د فوزي الكناني: (الفرزدق وجرير الة الاعلام القديمة )
يبدو اللتنافس اليوم على التاثير في الرأي العام ذا اثر واضح لا تكاد تخطئه عين المتابع ذلك التاثير الذي يبدأبالافراد المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي وينتهي بالشبكات الاجتماعية والاعلامية الكبرى . فالتاثير في الفضاء العام يعتبر لاصحاب المشاريع والافكار والايديولوجيات هدفا ذهبيا ولعل الهجوم على الاخر إعلاميا وخلق الاكاذيب حوله يعد من فنون الهجاء لاكثر حداثة في عصرناهذا.
[٨/١٠ ٦:٣٨ م] د فوزي الكناني: قديما أستغلت السلطة والمجتمع الشعراء لكونهم الاداة الاعلامية الاكثر شهرة لتحقيق ذات الاهداف دفاعا عن القبيلة أو الحط من شأن القبائل والاشخاص المنافسين فضلا عن دعم خطاب وافكار وآيديولوجية السلطة أعلاميا بين الجماهير.وهدا ما ذكره أحمد ابراهيم …ولا يذكر أسم جرير والفرزدق الا ويرد على الخاطر تلك الاهداف السالفة التي تحققت على أيديهما بالافتخار بقبائلهما والانتقاص من الاخر ومدح السلطة الاموية ممثلة الولاة والخلفاء وأشتهر بينهما من الشعر يسمى النقائض والنقائض لون من الوان الهجاء وهو الفن القديم في الشعر العربي الذي يحط من شأن الاخر ويستصغر مكانته ويبين مثالبه ويكشف عيوبه . عاش جرير والفرزدق في القرن الاول الهجري وعقدا من القرن الثاني من الهجرة في مدينة البصرة جنوب وهي المدينة التي كانت تموج حينذاك بالحركات السياسية والفرق الدينية والعصبية القبلية في ظل دولة بني أمية.كان خير وسيلة لهم هي وجود متنفسا وأحتال القوم بوسائل لقتل فراغهم وللتعبير عما في نفوسهم من حنين الى ماضيهم القريب . كان خير وسيلة لذلك هو وجود منبر حر يلتقون فيه وكان سوق المربد هو المنبر الاعلامي الذي عاد بهم الى سوق عكاظ في الجاهلية وكان الشعر هو الموضوع الاول والاهم في تلك اللقاءات . والناس أجمعوا أن أشعر أهل الاسلام : الفرزدق وجرير والاخطل …وذلك لانهم أعطوا حظا في الشعر لم يعطه أحد في الاسلام مدحوا قوما فرفعوهم وذموا قوما فوضعوهم وهجاهم قوم فردوا عليه ، هؤلاء شعراء اهل الاسلام وهم اشعر الناس بعد حسان بن ثابت لأنه لايشاكل شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد.
[٨/١٠ ٦:٣٩ م] د فوزي الكناني: كانت أخلاق الفرزدق تشبه أخلاق أهل الجاهلية وكل ماتنطوي علية هذه الاخلاق من إثم فقد عرف بفسقه وشربه للخمر وأيضا بكل ماينطوي في هذه الاخلاق من عصبية وغلظه وهو من هذه الناحية شديد الشكيمة الذي لايدين بالطاعه للسلطان . ولعله من اجل ذلك ظل بعيدا عن قصر بني أميه في دمشق كأنه كان يحس أنه من أسره لا تقل من أسرة بني اميه شرفا وسيادة وكان الفرزدق مستهترا بالنساء وكان ( زير غوان) وهو في ذلك ليس له بيتا واحدا بالغزل وأما جرير فكان عفيفا لم يعشق أمرأة قط وهو مع ذلك أغزل الناس شعرا ..
يقول العلامة شوفي ضيف أن مايتفوق الفرزدق على جرير بل على جميع شعراء عصره هو الفخر أذ كان يعتد بقبيلته وآبائه وإن الفرزدق أناب الى ربه في سنواته الاخيرة فقد أخذ يندم على ما أقترف من آثام ومن خير ما يصور ذلك قصيدته ألتي قالها في إبليس وفيها يقول :
طعتك ياأبليس سبعين حجة
فلما أنتهى شيبي وتم تمامي