أخبار العائلة العربية في المهجركلمة العددمقالات

هل ينبغي محاكمة الساهر ؟؟

#الشبكة_مباشر_بغداد_د كاظم المقدادي

اسوء مراحل الوعي ، غياب قابلية التفكير ، و اسوء ما في الكتابة سوء التقدير .. و الانجرار وراء العواطف والامزجة ، وسبل الألتواء والتكدير .

انه تهافت التهافت .. هذا الجري وراء كل خبر وحدث ، بالنقد المتواصل الذي صار عادة .. و التمترس بالكتابة دون تمعن ، حتى اصبحت عبادة .

ظن البعض من فرسان الحسابات المجانية ، الذين يمتلكون مواقع ومنصات ومدونات .. انهم اصبحوا اسياد الساحة .. يتعالون على هذا ، ويوبخون ذاك ، وكانوا قبل نعمة تكنولوجيا التواصل والاتصال ، نكرات لا يأتون على البال .

العراقي الذي يحب وطنه.. يخلص له وهو لاجيء تحت رحمة الخيام .. وهناك من يخونه وهو باعلى سلطة بصفوف النظام .

نحن نعشق الفن ونحب الفنانين ، من عراقيين وعرب واعاجم .. ونبقى نسمعهم وهم ينتهون الى جماجم .. لكننا ايضا كثيرا ما نرشقهم بالبيض الفاسد والطماطم .

في كأس الخليج العربي ..

صار الحديث عن حضور كاظم الساهر قضية جدلية ، و وجد البعض في شخصه تناقضا صارخا ، بين اغانيه و مواقفه الانية ، بسبب غيابه عن البصرة و قمتها الكروية .. حتى انسونا لغز انسحاب الكويتيين ، و لغوة و تدافع حمايات المسؤولين .. بل امسى الساهر اخطر من تصريح

الايرانيين المعترضين على نعت الخليج بالعربي .. وان يظل الخليج العربي فارسيا بالأسم والعنوان .

الايرانيون مسلمون ، و الفرس بينهم اقلية لا يذكرون .. يقدرون الاسكندر المقدوني ، تلميذ ارسطو الذي اطلق على الخليج اسمه الفارسي ، وكان يعتقد واهما .. ان بابل وتاريخها وحضارتها وشعبها ملك للفرس الاخمينيين ، ولم يعرف انهم محتلون لبلاد النهرين و غاصبون .

اعود الى فصل وأصل المقال .. واقول لا ينبغي لنا ان نتعامل مع فنان كبير مثل كاظم الساهر بالتلميح والتجريح .. وكأنه فنان تحت الطلب ، بلا موعد ، و بلا حسب .

ظل الساهر .. ولاكثر من ربع قرن ، مهيمنا على ساحة الاغنية العربية ، وامسى مؤسسة فنية .. ومن حقه ان يخشى على مصيره ومصير فرقته ، والجميع يعرف ان البصرة الفيحاء .. كانت قبل افتتاح البطولة الخليجية بأيام ، مسرحا للنزاعات العشائرية ، والمظاهرات الشعبية .

نعرف ان دعوة الساهر .. كانت متأخرة جدا وصلت عن طريق الشاعر كريم العراقي ، ونعرف ان التحضير لهكذا مناسبات ، يحتاج الى وقت طويل .. واظن ان فنانا كبيرا بحجم الساهر لا يشتغل وفق متطلبات ” البسطية ” يتجول بها من مكان الى اخر ، ثم يضعها في اقرب زوية .

كان محافظ البصرة اسعد العيداني ، اجدر منا جميعا في البيان والتبين .. واكثر فصاحة في الرؤية والتخمين .. تحدث عن اسباب عدم حضور الساهر الفنان ، ولم يلغ قيمته وظروفه والتزاماته في الزمان والمكان .

الساهر .. ثروة وطنية فلا تعبثوا بها ، هو الذي حمل اسم العراق اينما حل ورحل ، وغيابه عن افتتاحية كأس الخليج ، لسبب او لاخر ، هفوة كبيرة .. لكنها ليست القطيعة ، فالمناسبات والفرص كثيرة .

تذكروا .. رائعة الساهر ، العراقي الاصيل .. وهو ينتصر للعراق في زمن الحصار بأغنية ( تذكر ) فكانت صرخة من العيار الثقيل .

وتذكروا .. زمن الاحتلال البغيض 2003 في مهرجان قرطاج .. وكيف فاجأ الساهر التونسيين باغنية ( بغداد- لا تتألمي) حتى دمعت عيناه .

و تذكروا .. رائعة ( كثر الحديث) عن بغداد التي كثيرا ما يستهل بها حفلاته الغنائية .

قد تكون لحظة قرار حضوره للبصرة قد خذلته .. لكن تاريخه المشرف سوف ينصفه ، واملنا ان يحضر في ختام البطولة ليعوض عن غيابه ، ويرضي احبابه .

مع هذا لا ينبغي التركيز على حالة جزئية منفردة ، و نسيان تاريخه الفني الطويل بلحظة واحدة .

فلا يجوز نعته بعبارات قاسية ، تتطاير من كل حدب وصوب ولون .. وهو الفنان الذي ابتهل وغنى طويلا للعراق .. سيد الوجود .. واصل الكون .

.& د كاظم المقدادي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى