مما صار واضحا ومن خلال متابعاتنا لكل قضايا المنطقة والعالم على مدى عدة عقود عشناها مع الإعلام والتحليلات المرافقة لكل تلك القضايا والأحداث أن الطرف الذي يكون موقفه صحيحا ومحقا في اي قضية يتصرف بثقة وهدوء
وتروٍ وطمأنينة دون صراخ ولا ضجيج ولاسب ولاشتم بينما نجد الطرف صاحب الموقف الضعيف فيها يعلُ صوته مجلحلا ومهرجا محاولا تغطية ضعفه بالصراخ والضجيج الفارغ والكذب وتشويه مواقف الطرف الآخر بأي طريقة مهما كانت
مفضوحة بكذبها وبطلانها ويصل الحال ببعض هؤلاء الى السب والشتم والعراك بالأيدي والكراسي وأحيانا بخلع الاحذية اجلكم الله ليضرب بها المقابل وآخِر ما وصل اليه الصراع الكلامي بين الأطراف المتنازعة ان يتولى رؤساء الدول
العظمى بأنفسهم هذا الصراخ والضجيج بالسب والشتم للأطراف المقابلة كما يحصل الان في الحرب الروسية الأوكرانية حيث لم نسمع من زعيمي طرفي النزاع مسبة او تجاوزا على بعضهما كما شاهدناه وسمعناه من رؤساء
وزعماء الغرب في هذه الحرب التي تُنْبِء ببداية حرب عالمية ثالثةً كبرى رغم تردد الزعماء الغربيون في اتخاذ اية خطوة او قرار لنصرة من استدرجوه ليكون طُعما لإختبارهم لقوة ورَدَّة فعل روسيا بإغراءه بالانضمام لحلف الناتو
والاتحاد الأوربي ولم يفوا بأيٍ من وعودهم له سوى بالكلام وبعض من شحنات الأسلحة التي لايمكنها مقاومة قوة صواريخ روسيا وطيرانها المتفوق بفارق كبير على خصمه الأوكراني المسكين الذي غُرِّرَ به فخسر بلاده وجيشه
وتَشَرَّدَ مواطنيه في بلدان اوربا التي رحبت بهم كيدا ببوتين وليس حبا بهم وبالتأكيد سوف يُهملون بمرور الزمن وطول الأزمة الأوكرانية التي يبدو ان نهايتها باتت ليست بالقريبة فصار ضجيج الغرب وصراخ زعمائه الفارغ الذي
لايسمن الأوكرانيين ولايغنيهم من جوع .