أدب وفن

بعيدا عن الألم* عقيل العبود…كاليفورنيا

الشبكة مباشر

بعيدا عن الألم*

عقيل العبود

غادرت رفيقة عمره التي تجمعه وإياها أحلام عشق بعيد، تاركة أحلامها مثل سحابة تلبدت احشاؤها بفصل بؤس قاحط

كان ذلك استجابة لتداعيات مشهد لملم أثواب العمر على عجالة

تسابقت اللحظات على غرار ازمنة دنا أجلها المكاني، لتترك قلائدها المضاءة بأحلام امنيات أمضت وقائعها مودعة ارثها الزماني

تعطلت حجابات الشمس كأنها راحت تشتكي أمرًا أطل بشكل مفاجئ

استدرج انفاسها الألم، هجعت هكذا مثل نبتة جفت ازهارها بعد ان انتزع مهجتها العطش
انسلت مع الدموع، اوجاع شتاءات جديدة
لاذت الغيوم في سماءات برد قارس

التف الزاوية بشراشف سرير، تلعثمت أجزاؤه مثل قاطرة انعطفت طرقاتها عند قارعة محطة متعبة، لتنفصل عن باقي العربات بعد حين

مضت ارائك المجتمعون مثل مهرجانات سادت أجواؤها البكاء

راح الشجن يستنطق الاشياء؛ يعانق القصائد، بعد ان تبعثرت الكلمات

تغير لون السماء يوم حطت الملائكة عند ارجاء أغصانها المورقة لتبحر مع أشرعة السكون تاركة خلف منصاتها سورة ياسين، والضحى تتقدمها باقات ورد معطرة بشموع عالم آفل

ارتدت تلك الفضاءات سحر الخشوع لتودع عيد ميلادها الذي تزامن مع مناسبات رأس السنة

اختلطت اجواء ذلك الصراخ مع ومضات تحولت أحزانها الى قداس

اوشكت الدنيا ان تمطر سحابا استجابة لإنذار عاصفة أطلقت صفارات إنذارها الأخيرة

تقدمت عقارب الساعة لتعلن الخامسة بعد منتصف الليل؛ ذلك اكراما لآذان ضوء كفيف

قرر الألم ان يغادر ذاته المتغطرسة بعد ان تحقق له ما أراد

استفاقت أثقالها الواهنة بعد نوبة احتضار حادة ، لملمت اثواب خلودها الابدي

أمضت حقائب السفر تراتيل محطتها الأخيرة، متجهة صوب القباب التي اُحيطت اسوارها بفضاءات زرقة كفيفة.

*مقطع تصويري لرحيل زوجة احد الاصدقاء
عقيل العبود سان دييغو/ كاليفورنيا

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى