تحلل و تفكك الناتو و ولادة الجيش الأوروبي الموحد الجديد و (الحرب الأوروبية الأقتصادية ضد أمريكا ) في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
#الشبكة_مباشر_الكويت_د. إبراهيم الزير
يشهد اليوم أوروبا ولادة جيش موحد جديد بعد أن هيمنت القوة الأمريكية عليه لعدة سنوات وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة واليوم يتوحد الصف الأوروبي بعد أن تخلص من الغطاء الأمريكي للأبد.
مرت سنوات عدة على طلب الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب عندما قال لابد على أوروبا أن تدفع ثمن الحماية العسكرية وذلك نظير تواجد القواعد العسكرية في كافة القارة العجوز ،من هنا جاء أعادة حسابات العديد من الدول الأوروبية في معادلة الربح والخسارة نظير تلك الحماية كانوا في البداية على أمل أن
توفر لهم ماما أمريكا الغطاء والدعم والحد من تكلفة الجيوش الوطنية ،مع فرض الأمر الواقع بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ومن هنا جاء الرد الفرنسي والألماني واعتراضهم على سياسة الإدارة الأمريكية كذلك منذ تولي بايدن حكم الولايات المتحدة الأمريكية وبناء عليه أعلنت فرنسا وألمانيا الحرب التجارية ضد
الولايات المتحدة وخاصة بعد أن قامت الإدارة الأمريكية في جذب كافة المستثمرون من القارة الأوروبية والسعي لدعم تلك الفئة من المستثمرين للأقتصاد الأمريكي، ولكل تلك المعطيات السابقة جعلت فرنسا تدعو أوروبا إلى حماية مصالحها من القرارات الامريكية خاصة عندما صرح وزير الأقتصاد الفرنسي (برونو
لومير) أن فرنسا تطلب إعفاءات من الرسوم والقيود المفروضة في قانون الولايات المتحدة لمكافحة التضخيم وفي الآونة الأخيرة حذر مسئولون أوروبيون من خطر أندلاع (حرب تجارية) بين أوروبا والولايات المتحدة.
اليوم أدركت أوروبا بأن مصلحتها مع الصين وروسيا وليس مع الإدارة الأمريكية وحدها ،خاصة في ظل الحرب التجارية بين الصين وأمريكا ومراحل كل تلك المجريات تسعى الإدارة الأمريكية بضرب العمق الفرنسي من خلال سياسة الفوضى الخلاقة إلى أن وصل الأمر إلى اشتباكات مع الشرطة من خلال المتظاهرين
المنددين بالهجوم ضد المركز الثقافي الكردي في فرنسا محاولة للضغط على حكومة ماكرون.
ومحاولة للعودة على قراراته في الانفصال عن الإدارة الامريكية وحربه التجارية ضدها من خلال السترات الصفراء والمدعومين من الإدارة الأمريكية في الشارع الفرنسي.
محاولات عدة للسعي لأسقاط حكومة ماكرون بعد أن تسببت أمريكا في رفع الأسعار والتضخم الذي أدى في نهاية الأمر في رفع فواتير الكهرباء واللحوم في فرنسا والسعي لعودة الثورات الملونه والفوضى الخلاقة من جديد إلى الشارع الفرنسي .
ومن هنا جاء قرار ماكرون في السعي في التخلص من الوصاية الأمريكية .
وكذلك وصاية الاتحاد الأوروبي ومنها عرض رؤية لأوروبا جديدة .
والسعي للاستقلال عن هذه الوصاية وهديا لما تقدم ذكره أن يصل إلى أنشاء و انطلاق كما شاهدنا المسمى الجديد (المجموعة السياسية الأوروبية ) هو تكتل جديد أطلقه ماكرون وكلمة السر روسيا الذي يضم الاتحادالأوروبي فضلا عن ذلك خمسة عشر دولة أخرى خارج الاتحاد وهنا وافقت الإدارة الألمانية
ومن هنا صرح المستشار الألماني ( أولافشولش ) بأن ألمانيا يجب أن تصبح القوة المسلحة الأفضل تجهيزا في أوروبا وهو القرار الذي جاء في وجهة نظري متأخرا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وعلى الجانب الأخرمن بريطانيا التي خارج الاتحاد الأوروبي غارمه المملكة المتحدة وساقطة في الركود الذي
يشهده العالم بالمعنى الحرفي غير مدركة مدى الخطر القادم من أوروبا وما تسببته السياسات الخارجية الأمريكية والحرب التجارية وان الخطر القادم من فرنسا وألمانيا وإيطاليا ليس فقط على بريطانيا بل ضد المرحلة القادمة للولايات المتحدة الامريكية والذي سوف يكون له تأثير سلبي في المرحلة القادمة
خاصة بعد أمتناع أوروبا من دفع نفقات ورسوم تواجد الجنود الأمريكان في القارة الأوروبية ناهيك عن القواعد الأمريكية المنتشرة في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الأمر الذي يجعلها أمام خيارين أما دفع الرسوم والنفقات من الخزينة الأمريكية أو سحب جميع القواعد والجنود من القارة الأوروبية بالكامل
.
وهنا يأتي نهاية وتحلل حلف الناتو بالمعنى الحرفي ووجود جيشأوروبي جديد موحد مع خروج الاتحاد الأوروبي من المعادلة السياسية وجميع كل تلك الأحداث جميعنا قد توقعها بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية خاصة بعد تهديد روسيا لحلف الناتو وغزوها للأراضي الأوكرانية الذي لم يحرك ساكنا بعدها وهنا قد
أعطت كل المؤشرات بأن حلف الناتو أصبح بالزوال ، وكتبت له شهادة الوفاة بالفعل ومن هنا يأتي ضعف القارة الأوروبية في قدرتها لحماية نفسها واليوم أصبحت مدركة أهمية تقوية جيوشها والتخلي عن فكرة الناتو بالكامل .
واليوم نشاهد القارة الأوروبية تصرخ وتطالب برفع العقوبات عن روسيا بعد ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم خاصة وشعوب فرنسا وألمانيا وإيطاليا وفي المقابل تسعى أمريكا في محاولة الضغط على كل تلك الحكومات من خلال المظاهرات والاحتجاجات لرضوخ تلك الدول وعودتها إلى رشدها إلى الحضن الأمريكي نرة أخرى
ومن هنا استطاعت دول أوروبا النجاة بأنفسهم من سقيع الشتاء والهول والخوف من المرحلة القادمة بعد أن خرجت من عباءة الإدارة الأمريكية ووفرت الغاز الطبيعي من مصر وغرب أفريقيا والخليج العربي ومن هنا لن تستطيع أمريكا في السعي لرفع الفائدة حتى منتصف العام الحالي لأضراره على الاقتصاد
الأمريكي نفسه وهنا سوف يتنفس العالم أجمع الصعداء وتنتهي كل أزمات العالم أجمع من الأزمة العالمية والاقتصادية في رفع الأسعار والتضخم بالإضافة الى ذلك حرب العملات التجارية وهنا لن ينتظر العالم أجمع أن تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية وبالتالي الأضرار القادم سيكون فقط من نصيب الاقتصاد
الأمريكي وحده هو المتضرر بعيدا عن العالم أجمع وبعيدا عن أوروبا والشرق الأوسط وسوف نشاهد أيضا تراجع قوي في المرحلة القادمة للدولار الأمريكي .
أذا صورة جديدة يشهدها العالم في القارة الأوروبية وجيش أوروبي موحد يحققها الرئيس الفرنسي ماكرون بالتعاون مع ألمانيا وإيطاليا بعيدا عن أحلام الإدارة الأمريكية الواهمة وسوف نشهد عصر جديد في القارة الأوروبية مع تفكك وتحلل الناتو.