أدب وفن

الصخرة …بقلم الدكتور مظفر العبادي

الصخرة

الصخرة …..قصة للدكتور مظفر العبادي

الصخره مره اخرى اخذ يتامل الصخره التي تعترض طريقه يمعن النظر اليها وبعد النظرات والتأملات . بدأ ما عليه ان يفعله ..
الصخره
مره اخرى اخذ يتامل الصخره التي تعترض طريقه
يمعن النظر اليها وبعد النظرات والتأملات ..
بدأ ما عليه ان يفعله ..
اخذ معوله وصار يضربها تهاوت لها الطبقات الاخرى
وصار يتناثر الحصى هنا وهناك 00
حتى بدات كانها صغرت بعض الشئ
فاشد عزمه وزادت همته وصارت ضرباتها اكثر قوه
ولكن ما انجلت تلك الطبقات الرخوه
وفقدت تلك الصخره ليونتها امام المعول
الذي اخذ يرتد دون الاثر ذاته عليها
غضب لذلك وشد قبضته بضربات عنيفه
كادت ان تزحزح الصخره من مكا نها
فتطايرت الشظايا منها اصابته بعضها فلم يبال
استمر على منواله حتى اذا ما كثرت جراحته
وكلت قواه ونضبت همته عندم توقف عن العمل
ليأخذ قسطا من الراحه وليكمل بعدها ما بدأ
استظل الصخره وارلى جسده المتعب امامه
متوسدا حصاها المتساقط فسكنت انفاسه اللاهبه
وهدأت نبضاته المضطربه 00 وجف عرق التعب
فداعب جفينه الكرى وكاد ان يستجيب له .. خشي ذلك
ثوى ركبته وجعل المعول بينهما واراح كفيه على قبضته
ليتكئ برأسه عليهما وراح في غفوة لابد منها
بينما هو على هذا الحال مر به شخص عابر فسأله
ما حاجتك ..فأشار الى الصخرة
أتريد ان تتخطاها ..اومأ له بالإيجاب

ساد الصمت قليلا ثم بادر بالقول
تعال يابني لنتخطاها سويا .شكره قائلا
لااريد العبور وحدي بل لافتح الطريق أمام الآخرين
تبسم لقوله وتناول المعول من بين يديه
وشمر عن ساعديه ليضرب ضربات تهاوت لها طبقات الصخره
بسرعه وبت وكانها تصغر شيئا فشيئا
حزن لذلك وتمتم مع نفسه
سيجني هذا ثمار تعبي الذي بدات
وستتلاشى الصخره على يديه
غضب لقوله ووثب من مكانه قائلا
لن اعطي معولي 0لن اعطي معولي !
فامسك بالقبضه وجرها بقوه فانفرطت من بين يديه
لتوخزه على جبهته المتكئ عليها فاستفاق من غفوته
نظر ما حوله ليجد كل شيء على حاله
بحث عن حفنة ماء ليغسل النعاس من جبينه فلم يجد
مسحه بأنامله وهو يقول
قريبا سأغسل وجهي بماء الوضوء من ينبوع الظفر
هناك عند غايتي التي انشدها
رفع معوله من جديد وتوجه الى الصخره
ليكمل ما بدأ هاتفا بأعلى صوته

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى