أدب وفنمقالات

تكريت في رَحيق الذاكرة مجموعة قصصية من ذكريات مَدينة-جزء رقم (1)

#الشبكة_مباشر_الخرطوم_د. حاتم مهدي غثيث التكريتي

تكريت في رَحيق الذاكرة
مجموعة قصصية من ذكريات مَدينة
الدكتور حاتم مهدي غثيث التكريتي

مراجعة وتصحيح
الدكتور الأديب فائز طه العمر الباشا

Email: hatammahdy8@gmail.com

الإهداء

إلى المدينةِ التي لامَسَ حُبُّها شغافَ القلب، وبقيت ذكرى مَناظِرها خالدةً في أعماق الوجدان:تكريت الحبيبة.
وإلى أمّي التي ارضَعَتْني حنانَها، وحَمَتني بدِفْءِ أحضانِها ، وإلى أبي الذي أوصاني بالخُلقِ الحميدِ .
وإلى أخي الكَبير المُعَلِّم والمُربّي الفاضِل الحاج زكريا الذي صَوَّبَ لي طريق الحياة .
وإلى أبنائي الأربَعة، زينة الحياة ونجوم سمائِها ؛ عُمَر،وأحمد، وفَرَح، ونَوْرَس .
وإلى الأخ والصديق العزيز إحسان عبد الحميد العلي الحَسَن الأحمد الذي بادَلَني الرأْيَ والذِكرياتِ في عناوينِ هذا الكتاب ومحتواه .

عندما نحكي لأطفالنا حكايات وقصص قبل نومهِم ، ونعلمهُم حُب القراءة والاطلاع ، وننمي فيهم هوايات يحبونها ، كالرياضة ، والرسم ، والنحت وعزف الموسيقى ، والإنشاد للحب وجمال الحياة ، إنما نَمْنحَهُم بذلك مواضيع يتكلمون بها ويُنمّونَ عقولهم وطرائق تفكيرهم بما يجعلهم أشخاص أسوياء في المُستقبل .

شكر وتقدير
كل الشكر والثناء والتقدير العالي للاخ والصديق الدكتور الاديب فائز طه العمر الباشا على جهده الكبير ومراجعته الدقيقة والتفصيلية لمحتوى الكتاب دعائي للدكتور فائز دوام الصحة والعافية والتألق في عطائه الادبي الجميل الذي عودنا عليه في كتاباته وأنتاجهِ .

المؤلف

شكر وتقدير
كل الشكر والتقدير للجهود التي بذلها دار الابداع للطباعة والنشر لاخراج هذا الكتاب وطباعتهِ بالصورة المعروضة بين ايادي القراء الكرام ، والشكر والعرفان للاخ الدكتور أسامة محمد صادق على جهوده الطيبة في مراجعة الكتاب وأبداء الملاحظات القيمة حول العناوين المطروحة في النسخة الاصلية للكتاب، وتوضيح الجوانب الفنية لِاخراج الكتاب أضافة الى التعليمات المرعية في طباعة المؤلفات ونشرها .

المؤلف

المُقدّمة

في هذهِ المَرحَلَةِ المُتقدمَة من رحلةِ العُمر، وبَعدَ ما آلتْ إليهِ ظروف العيش في عراقنا العزيز، بَعدَ الحَربِ الظالمة والاحتلال الأمريكي الغاشم لِوَطنِنا في العام (2003)، ونَحنُ نعيشُ ظروف الغُربَةِ خارجَ بَلدنا (مُجبَرين)، بعد أن تَركْنا خلفنا منازِلَنا؛ شَقاء العُمْرِ وما نَملك، وتَركنا أهلنا وأحبَّتَنا وذكرياتِنا وربوعَ طفولَتِنا، لنَنزِلَ ضيوفًا ثقلاء في البلدان الأُخرى، شَعَرْنا، بشكلٍ مُستمِرٍّ، بحاجةٍ مُلِحَّةٍ إلى كتاب يَحكي عن طبيعة تكريت، وعن قصَصٍ وأحداث وقَعَتْ فيها، إِبَّانَ سنوات القرن العشرين، ويَصِفُ كثيرًامن أنماط السكن، والمِهَن التي مارسَها أبناء تلك المدينة القديمة، وطبيعة العَلاقات الاجتماعية التي ارتبَطَ بها أفرادُ مُجتمعِها، وشيئًا من الظواهرِ والمَظاهر،ِ والسماتِ التراثية، في مدينة صغيرة بمساحتها، كبيرة باسمها وعنوانها، وما آل إليه مَصيرُ تلكَ المدينة العريقة في سنوات العقد العاشرمن القرن الماضي، بأحيائِها السكنيّة وقلعتها التاريخية، وبيئتها المَفطورة على تلك الأرض الطيّبة
يَذكُر الكتاب بَعض الشخصيّات المَرموقة من أبنائِها وعوائلِها الكريمة، ودورهم الفاعل في إعلاء شأن المدينة، وتغيير حالتها العامة، إضافة إلى دورهم على مستوى الوطن (العراق)، في مختلف الميادين التي عملوا فيها، بعد ان نشؤوا وتعلّموا ودرسوا فيها ، مثلما يذكر بعضًا منرجالها(البُسطاء) الذين شَكَّلوا ظواهر فرديّة،زَيَّنَتْ أجواء المدينةعقودًا من الزمن، ذكرتُهُم لإظهار سِماتٍ تُراثية، تَمَيَّزَ بها مُجتمَع المدينة، بالمرورعلىنُبذٍ من سيرهم، ويُمكِن للقارئ أن يَتحَسَّسَفيها الكثير منَ الإشاراتِ إلى طبيعة ذلك التُراث، وطبيعة العَلاقات التي تحَكَّمَتْ بسماتهِ وخصائصهِ .
حادثٌ صَغير وقع في منزلي في بغداد عام 2009م ، لكنَّ وقعَ تأثيرهِ المؤلِم كانَ كبيرًا على المشاعرِ والأحاسيس، فشَكَّلَ الحافزَ المُلهِمَ لكتابة قصة قصيرة :(لودميلا على قُصاصَة من ورق) ، وقد شكّلت تلك القصة بدء كتابة هذا الكتاب، بعد أن فُتِحتْ أبواب القريحة لتقليبِ أوراقٍ، طالما رَقَدَتْ في أعماقِ الوجدان، وبينَ طيّات الذاكرة .
احْترقتْ، إثْر ذلك الحادِث،رموزٌ ناطقة في جَوف الذكريات، رموزٌجميلة وديعة هادئة ساكنة في منزلنا في بغداد، ومحفوظة داخل الحقائب وعلى الرفوف،بعد أن وَصَلَتْ إليها الأيدي العابثة، في زمنِ رواج الفوضى وفقدان الأمن،فأسقطتها في أتون النار ، احتَرّقَتْ،وذَهَبَتْ أدراج الرياح والدُّخان .
هذا الكتابُليسَ مُذكراتٍ شخصيةً توثيقيّةً، بلهو سَردٌ قَصصيٌّ مُرتبط بأحداث مدينة تكريت القديمة وتاريخها، وبأحداثٍعلى مستوى البلد، انعَكستْ بتأثيرِها على حياةِ كُلّ فردٍ من أبناءِ المُجتمَع العراقي، كُنّا وكانَكثيرونَ من أبناءِ سنوات الستينات صعودًا، شهودًا على تفاصيلِها،إضافة الى ما يُحكى على مسامعنا، من ذكريات آبائنا وإخوتنا الكبار الذين عايشوا الظروف المَعيشية القاسية التي سادَت تفاصيل الحياة في عموم المُدن العراقية، منذُ بدايات القرن العشرين،ووقوع الحرب العالمية الثانية، والاحتلال الإنكليزي للعراق، وقيام عَدد من الثورات الوطنية في العراق،كان آخرها ثورة تموز 1968م، الثورة التي حكمت العراق أطولَ مدّة،وأحدَثتْ تغييراتٍ جذريةً في حياة المُجتمَع العراقي والمنطقة .
يتوقّف الكتاب عند مَحطّات بارزة من أيام الدراسة الجامعية في بلدٍ أجنبيٍّ، مع مَجاميع طُلابيَّة من أبناء العراق،درسوا على النفقة الحكومية في زمن الثورة، ثُمَّ وقوع الحرب بين العراق وإيران،وما نَتجَ عنها من خسائربشرية ومادية هائلة، ووقوع حَرب الخليج الثانية بَعدَ اجتياح القوات العَسكرية العراقية لدولة الكويت،وما أعقبها مِن دَمار في البنى التحتية للعراق، وحِصار دولي شامل و قاسٍ،أتى بأفرازاتٍ اِجتماعية وسياسية واقتصادية، غاية في السوء والسَّلبية على المستوى التنموي والحضاري للبلد . ثمّ وقوع حَرب الخليج الثالثة في العام 2003 وما أعقبها من احتلال أمريكي غاشم للعراق، وانهيار مقوّمات الدولة كافّة، وشيوع الفوضى وفُقدان الأمن،وتشتيت الملايين من المواطنينفي بقاع الأرض،وفقدان البَلد لإرادَتهِ ومَكانتهِ، وشيوع الطائفية والكراهية والفساد.

المؤلف
د. حاتم مهدي غثيث التكريتي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى