في ذكرى المولد النبوي الشريف
خالد السلامي
ونحن نقترب من ذكرى المولد النبوي الشريف وفي كل عام تمر علينا فيه هذه الذكرى الشريفة تتصاعد التصريحات والمواقف المتضاربة بخصوص مسألة الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلب مسلم مخلص لدينه ومحب لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ، فمنهم من يحرم هذا الاحتفال بسبب عدم القيام به من قبل النبي نفسه ولا الخلفاء الراشدين وما تبعهم من الخلفاء الامويين والعباسيين والعثمانيين من بعده والى الان لم يحتفل قسم من المسلمين به لهذا السبب حيث يعتبرونه بدعة لايجوز العمل بها.
ومنهم من يجيز هذا الاحتفال اعتزاز بنبيهم ومحبة به وردا على ما تعرض ويتعرض له النبي الكريم خاصة والمسلمين عامة من اساءات واعتداءات وتشويه متعمد من قبل أعداء الإسلام بل وحتى من قبل بعض المسلمين الذين ارتضوا ان يقوموا بدور المعول بيد الأعداء ليهدموا دينهم .
اما فيما يتعلق بأصحاب الموقف الاول فنقول ان الكثير مما نقوم به ونستخدمه اليوم لم يقم به ولايستخدمه النبي وأصحابه والمسلمون الأوائل فهم لم يتنقلوا ولم يسافروا بطائرات البوينغ ولا الايرباص ولا القطار او الحافلات المكيفة او السيارات الحديثة الفارهة كما انهم لم يسكنوا قصورا وفللا وشققا فخمة مفروشة ومكيفة بأحدث أجهزة التكييف ومؤثثة بأجمل الاثاث ولايلبسون الثياب الخيالية بأسعارها وتصاميمها وجمالها وهم كذلك لم يقاتلوا بالطائرات والدبابات والمدافع والبوارج والغواصات والاسلحة المتوسطة والخفيفة ولم يستخدموا الجوال والحاسبات الالكترونية ولم يشاهدوا شاشات التلفاز 55 بوصة او اكثر
ولم يسمحوا لنسائهم بارتداء الجينز والملابس التي نراها اليوم ولم يسمحوا لرجالهم بالتشبه بالنساء ولا لنسائهم بالتشبه بالرجال. فهل كل ماتقدم هو بدع ما دام لم يقم به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه الكرام رضي الله عنهم وارضاهم ؟.
سيقول لي البعض ان الاسلام شجع على العلم والتطور وانا هنا معكم فالاسلام دين علم ومعرفة ، طيب لم لم نُشغِل عقولنا ونستغل الدعم الذي يقدمه الاسلام للعلم والعمل فنقوم بفتح المصانع لصناعة كل مانحتاجه من تلك الوسائل الترفيهية والخدمية بدلا من استيرادها من أعداء الاسلام ثم لِمَ نستخدم السلاح الذي يصنعه لنا أولئك الأعداء في قتل بعضنا البعض ولِماذا نقوم باستيراد أبسط ماكولاتنا منهم ولدينا من الأراضي والمياه والبشر ما نستطيع بهم ان نشبع العالم كله بدلا من ان يتضور اهلنا جوعا وبردا شتاء او حرا صيفا.ولماذا جمدنا عقولنا وسلمانها للاخرين يصنعون وينتجون لنا ونحن مستهلكون فقط ومشغولين بالفتن والحروب فيما بيننا نحاسب فلان على منطقته او هويته او اسمه؟ ، هل نسينا كل هذا ولم يبق لدينا سوى بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كما يسميه الرافضون لهذا الاحتفال؟.
وإما فيما يتعلق بالمحتفلين بهذه المناسبة الكريمة فنقول لهم ماهكذا تورد الابل ياسادة فالنبي الكريم الذي نحتفل بمولده الشريف بُعث ليتمم مكارم الاخلاق ، فهل يجوز أن نحتفل برجل متتم لمكارم الأخلاق بالسهر حتى الصباح بالغناء والرقص والموسيقى والضجيج والتبرج والملابس الفاضحة. ثم ألا تعلمون ان وفاته صلى الله عليه وسلم كانت في نفس يوم مولده فهل يجوز أن نحتفل بوفاته بهذه الطريقة ؟ اذاً كيف يجب ان يكون الاحتفال بهذه المناسبة ؟
بما ان الأسلام عموما ونبيه خصوصا يتعرض لأبشع انواع الاساءة والتشويه فعلينا استغلال هذه المناسبة بتكثيف حملات التوعية الدينية والتبشيرية لديننا وسط المجتمعات الأخرى والعمل على إظهار الصورة الحقيقية لديننا الحنيف ونبيه الاكرم من خلال إقامة الندوات والمحاضرات المباشرة او من خلال الفضائيات وتسخير مواقع التواصل الاجتماعي التي تصل الى كل الناس على وجه الأرض لصالح ديننا ونبينا الكريم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ردا على كل تخرصات واستفزازات الأعداء مع إنه لايجب ان يعتمد فقط على يوم الميلاد الذي لم يتفق عليه جميع المسلمين الا ان المؤكد هو في شهر ربيع الأول انما يجب ان تستمر تلك الحملات والأنشطة التوعوية والتبشيرية طيلة ايام السنة دون توقف كما يفعل اصحاب الديانات الاخرى الذي يتجولون في المجتمع الإسلامي مبشرين بدياناتهم ولم يمنعهم احد وتمكنوا من تغيير اتجاه العديد من المسلمين ولا اظنهم يستطيعون منعنا مما هم يقومون به في مجتمعاتنا.