*خطر الانقلاب الفكري*
متابعة سرى العبيدي طالبة دكتوراة
نظم معلومات ✍️
لا مشكلةَ في حدوثِ انقلابٍ عسكريٍّ مدفوعِ الأجر، يطيحُ بمن هم أهلٌ للقيادةِ والحكم، ليتولى الأمرَ لصوصٌ محترفون، فتلك مشكلةٌ إلى حين،
ولكن المشكلةَ الحقيقيةَ تكمن في القابليةِ لدى كثيرٍ من الناسِ للانقلابِ والتبريرِ له، واعتقادِهم الغارقَ في وحلِ الخطيئةِ منقذًا ومخلصا، والمتهالكَ على السلطةِ نظيفًا ومنصفا،
رغم أن الغطاءَ قد انكشف، والغبارَ قد انقشع، وتبين الوجهُ الحقيقي للانقلابِ أعظمَ ما يكونُ التبين، والأقسى من ذلك اعتبارُ القتلِ ….. أمرًا مباحًا ومبررًا، واعتبارُ مقاومةِ ذلك ذنبًا يستوجبُ الاستغفار!
تلك هي المعضلةُ الحقيقية؛ لكونِ ذلك انقلابًا في القيم، واختلالًا في المعاييرِ الأخلاقية!
ما أراده قومُ لوطٍ من لوطٍ كان معصية، ومثَّل انحرافًا في الفطرة، ولكن الأدهى من الانقلابِ في الفطرةِ هو الانقلابُ في الفكر؛
حين صار الفحشُ هو الفضيلة، والطهرُ هو الرذيلةُ التي يجبُ محاربتُها وإخراجُها “أخْرِجُوهُم مِنْ قَرْيَتِكم إنَّهُم أناسٌ يَتَطهَّرون”، وبسببِ الانقلابِ في الفطرةِ والانقلابِ في الفكر، جاء الجزاءُ متناسبًا مع ذلك الانقلاب ” فَجَعَلْنا عَالِيَهَا سَافِلَها”؛
لأنهم رفعوا الفحشَ مكانًا عليًا حتى لكأنه هو الطُّهرُ والفضيلة، وجعلوا الطُّهرَ والفضيلةَ في مكانٍ وضيع؛ حين اعتبروه من فصيلةِ الرذائل!
ما من شكٍّ في أن الانحرافَ وممارسةَ الخطيئةِ يُمثلُ خطرًا على المجتمعِ وقيمه،
ولكن الأخطرَ من ذلك التأسيسُ الفكريُّ له، حتى ليصيرُ الانحرافُ آيةُ المجتمعِ المتحضر، ويصيرُ نقيضُه آيةَ التخلف والانحسار.
إن المجتمعاتِ العربيةَ والإسلاميةَ تعيشُ حالةً من الانقلابِ القيمي الذي يُنذرُ بخطرٍ يتهددُها، ولذا تحتاج هذه الأمةُ إلى التفكير في انقلابٍ على انقلابِ تفكيرها، لتعودَ الأمورُ إلى أصلِها وطبيعتِها، فيعودُ للأمةِ بذلك فردوسُها المفقود.
وهنالك انقلابات عسكرية جائت نتيجة
احتلال من قبل قوي عظمى مثل ماحدث في
العراق وليبا وسقوط دولة بكاملها وتأسيس
الفوضى الخلابة وتفشي
العصابات والتخلف والجهل بخض النظر عن
دكتاتورية هذه الأنظمة
وما عانت شعوبها من الضيم والقهر والاستبداد
نتيجة سوء هذه الانظمة
وعدم استخدامها للحكمة والرجوع ال العقل الراجح
الكاتبة سرى العبيدي ✍️