حقوق المرأةمقالات

مشروع التعليم القائم على تنمية المجتمع برحلات تعلم – الرحلة (الأخيرة)

#الشبكة_مباشر_الخرطوم_بروفيسور الشفاء عبدالقادر حسن

بقية رحلة قريضة :

سافرت مرة أخرى لجنوب دارفور قبل نهاية الدورات للوقوف على مواقف التدريب وترتيب الإحتفال باليوم الختامي. كما ذكرت مسبقا لدينا إتفاق مع اليوناميد لترحيلنا وسافرت في معيتي الأستاذة هند جعفر مديرة البرامج وكنا نظن ان الرحلة إلى نيالا مباشر ولكن

كانت الرحلة إلى الفاشر وهنالك طائرة هيلوكوبتر لترحيلنا إلى نيالا اول مرة نرى طائرة الهيلوكوبتر من الداخل عبارة عن كنبتين طوليات والعفش مربوط بجوارنا ونحن مربطين بالأحزمة. انا كنت صبورة جدا في هذه الرحلة ولكن هند وصلت درجة من الرعب خفت عليها

فهي احيانا تتصبب عرق وأحيانا تكاد تبكي والطائرة تلف على القرى تنزل الركاب واخيرا وصلنا نيالا وكان في إستقبالنا د. فاطمة وإقبال وذهبنا إلى فندق الضمان وفي اليوم الثاني سافرنا إلى قريضة وكان في معيتنا د. نجوى عبداللطيف وكانت من اجمل الرحلات

حيث نمر بقرى بها آثار النزاعات من حريق وحيوانات نافقة إلا أن الجو كان جميلا والخضرة تعم الطريق إلا من سواد الأرض المعبدة من سير العربات. وصلنا وإستقبلنا المعتمد القامة السيد السني محمد إمام وإبننا محمد فيصل المشرف على تنفيذ المشروع. وجدنا

المعتمد يشرف بنفسه على ضيافة المدربات وراحتهن وأستأجر طباخة لتقوم بإعداد الوجبات وهذه الحرفة تبرع فيها جميع النساء الدارفوريات. يسكن فريق التدريب في منزل المعتمد المقسوم على جزءين رجالي ونسائي. لفت نظري ان الدكتورة فاطمة والمدربات

في قمة النشاط لم تشتكي واحدة منهن حتى من صداع رغم انهن في رحلاتهن السابقة يمرض عدد منهن بسبب الإرهاق. لاحظت للوجبات كانت كلها تحتوي على الدخن عصيدة وكسرة ووجدت لديهن دعم طاقة من نوع آخر بين الوجبات يوجد جردل به عصير دخن

مقشور ومسلوق ومخلوط بالزبادي يسمى العجينة والكل يشرب بلا عدد، إذن هذا الدخن هو سبب هذه الطاقة والصحة. نظم أهالي قريضة إحتفالا ضخما حضره المعتمد وكل أعيان وأهالي المدينة تحت الشجر الغزير بالمدرسة الإبتدائية وصحبه معرض للمنتجات و

رقصات شعبية نسبة لبعد قريضة من نيالا وسيحضر عدد ٢٠ دارسة مع السيد المعتمد لحضور الإحتفال الكبير .

الرحلة الثانية :
تقع محلية بليل شرق َخلية بلدية نيالا على بعد ١٨ك تجدها شرقا محلية نتيفة و شمالا محلية مرشنج، و من الجنوب الغربي محلية السلامة ومن جهة الشرق ولاية شرق دارفور. وتتكون من أربع وحدات إدارية : وحدة بليل الإدارية، وحدة سلسبيل، وحدة مديلا

ووحدة مرير وبها معسكرات النازحين كلمة والسلام. يمارس السكان حرفتي الزراعة والرعي. يبلغ عدد سكانها ٤٥٠ ألف نسمة غير النازحين في المعسكرات.

لم تكن الزيارة الأولى لي لبليل فقد زرتها في السبعينات والثمانينات وكانت مشهورة بصناعة الازيار وطواجن الطين وكنا نشتري منها ومثل هذه الحرفة يجب تطويرها إلى صناعة الخزف. وصلنا أثناء العمل وجدنا الدورات التدريبية في اوجها والكل يعمل كالنحل بقيادة

الدكتورة القامة المحبوبة للجميع والعالمية في مجالها وإدارتها ال كتورة هويدا الطيب ابوشورة مديرة المناهج بالأمانة العامة للمجلس القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار، يعاونها في الإشراف الإبن البار المخلص في عمله يونس ميرغني وشكلا معا نظاما وترتيبها

عالي المستوى. معظم الدورات تقام في مظلة كبيرة بمقر إقامتهم بمنزل المعتمد. وجدت رجلا يقوم بخدمتهم بنفسه وحتى العصر يخرج السراير والمراتب ويفرش الحوش ويقف على صواني الغداء عرفني عليه إبني يوني وقال لي هذا هو السيد يحي عبدالبنات

معتمد بليل، إندهشت يا للتواضع يقوم على راحة الصوف بنفسه. ذهبنا للدورات وفي معيتي د. فاطمة ود. نجوى والأستاذة إقبال وبدأنا بالنباتات الطبية والعطرية واستخلاص الزيوت منها وجدنا النساء جزء يعمل بالزراعة وجزء بإستخلاص الزيوت مع المدربين على

رأسهم المبدع د. ابوعبيدة وبمجرد وصولنا لهم بدأو بالغناء (يونسكو ما بنقدر قلب الموية عطر) من المستهدف ين في هذه الدورات الحكامات لنشر ثقافة السلام والتنمية عن طريق الغناء بين المجتمعات الصغيرة وفي داخل المعسكرات كما غنو للسلام. من أميز

المهارات رغم ان عمل بليل كله كان إبداعي لكن الإكسسوارات اخذت بعدا آخر على يد المدربة المبدعة في كل شئ أثيلات كمال الدين التي إبتدعت للنساء عمل عجينة السيراميك لتشكيل السكسك بالأحجام والألوان المطلوبة. كذلك شكلت اطقم ملونة من

مصاص اللالوب. أيضا المبدعات امنيات وسبأ كل واحدة أبدعت في مجالات تصنيع مشغولات السعف وتصنيع منتجات الجلود. ابدع الدكتور أيمن من قسم الألبان في تصنيع الجبنة المضفرة وكثير من انواع الأجبان والزبادي والغباشة. يالها من أشياء جميلة وإبداع وإبتكار

وقد قلت كثيرا ان المرأة الدارفورية تتميز بالإتقان والإبداع والإبتكار.

اليوم الختامي للرحلة الثانية :
في ختام هذه الرحلة لابد من الإشادة بكرم المرأة الدارفورية في شخص الأستاذة المحامية إقبال أبكر جمال الدين. أصرت هذه المرأة الحديدية ان ينزل كل الفريق العامل المكون من٢٦ فردا بمنزلها ونكون تحت ضيافتها لمدة أكثر من ثلاثة أيام وأفرغت منزل شقيقها

للرجال المدربين والمشرفين واحضرت طباخ يقوم بعمل كل الوجبات حتى العشاء وبين الوجبات جردل عصير العجينة المكون من الزبادي والدخن المقشور ومسلوق مخلوط جيدا كأنه عصير جوافة ولكن له مذاق عجيب. الدخن موجود في كل الوجبات. كان على أن

أذهب لمطار اليوناميد لإستقبال ممثلي الشراكات والضيوف والذهاب معهم لفندق الضمان حيث حجز لهم الوالي ١٠ غرف. وكان من الحضور السيد الطاهر ارتولي من بنك السودان المركزي ونسميه اب المشروعات إذ كانت له اليد العليا في تنسيق تمويل هذه

المشروعات ومتابعتها حتى تسليم العهد (جمع عهدة)، وكان حضورا مميزا للسيد الأمين العام للمجلس القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار الأستاذ محمد حماد، ومديرة إدارة التعليم باللجنة الوطنية لليونسكو الأستاذة هدى عبداللطيف وممثل وزارة الرعاية

الإجتماعية الإتحادية الأستاذة نعمات يوسف وعميدة معهد تنمية الأسرة والمجتمع الدكتورة عائشة إبراهيم. هنالك حضورا مميزا مشاركة جامعة الأحفاد لنا بحضور الدكتور العلامة بوشكاش. حضر الإحتفال عدد كبير من قيادات الولاية يتقدمهم السيد الوالي ورئيس

المجلس التشريعي وممثل اليونسكو ومدير اليوناميد بنيالا ومدير بنك السودان بنيالا ومنسق حاضنات الأعمال بالجامعة، وعدد كبير من وزراء الولاية والسلاطين والعمد ورؤساء القبائل. حقيقة كانت ملحمة تاريخية. فاق الحضور ال٧٠٠ فرد وأقيم معرض كبير جدا بقاعة

المؤتمرات الكبرى بفندق الضمان إفتتحه الوالي وسط الرقصات الشعبية. تم تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في إنجاح المشروع من الكرسي كما تم تكريم الكرسي ومشروع دعم حاضنات الأعمال وهو من الشركاء في دعم المشروع. قامت بعثة الأمم

المتحدة لحفظ السلام اليوناميد بترحيل كل فريق العمل البالغ عددهم ٣٦ شخص ذهاب وإياب وحتى الترحيل ال اخلي لقريضة. في الحلقة القادمة سأتحدث عن قصص النجاح فما زالت معظم أؤلئك النساء منتجات ولهن معنا علاقات حميمة يتواصلون
معي و

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى