزات سريعة ونهائية وجذابة في الحرب وفي ظل القيود الحكومية على البنوك والعملات. وأوضح: “قد لا تكون تقنية يمكن من خلالها شراء رغيف الخبز، ولكن إذا كنت بحاجة إلى أموال بسرعة وتريد أن تعرف أنها ملكك بالفعل، فهذه وسيلة تلعب دورًا مفيدًا”.
الحكومات قد تحظر العملات المشفرة
وأشار إلى أن الفوائد الاجتماعية للعملات المشفرة سوف تتأثر. فكلما زاد استخدامها من جانب الحكومات والأفراد للتهرب من العقوبات، أصبحت هدفًا للحظر الحكومي او فرض قيود أشد على استخدامها. وقد تواجه الجكومات الآن المزيد من الدعوات لمراقبة تعاملات العملات المشفرة عن كثب، إن لم تحظرها تمامًا.
حظرت الصين بالفعل المعاملات التجارية بالعملات المشفرة. مما أدى إلى فصل عملات البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية المميزة من نظام التمويل التقليدي بشكل كبير.
وأعرب مسؤولو الحكومة الأمريكية عن قلقهم من أن تبادلات العملات المشفرة يمكن أن تكون قناة خلفية للنشاط غير المشروع. وطلبت وزارة الخزانة المساعدة من البورصات في تطبيق العقوبات.
وقد تؤدي هذه الحلقة مع روسيا أيضًا إلى تسريع جهود الحكومات لتطوير عملاتها الرقمية الخاصة أو اعتماد العملات المشفرة لتقويض العقوبات المحتملة في المستقبل.
وفي عالم يتضح فيه أنه يمكن فرض عقوبات ضخمة على روسيا، فإن الدول التي قد تتعرض لعقوبات، ستستخدم التقنيات للتهرب منها، بما في ذلك العملات المشفرة. وقد يجعل ذلك العقوبات أقل فعالية في الضغط على الدول في المستقبل.