طيور بلا وطن …..أكرم التميمي
طيور بلا وطن
من قصص اللجوء
أكرم التميمي
لم تكن الأوجاع تخفي مرارة العيش بالحرمان
.ولم تكن الذاكرة تتحمل كل المؤشرات
فتحمل حجم النسيان.
وقد تكفي لمن أحب الأرض والإنسان .
وينشد الحب كل الحب لأغنية قاموسها الأوطان.
يستبد بالعشق لحبيبته ومن مرارة الجوع وسوط الجلاد
يبدأ صراع مع الظلام
يختفي الليل بأحلى الكلام.
يبحث الإنسان عن مرفأ بعيد ليحمي ذاكرته
وما تبقى قد يصان
بخطوات تعقبها مخاطر لشبح الموت ومن أجل أن تتحقق أمنية وحلم وهوية
ويستمر الصراع بين الافاعي والحيتان
او اللجوء مقابل القربان
والمقصود هو الانسان
اللغة واحدة ولكن هنالك من تستحوذ عليهم أفاعي البر المخيفة ومن يقع بين بطون الحيتان لكي يبارك له الآخرين بالوصول إلى قارة أو بلد اللجوء الإنساني مع ابتسامات وتقديم القربان لتخلصه من أجل محتوم وسفر مرغوم حتى تبدأ رحله الاهتزازات لمدونة جديدة بمسميات المفوضية
السامية لشؤون اللاجئين ودوامة المراجعات المملة والاستعانة بالقصص
المؤثرة بين الواقع والخيال . قد يبدو اليأس يخترق التفكير.
مع ضباب الليل ترتسم المخاوف من كوابيس البحر والثلوج والجبال وعيون الطرقات المخيفة وفي ظلال الغابات ومحطات لم تكن بالحسبان لتكتمل الأم صلواتها في صباح كل يوم بدعاء (يارب توصله بالسلامة ) قبل أن تعلم بتلك الأعاصير التي تزداد مع قوافل الألم وهي تتدفق مع قوائم اللاجئين فمنهم من تبدأ له معاناة جديدة لم يتوقعها ومنهم من يجد بساطا أخضر حين الطلب .حتى ترسوا سفينة الأحلام المليئة بالعذابات ومرحلة من الابتزازات للمهربين وإخوان الشياطين . تعددت الطرق ولكن اللعنة لساعة المغادرة هي واحدة. دموع تتراكم وحزن يتزايد على منافذ الحدود ليستعيد البعض سلسلة من الذكريات تبدأ بالطفولة والشارع والأزقة والمدينة وأغنية وأم لاتملك سوى أدعية ونذور وبكاء يتجدد في بيت مهجور .
قد تكون قصص مذهلة وغرابة في خيال ليس في حسابات الذاكرة فتنشطر
في كل لحظة كارثة من الكوارث بين غرق وعطش لابن الرافدين.
هل هي أكذوبة أم واقع لابد منه ؟
لم تكن الصدفة حليفة لهم . يتبادلون الخبز بقصيدة كالنفط مقابل الغذاء ولكن لا لشيء بل لتتفجر أحزانهم
يقتحمون الابتسامة في عيون الأطفال يتقاتلون بين قطع الحلوى ويغازلون الحدود بلا موعد .
تفاصيل ترتسم بلوحة تراجيدية على جدران المدينة لأغنية الوداع .
قبر بلا اسم
وورد بلا غصن
وحب بلا وطن
ونور بلا شموع
وبكاء بلا دموع
مسكين أيها المجهول فقد طافت بك الأرض في كل بقعة من بقاع العالم …..
لاتنسجم صفة التشرد مع هويتك فأنت ابن النهرين وابن ارض السواد وابن أور وسومر وبابل
وابن بغداد وابن كردستان والانبار وأنت النور وأنت النار الذي أحرقت هولاكو
وأنت العراق