عُرفت الالقاب في مجتماعتنا أنها تجذب لها الشخص الذي يشبهها، وتُمحور أفكاره، وتزرع فيه الشغف للعمل، والمثابرة، والاجتهاد في الحصول عليها بشرف وجدارة، فتصنع شخصا قادرا على أن يبني للقبه مجدا هو صانعه.
وظهرت في القرون الوسطى العديد والعديد من الالقاب التي تضفي الفخامة والجلالة لأصحابها من عالم أو مثقف أو لحكام الأرض وخصوصا في بلاد الغرب وغيرها وما بين لقب معروف وآخر هناك ألف لقب لا نعلم المغزى الوظيفي له وصلاحياته التي تاهت في جبروت الألقاب ولو تعمقنا في بعض الألقاب لوجدنا
أن كل لقب له من المرتبة والمكانة التي تختلف عن غيرها من الألقاب فمثلاً ؛
الإمبراطور
هذا اللقب يعتبر أعلى مكانة وسلطة من الملك حيث يجمع بين السلطتين السياسية والدينية وقد يتجاوز حكمه البلد الواحد والعرق والدين الواحد و يتوارث الحكم عن اباءه واجداده شرط أن يكون قد خبرته الحروب والمعارك وحقق الانتصارات وسيطر على مساحات واسعة من الأرض فتسمى هذه المساحات
التي يسيطر عليها بالإمبراطورية وهي اكبر من المملكة او الجمهورية وقد انقرض هذا اللقب في وقتنا الحاضر بإستثناء اليابان التي لا زالت تستخدمه رغم انها ليست امبراطورية
الملك :
يحكم إقليما واحدا وهو يمتلك السلطة السياسية فقط بدون سلطة دينية وكان يحكم جماعة تتكون من عرق معين والان صارت المجتمعات متعددة الاعراق في البلد الواحد فصار حكم الملك يشمل كل من يسكن رقعة حكمه .
العاهل :
لقب العاهل يطلق على الملك ايضا ولكن سلطته محدودة بينما تكون السلطة المطلقة بيد رئيس الحكومة الذي من المفروض ان ينتخب من قبل الجمهور وهو نفس الحال بالنسبة للدول ذات النظام الجمهوري و السلطة الحكومية وليست الرئاسية فتكون صلاحيات الرئيس كصلاحيات العاهل وتكون السلطة بيد
رئيس الوزراء المنتخب ويسمى حكام الولايات والمدن التابعة لولاية الملك او العاهل أمراء وهم من سلالة الملك وعائلته وهناك من الأمراء من يحكم بعض الدويلات المستقلة كما في منطقة الخليج العربي والدوقيات الأوربية.
القيصر :
فهو ايضا من ألقاب الحكام الجبابرة وهم من عُينوا بتشريع إلهي حسب معتقداتهم او كما يحاولون ايهام مجتمعاتهم بذلك وقد يحكم منطقة جغرافية أصغر من الامبراطوريات ولأن تعيينهم إلهي حسب ادعائهم فإنهم لا يضعون التيجان على رؤوسهم لأنها تعتبر تجاوز على حرمة الالهة وهناك اختلافات كثيرة في
تبرير اسباب تسمية القيصر بهذا الاسم فالبعض نسبه الى يوليوس قيصر ومنهم من يقول ان الإمبراطور يطلق هذه التسمية على خليفته الذي يختاره ليستلم الحكم بعده ولكن التحليل الاكثر اتفاقا هو لانهم لا يضعون التيجان على رؤوسهم كالملوك والاباطرة وقد انتهى هذا اللقب بعد الحرب العالمية الأولى
كقيصر الروم وقيصر الروس ولم يبق اي استخدام له إلا لتفخيم مكانة المشاهير في المجالات الاخرى غير السياسية كالفن والرياضة حيث يسمى اليوم الفنان العراقي المعروف كاظم الساهر بقيصر الغناء العربي.
الرئيس :
يعتبر رئيس الدولة او رئيس الجمهورية في الانظمة الرئاسية ، الذي من المفترض انه يأتي عن طريق الانتخابات، هو رئيس السلطة التنفيذية وهو موظف عليه الالتزام بأحكام الدستور وممارسة اختصاصاته لصالح شعبه طبقا للدستور.
الزعيم :
الذي يتكفل بقيادة فئة محددة ولديه القدرة على متابعة أفكارهم وسلوكياتهم وخدمتهم
. هذا بالإضافة الى عدد آخر من الالقاب كالسلطان كما في سلطنتي عُمان وبروناي وملك الجهات الأربع التي كان ملوك بلاد الرافدين قبل التاريخ يطلقونها على أنفسهم تعبيرا عن سعة ملكهم وملك الملوك الذي كان يستخدمه ملوك فارس ويطلقون عليه اسم الشاهنشاه بلغتهم وكثيرا ما كان يتغنى به الرئيس
الليبي الراحل معمر القذافي.
وفيما يتعلق بوطننا العربي فلدينا اغلب تلك الالقاب موزعة على (٢٣) ثلاثة وعشرين عرش وكرسي رئاسة يتمتع اصحابها بالفخامة والعظمة والجلالة والسمو والسيادة والسعادة التي لا تمس شعبهم بشيء سوى سلطتهم عليه وتحكمهم فيه دون فعل مهم يُظهر اثر تلك الالقاب والصفات على واقع بلدانهم
وشعبهم ففخامة الالقاب لم تأت الا بقلة الأفعال.
وما زال الكثير من المسميات و الألقاب ما بين خليفة ووال وكونت واغا وباشا وبيك( بيه باللهجة المصرية) وافندي وأصحاب السعادة
والسمو وغيرها وقد يكون للحديث بقية .