مقالات

بغداد ……..كتبت عنها الكاتبة والاديبة سميا صالح ….سوريا

الشبكة مباشر

#بغداد
لدى المدنِ الكثيرُ منَ الذنوبِ هذا ما أخبَرَنا بهِ تاريخُنا الجليلُ
وهوَ يحدِّثُنا عنِ الفتوحاتِ والغَزواتِ
وحينَ وصلَ في رجمهِ إلى بغدادَ
وقفَ صامتاً
إنَّها بغدادُ التي تُعمِّدُ شبابَها بالدموعِ
وهيَ على يقينٍ بأنَّها سَتلتقيهمُ على ضِفافِ دجلةَ.
بغدادُ التي تغمضُ عينيها كي تتذكَّرَ أولُ بيتٍ للشعرِ قيلَ فيها
بغدادُ التي تَصحو كعاشقةٍ وتُبددُ هواجسَها ولا تنحني إلاّ حينَ تودُّ أنْ تقبِّلَ السَّيابَ ،
أو تصفِّقَ للنوّابِ،
تحتاجُ شهراً منَ الاعتكافِ وأنتَ تراقبُ شمسَ أيلولَ التي تخصُّ بغدادُ بمراسمِ عمادتٍها الطافحةِ بماءِ اليقينِ
فجرحُ بغدادَ فاغرُ الشَّفتينِ وسرُّها عاقدُ الجبينِ .
تتأوهُ منْ حرقةِ الفراقِ لأحفادِها الذينَ يُسجنونَ منْ أجلِ قصيدة!
تُرى هلِ الشعرُ البغداديُ جريمةٌ ؟!
إذا :
ما أكثرَ جرائمَها!!!
أيعقلُ أنْ تطهرَ جرائمُ الشعرِ أرواحَنا؟!
بغداد : يا خيطَ الدمِ الذي سالَ على وجهِ الماءِ لتنبتَ شقائقُ النعمانِ.
يا ذاكرةً مشبعةً بالدمِ والحيرةِ والقلقِ.
المارقونَ يكتبونُ التاريخَ ويفسحونَ القلمَ لبغدادَ كي تسقطَ هفواتِهم عنْ عراقتِها فهيَ الشَّجرةُ التي حفرَ الشعراءُ أسماءَهم على أوراقِها.
لبغدادَ التي تتسربلُ بالضَّوءِ كالأنبياءِ سماءٌ زرقاءُ حدَّ الفجيعةِ
لبغدادَ أبناءٌ غارقونَ في الموسيقى باسمِها يفتتحونَ الكونَ
وفي محرابِها يصلّونَ وبمشيئتِها يكونونَ أو لا يكونونَ.
في بغدادَ كتبٌ عتيقةٌ فيها الحبُّ والشعرُ
وفتاوي القهرِ الحلالِ
وقلبٌ مضمخٌ برائحةِ الفراقِ.
ولها أيضاً عشَّاقٌ كثرُ اسْتراحوا في مقاهِيها عنِ الغيابِ
بغدادُ الوحيدةُ إلا منّا ومنْ أقلامِنا وقرقعةُ فناجينِ القهوةِ في مقهى قهوةٌ وكتابٌ.
لبّيكِ يا بغدادُ لبّيكِ
لستُ سوى عاشقةٍ تتهجّى حروفَ نبضكِ
وتصلّي في محرابِكِ
وتتقنُ فن عناقِكِ
ففي البدءِ كانتْ بغدادُ
ومنها سالَ الشعرُ حتى فاضَ أنهاراً من الجمال .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى