أدب وفن

ثيمة الحرب في قصة ( رصاصة واحدة في جيبي) .. رند علي/ العراق / بغداد

الشبكة مباشر

ثيمة الحرب في قصة ( رصاصة واحدة في جيبي) ..

رند علي/ العراق / بغداد

قد يكون من الصعب إحصاء الأعمال الأدبية التي تناولت حروبًا، غير أن دراسة سريعة لتطور هذا النوع من الأدب تُظهر الدور البارز للأدباء والمثقفين في مناهضة الحروب من خلال كتاباتهم، لا سيما في العصر الحديث .
” أدب الحرب” هذا الصنف من الأعمال التي تعكس في عمقها وجها من أوجه الأدب الإنساني. فهذا النمط الأدبي، تعبير عن هول تجربة تجبر فيها الظروف الفرد على التضحية بنفسه من أجل قضية يعتبرها أهم من وجوده ككيان، مثل تجربة ( محمد المغاوري) بطل قصة ( رصاصة واحدة في جيبي ) للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.
تميزت هذه القصة تحديداً من قصص صاحب دمي ودموعي وابتسامتي ، بإنها كُتبت على مرحلتين المرحلة الأولى، جرى كتابتها أثناء مرحلة معارك حرب الاستنزاف، ونشرت هذه المرحلة تحت عنوان” رصاصة واحدة في جيبي”، وبعد حرب السادس من أكتوبر كتبت المرحلة الثانية من القصة تحت عنوان” الرصاصة لاتزال في جيبي”، قصة لاتتعدى صفحاتها الـ ٥٠ صفحة تناولت الحرب وخسائرها والفساد والانتقام واسترجاع الأرض.

تتنازع في روح محمد رغائب الانتقام فيطمح اولاً للانتقام من عباس ( المفتش الزراعي في الجمعية التعاونية) الموظف الفاسد التي يأتي للقرية على صورة البطل المنقذ للفلاحين فينخدع بهِ جميع سكان القرية بمن فيهم فاطمة ابنة عم محمد المغاوري فيعتدي على فاطمة ، و فاطمة هنا مثل سيناء التي تم الاعتداء عليها من قبل اليهود ، فلابد من الانتقام ممن اعتدى عليها .

الأنتقام دفع محمد للتطوع في الجيش ليتدرب على حمل السلاح ويستعد لقتل عباس ، فخطط للشهر واليوم والساعة التي يقتله فيها ويثأر منه لكن وقوع الحرب حالَ دون ذلك .

يلتحق مع زملائه الى سيناء للدفاع عنها وهناك تقع مذبحة الكونتيلا التي يبدأ بها الفلم الذي تناول القصة
والكونتيلا نقطة عسكرية نادرة في شرق سيناء على حدود مصر مع فلسطين التي احتلها الصهاينة واعلنوا فيها دولتهم عام 1948 .
الحدث المركزي للقصة يبدأ من تاريخ 5/يونيو/ 1967 التي اجتاحت فيه القوات الجوية الاسرائيلية نقطة الكونتيلا وقتلت جميع جنود القوات المصرية هناك ولم يتبقى منهم سوى محمد المغاوري بطل القصة .
يفجع محمد بوفاة زملائة بهذه الواقعة الأليمة
( هكذا كان إحساسي يومها ، لم أفكر في كتيبة أخرى تأتي لإنقاذي .. ولم يأخذني تفكيري إلى احتمال أن تكون هناك معركة اخرى تنتقم لي . ابداً .. اريد من الله أن يهبني القدرة على أن أقتل القتلة .. اقتل عشرين .. عشرة .. أقتل كما قتلونا .. ) ويضيع في الصحراء الكبيرة الى ان يعثر عليه احد البدو فينقذه ويرسله الى غزة ( وتركت سلاحي ولكني قبل ان اتركه نزعت منه رصاصة.. رصاصة واحدة .. ووضعتها في جيبي داخل ثيابي.. احسست اني اريد هذه الرصاصة كي اقنع نفسي بأن مهمتي لم تنته بعد .. لم انته بعد من الانتقام لزملائي اللذين قتلوا .. ويوما ما سأطلق هذه الرصاصة في رأس يهودي ).. ويذهب محمد للأختباء في غزة والعمل عند (محمد ذريعه)من اهالي غزة وسرعان ما يوفر له الأخير فرصة للعودة إلى مصر ، ليلتحق مرة اخرى في الجيش ويأخذ بثأره وثأر زملائه بما يسمى حرب الأستنزاف فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء..

( إن العالم لايفكر في اسباب الحرب وهو يحارب ، انه يحصر كل تفكيره في الحرب نفسها ) .

تحولت هذه القصة الى فلم من بطولة محمود ياسين ونجوى ابراهيم وسعيد صالح وصلاح السعدني وعبد المنعم ابراهيم ، وأنتج الفيلم عام 1974 ليؤرخ لفترة شديدة الحيوية والأهمية في التاريخ المصري الحديث، وجاءت فكرته بعد عبور قناة السويس بساعتين فقط.
حد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى