أخبار العائلة العربية في المهجراعلاناتالاقتصادالتسوقدولي

نظمي أوجي العراقي الذي لا يعرفه الكثيرين الذي إنطلق من الصفر الى لقب السير و أسهم و عقارات و فنادق في أنحاء العالم

#الشبكة_مباشر_لندن_ريما نزيه صيداني

مراراً ما نسمع ان هذا المشروع لنظمي اوجي، او نظمي اوجي استثمر في هذا المجال، لكن بالمقابل كثيرين لا يعرفون من هو نظمي اوجي. فعلى الرغم من انه رجل اعمال ذائع الصيت واعماله واسعة الانتشار، الا ان حضوره الاجتماعي والاعلامي نادر… هذا ما دفعني الى طلب اجراء حوار معه. وعلى الرغم من قلة ظهوره الاعلامي، الا انه خص «الشرق الأوسط» بهذا الحوار الموسع، الذي حصلنا عليه بفضل صديقه في بيروت العميد هشام جابر خلال وجود رجل الاعمال العربي في العاصمة اللبنانية لثلاثة ايام. التقيته في مكاتب شركة «General Mediterranean holding» التي يترأسها. فكان حديثاً متعدد الجوانب، استعرضنا خلاله مشواراً طويلاً حافلاً بالنجاحات والصعوبات على حد سواء. لفتني تواضعه، ومن حديثه نستشف سمات التحدي التي طبعت رحلته من بغداد الى لندن مروراً بلوكسمبورغ، كما نلمس مدى رضاه عن انجازاته التي تحقق ذاته. والى تفاصيل الحوار:

* نظمي اوجي يسمعون عنك كثيراً ويعرفونك قليلاً. فمراراً ما نسمع ان هذا المشروع لنظمي اوجي، ونظمي اوجي استثمر في هذا المجال… . لكن كثيرين لا يعرفون من هو نظمي اوجي. هل تحب ان تعّرف عنك اعمالك… اذ ليس لديك ظهور اعلامي او اجتماعي لافت؟

ـ يهمني ـ كما ذكرت ـ ان تعرّف عني اعمالي، اكثر من ان تعرفني الناس. حتى ان كثيراً من الاعمال التي ننفذها يكون وراءها مباشرة اسم الشركة وليس اسمي. نتائج الاعمال الجيدة هي التي تتكلم عن الشركة واصحابها. وانا سعيد بأن تتكلم الناس عن المشروع وليس صاحبه. خصوصاً اذا كان مشروعاً يدرّ فوائد جمة على مجتمعه، كتشغيل آلاف الايدي العاملة.

* كرجل اعمال بارز، انت مقل جداً في الظهور في الاعلام، لم هذا الجفاء بينكما. ام ان هذا الامر لا يعني لك الكثير، او تؤثر العمل بصمت؟

ـ لا، ما من جفاء. علاقاتي جيدة مع الكثير من المؤسسات الصحافية، كما لدي علاقات اجتماعية مع بعض الصحافيين، سواء العرب او البريطانيين. برأيي، الظهور في الاعلام، يجب ان يكمن وراءه سبب وليس لمجرد الظهور، التوقيت مهم جداً كما ان المادة التي سيدلي بها الشخص يجب ان تكون مفيدة. وانا اظهر في الاعلام، عندما ينبغي ان اوضح امراً. مثلاً، اضطررت للظهور الاعلامي عندما وصلنا الى نسبة تفوق الـ 5% في مصرف «باريبا»، اذ لاحقتنا الصحافة الفرنسية لتستوضح هذا الامر وكان لا بد من الظهور. ما من جفاء بتاتاً بيني وبين الصحافة، واليوم رغبتي بإعطاء هذا الحديث تعني انني سعيد به… ومقدر لأهمية الاعلام. برأيي، الظهور في الاعلام يجب ان يكون لتوضيح بعض الامور، وليس لاستعراض المشاريع… وما يهمني هو ان انجز مشاريع مفيدة تستفيد الناس منها، وليس ان اتكلم عنها ويسمعون عنها فقط.

* انت مقيم في بريطانيا منذ زمن، هل تشعر انك معروف هناك، اكثر مما في العالم العربي؟

ـ أعتبر انني معروف في المنطقة العربية من خلال اعمالي، ولو كانت شركاتنا غايتها الربح فقط، لكنا استثمرنا دائماً خارج المنطقة. لكن اهتمامي بالمنطقة وانتمائي للعالم العربي… دعواني الى اقامة كل هذه المشاريع في المنطقة العربية بغض النظر عن الربح. يعني مشروع بضخامة اوتيل «لو رويال» في عمان، تكلفته حوالي 200 مليون دولار… لا نتوقع ان يكون مردوده خلال فترة وجيزة. كما لدينا مشاريع في تونس والمغرب ولبنان. وقريباً ان شاء الله في مختلف البلاد العربية. يعني، هدفي ان افيد مجتمعي العربي بغض النظر اذا عرفوا شخصي ام لا، والمهم ان انجازاتي ساهمت في اعمار المنطقة.

منحته ملكة بريطانيا الزابيث الثانية لقب السير و بذلك يكون الثاني من العرب في بريطانيا يمنح هذا القب المهم جدآ

حيث قلد سعادة السير رودني ويليامز ممثلا لجلالة الملكة اليزابيث الثانية والحاكم العام لأنتيجا وباربودا وسام (القائد الفارس) والذي هو من أبرز الأوسمة في الترتيب الوطني نظمي أوجي عضو الجمعية الخيرية و مجلس الأديان في محفل سانت جورج العسكري المقدس. وقد منح أوجي وساماً بدرجة فارس للأعمال الخيرية التي يقوم بها وللمساهمة في حوار الأديان حسب البرنامج الذي تقوم به هذه الجمعية.
تم ذلك خلال حفل كبير في مقر الحاكم العام الرسمي في مبنى الحكومة في سانت جونز يوم الثاني من نوفمبر/تشرين ثان 2014 حضره رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدوق كاسترو والكاردينال ريناتو رافائيل مارتيني وشخصيات بارزة. هذا الشرف المؤسسي قدم لسير نظمي للأعمال الخيرية التي يقوم بها دائما فــي بريطانيا وأوروبا ودول الكومنولث ومناطق أخرى في العالم.

و أقيم حفل تكريم رجل الأعمال السيد نظمي آوجي في بيروت بمناسبة حصوله على وسام sir البريطاني

* وظفت نجاحي

* يقال اليوم في عالم الاعمال، ان السياحة من اكثر المجالات ربحاً، فهل هذا ما دفعك الى اقامة العديد من المشاريع السياحية في مختلف البلاد العربية؟ وبالمقابل، اليوم لديك مشروعان ضخمان في كل من بيروت وعمان… اليس في الامر مجازفة، خصوصاً انك لم تنتظر رد الفعل حيال الاول لتنجز الثاني في ما بعد؟

ـ انا سعيد لان النجاح الذي حققته في الغرب وظّفته للاستثمار في المنطقة العربية. فمشروع «لو رويال» في عمان تم بناؤه من حسابات الشركة في الخارج ولم يعتمد على الاقتراض من المصارف الاردنية. لم يكن الربح هو العامل الاساسي للاستثمار في المنطقة العربية، فمجال الربح خارجها افضل. وانما ما دفعني الى ذلك هو المساهمة في تطوير واعمار المنطقة العربية، اضافة الى تشغيل الايدي العاملة المحلية. انا موجود في مجال السياحة و«الفندقة» منذ حوالي 20 عاماً، واول فندق انشأناه كان «لو رويال لوكسمبورغ» وحصد نجاحاً كبيراً، ما شجعنا على المتابعة في هذا المجال. كما بنينا فندقاً في تونس وآخر في مصر. واليوم «لو رويال» اعتمدناه اسماً لفنادقنا من الدرجة الممتازة. اما سبب اختياري للفندقة عموما، فلأنها مجال آمن والنتيجة فيها شبه مضمونة. فهي تظل محافظة على ارباحها. طبعاً تتعرض للهبوط والصعود، مثل اي مجال آخر، لكن ضمن مستوى واحد، والفرق بالارباح ليس بذاك الشاسع، كما يحصل في المجالات الاخرى، يعني نسبة الخسائر – غالباً- معقولة. فالهبوط الذي حصل في الاسواق المالية، اثر بشكل كبير حتى على الشركات المتينة والضخمة، فخسائر الكثير منها وصلت الى 60%. اما في مجال الفندقة فذلك لا يحصل. وما احب التنويه به، انه الى جانب السياحة والفندقة، فقطاع البناء يعتبر آمناً ايضاً ويظل محافظاً على ارباحه

* لكن بالمقابل، السياحة تتأثر جداً بالبيئة الموجودة فيها، والمنطقة مقبلة على مرحلة غير واضحة المعالم… وموقع الاردن لقربه من فلسطين والعراق يجعل وضعه حساساً. يعني ما من مغامرة في الامر؟

ـ ما ذكرته صحيح جداً. ومع ذلك تبقى الفندقة التي هي جزء من السياحة من اكثر المجالات امناً واستقراراً. ولو كنا جميعاً كعرب سنفكر بهذه الطريقة، فما من احد سيستثمر في المنطقة العربية. يجب ان يكون هناك هدف عند الانسان العربي بتطوير منطقته. باعتقادي ـ بالنسبة للعرب ـ اليوم، أأمن مكان ليستثمروا فيه هو منطقتهم. تجلى ذلك بوضوح بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر. وبعدما شهدنا تجميداً للاموال وعدم تسهيل نقلها ومضايقات شتى… . بعد كل ذلك، املي كبير ان يفكر العرب اليوم بالاستثمار في منطقتهم، كما آمل رد فعل ايجابياً من المسؤولين لتشجيع المستثمرين بالمجيء الى العالم العربي.

* «لو رويال» في عمان وقريباً في بيروت… كأنكم تؤسسون لسلسلة فنادق تحت هذا الاسم؟

ـ تماماً، هي مؤسسة فنادقنا على مستوى عال.

* وهل ستكون ادارة هذه الشبكة عربية؟ مثلاً، اليوم لو رويال عمان، تديره كفاءات محلية؟

ـ ليس شرطاً ان تكون عربية سواء في عمان او اي مكان آخر. الادارة عالمية والهدف ان نستفيد من هذه الخبرات. المدير العام في عمان، فرنسي. ولدينا مطاعم خاصة ببعض دول العالم، وكل مطعم يديره شخص من جنسية البلد الذي ينتمي اليه المطعم. يهمني ان تُدرِب الكفاءات الاجنبية الايدي العاملة العربية… من الطبيعي ان يحتاج فندق حديث الانشاء الى الخبرات الاجنبية، لكن ليس شرطاً ان يبقى الاجنبي بصورة دائمة. نستفيد من خبرته ومن ثم ننقله الى اي فندق جديد نفتتحه او نتولى ادارته.

* يتخذ لو رويال عمان، شكل ملوية سامراء وبرج بابل، هل حنينك للعراق هو الذي دفعك الى اختيار هذا التصميم؟

ـ للحقيقة هي فكرة المهندس الذي كلفته تصميم المشروع. وهو فرنسي الجنسية. عندما أتاني بالفكرة، رويت له قصة الملوية وتاريخها، فقرر المزج بينها وبين البرج. فوجدت الاقتراح جميلاً، لأنه تجسيد رمز من رموز العراق في فندق في قلب وطن عربي. ما احب التنويه به، انني من خلال هذا المشروع ـ وعلى كافة الأصعدة ـ نفذت شيئاً لطالما حلمت به. مشروع لو رويال عمان هو حقاً عمل جبار.

* استثماراتي متنوعة

* في اية مجالات تصب استثماراتك؟

ـ استثماراتي متنوعة. لدينا «الشركة العالمية للمساهمات المصرفية والاستثمارية» (سيباف) التي تملك مصرفاً في المانيا. كما تملك مساهمة كبيرة في مصرف «BNP Paris-Bas» وهو واحد من اهم المصارف في العالم، ونحن من ضمن اكبر خمسة مساهمين فيه، بالاضافة الى مساهمات في مختلف المصارف العربية: في الاردن لدينا مساهمات في ثلاثة مصارف بنسب جيدة، كما لدينا مساهمات في مصارف لبنانية. فضلاً عن مساهمات في كثير من الشركات في العالم العربي. كما نحن موجودون في مجال الاتصالات، فنحن اول من ساهم في تأسيس شركة للهاتف النقال في الاردن وهي «فاست لينك» التي انفردت في السوق لخمس سنوات لحين ظهور شركة اخرى حكومية. كما دخلنا في هذا المجال في مصر، فنحن مساهمون في شركة «اوراسكوم» المصرية للاتصالات. كما لدينا شركة للنقل الجوي، تقوم بتأجير طائرات «تشارتر» لشركات النقل ولدينا شركات للعقار.

وفي لندن لدينا معمل ادوية يملك شهادات بحوالي مائتي نوع من الادوية، كما لدينا معمل للسكر في باكستان، وبصدد بناء معمل للطاقة في الهند. اما في بلجيكا فلدينا مرفأ في مدينة «انفرس» وشركة لحوم للذبح الحلال. بالاضافة الى اهم شركة هندسية وانشائية في لوكسمبورغ.

* من ابرز اسس النجاح، التنويع بالاستثمارات، لانه في حالة تعرض قطاع الى نكسة، فالآخر يعوض… فهل اجزم انه الدافع الى هذا التنويع اللافت؟

ـ صحيح جداً، مثلاً لو كنا مهتمين بالاسهم فقط، لكان التأثير السلبي كبيرا علينا لما تعرض له هذا المجال. تفادي الخسارة قدر الامكان هو ما دفعني الى التنويع. من الطبيعي ان التدهور الاقتصادي عموماً يؤثر على كل القطاعات، لكن بشكل متفاوت. فلذلك ادعو كل مستثمر الى التنويع.

* مصدر ثروتي

* نظمي اوجي.. صنعت ثروتك خارج العالم العربي، كثيرون يجهلون بداياتك، كيف بدأت؟ ومن اية ارضية انطلقت؟

ـ مجموعة «General Mediterranean Holding» التي أرأس مجلس ادارتها اليوم، بدأت في العام 1979، برأسمال مليوني ونصف المليون دولار فقط. كان لدي قبل ذلك نشاط في المقاولات وآخر في الاستيراد. بالاساس، انا انطلقت من المقاولات. لكن الربح الجيد، اتانا من اميركا واوروبا من خلال المعاملات المالية والاسهم والسندات، وبعدها اتجهت للعمل في العقارات.

* في حياة كل رجل اعمال، مرحلة انتقالية، اين تجلت هذه النقلة النوعية في حياة نظمي اوجي؟

ـ التوسع الكبير بالنسبة لي، كان بين عامي 1981 ـ 1982 عندما شاركنا مع مصرف «باريبا» لشراء مصرف Continentale في لوكسمبورغ. اذ ولاول مرة يدخل في عملية، شريكاً بنسبة 50%، ونحن كشركة غير معروفة كثيراً، استفدنا جداً من اسم «باريبا»، حيث فُتحت لنا اوسع الابواب، ما ساعدنا على تطوير اعمالنا والدخول في مشاريع كبيرة، كانت تعرض علينا كمساهمين. واستطاع البنك ان يحقق ارباحاً تتجاوز الـ 15% سنوياً، مما ساعدنا في 1994 على بيع حصتنا لـ Paris Bas وبلغت ارباحنا اكثر من 100 مليون دولار.

* وهل عملك في الاسهم هو الذي اوصلك اصلاً الى «باريبا»؟

ـ علاقتنا الجيدة معه ساعدتنا على امتلاك اسهم. وخلال مجيء الاشتراكيين الفرنسيين الى الحكم عام 1981 ومباشرتهم بتأميم المصارف الفرنسية اضطررنا الى بيعها للحكومة. وعند عودة المصرف الى القطاع الخاص استطعنا ان نوصل مساهمتنا الى حدود 7 في المائة.

* في العام 1981 انتقلت الى بريطانيا، ما طبيعة الاعمال التي مارستها هناك؟

ـ عند انتقالي الى لندن، كان لدينا الشركة في لوكسمبورغ. فكان لا بد من تأسيس اخرى في لندن لتسهيل حصولي على الاقامة الدائمة. ففي العام 1982، اسست شركة تجارية واخرى خاصة بالعقارات. وفي ما بعد تم شراء واحدة من اكبر واقدم شركات الادوية البريطانية… . وما زلنا نديرها الى اليوم. والجدير ذكره انني مُنحت الجنسية البريطانية في العام 1989، كما احب ان انوه بأنني حاصل على الجنسية اللبنانية.

* اي امبراطورية، في عالم الاعمال، تكون عادة شراكة بين الاشقاء، فهل اعمالك هي بمثابة «عمل عائلي؟» ـ مجموعتنا ليست عائلية، انا الوحيد من ضمن اشقائي المساهم فيها.

* من اللافت في مسيرتك، انك صنعت ثروتك في اوروبا… على خلاف ما هو شائع ان في اوروبا يصعب صنع الثروات نتيجة الضرائب. فهل اوروبا تساعد على النجاح… عكس ما يعتقد كثيرون؟ والى اي مدى كان المجتمع البريطاني مساعداً؟

ـ النجاح في اوروبا يعتمد كثيراً على الطريقة التي تعملين بها. الاستقامة والصدق من أهم عوامل النجاح. وفي ما يتعلّق بالضرائب، هناك طرق كثيرة مساعدة للتقليل من قيمتها. ففي بريطانيا، وفي ما يتعلّق بالشركات المصنّفة Holding تُحتَسب الضرائب من رأس المال وليس من الارباح، ما يعتبر عاملاً مساعداً جداً. كما ان الارباح التي تتحقق من شركات خارج بريطانيا لا تشملها الضرائب. اما في بلجيكا، فالربح الناتج عن حركات الاسهم لا تشمله الضريبة.

* سر نجاحي

* الى اي بلد تعزو نجاحك؟… ويقال ان بلجيكا بلد منفتح ومتحرر اقتصادياً، ما تعليقك؟

ـ للحقيقة، اعزو نجاحي الى اكثر من بلد. في لوكسمبورغ وجدت دعماً من الحكومة، وفي مجلس ادارة المجموعة اليوم عدد من كبار الشخصيات. وفي الشركة في لندن، اعضاء سابقون في الحكومة. سمعة شركتنا واعمالها دفعت بهؤلاء الى الانتساب اليها. اما عن بلجيكا فهي منفتحة جداً اقتصادياً واقل البلاد عنصرية.

* مراراً ما يعتقد العرب بأن هناك مؤامرة عليهم من الغرب، فهل حوربت في اوروبا كونك عربياً… اما ان النجاح لا يميّز بين الجنسيات؟

ـ اي شركة ناجحة من الطبيعي ان تتعرّض لمشاكل. تعرّضنا احياناً لمشاكل… بلا اي سبب اقحمنا فيه، مثلما يحصل في اي بلد. ومن ناحية اخرى هناك من قدّر نجاحنا، فقد حصلت على شكر وتكريم من بعض الملوك والرؤساء على اعمالي.

* المنفذون سبب البيروقراطية

* اصطدمت بعقبات في العالم العربي (كالبيروقراطية… وما شابه) كانت غائبة في اوروبا؟ ام ان المسؤولين العرب عملوا على تسهيل اعمالك؟

ـ في العالم العربي ما من مشكلة مع المسؤولين، لانهم يحاولون قدر الامكان تسهيل الاعمال، انما هي مع المنفذين لانهم لا يلتزمون… ينظرون للمستثمر وكأنه آت «ليستغلهم». في اي بلد افكر ان استثمر فيه، اسعى ان يكون لي، اولاً، لقاء مع المسؤول، لأوضّح له، ان في استثماري معادلة رابحة للبلد ولشركتنا، ومتى ما اقتنع، بأن هناك فائدة للطرفين.. اباشر بالعمل. وبحال لم يقتنع، اغضّ النظر عن المشروع، حتى لو كنت واثقاً من الربح. في الاردن كما في لبنان، لقيت كل الدعم من المسؤولين.

* من ضمن هذه المجالات الكثيرة التي اخترتها لتستثمر فيها، اي واحد ترتاح فيه الاكثر والاحبّ اليك؟

ـ تركيزي سينصبّ بشكل كبير على السياحة، اجد متعة في هذا المجال، كما احب ان اضع لمستي على هذا المجال في العالم العربي.

* هلا اخبرتنا عن البيئة التي نشأت فيها، وهل عايشت صعوبات حفّزتك لتحقيق كل هذا النجاح؟

ـ ولدت في عائلة متوسطة… تعتمد على الراتب. والدي كان مديراً للحسابات في مديرية الطيران. نلت شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة من احدى الجامعات العراقية، وظروف البلد اضطرتني ان انخرط في السياسة. المعاناة هي ابرز دافع للابداع، لان من يعاني ويتعذّب يصبح كل ما يعترضه سهلاً… لانه تعوّد على الاسوأ.

* لا علاقة لي بالسياسة

* وانخرطت في السياسة العربية ام المحلية؟

ـ (ضاحكاً) الاثنين، معظم العراقيين الذين اهتموا بتطوير وطنهم لاقوا صعوبات، من النادر ان تجدي احداً انخرط في السياسة ولم يسجن.. وانا واحد منهم. اليوم ليس لدي اي انتماء حزبي… اتابع كافة المجريات السياسية ويهمني جداً وضع المنطقة العربية، وأتألم لحالها، خصوصاً انه ما من كلمة موحدة وهناك خلافات كثيرة في عالمنا العربي.

* هل عرض عليك منصب سياسي في اي بلد عربي، وهل تطمح لهذا مركز؟

ـ لم يعرض عليّ منصب سياسي في اي من البلاد العربية، ولا افكّر ولا اطمح الى اي مركز سياسي في اي مكان كان.

* اليوم، ما علاقتك بالعراق… وهل لديك اعمال هناك؟

* تغيير النظام من الداخل ـ كانت لدينا بعض الاعمال لغاية عام 1990 ونتيجة التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة توقف العمل مع العراق منذ ذلك الوقت.

* يحكى اليوم عن تغيير للنظام في العراق، والآراء متباينة حول هذا الامر، فكثيرون يجدون ان ذلك لا يجب ان يحصل عبر اداة خارجية، وبالمقابل، يرى آخرون ان هذا التغيير يجب ان يحصل، بغض النظر عن من يقوم به. كعراقي… ما رأيك؟ وهل لديك علاقات مع المعارضة العراقية الموجودة في بريطانيا؟

ـ لست مرتبطاً ارتباطاً سياسياً مع المعارضة او اي تيار سياسي آخر، وان كان لديّ علاقات اجتماعية مع بعض من افراد المعارضة. اتمنى ان يُرفع الحصار عن الشعب الذي لا ذنب له في كل ما يحصل. ويجب ان يميّز الجميع بين معاناة الشعب واي خلاف مع الحكومة. لكن، للاسف، البعض لا يحاولون التفريق بين هذين الامرين. وبالتالي، فإنه في سبيل تغيير النظام يتعرّض الشعب لمخاطر جمّة. برأيي، ان تغيير اي نظام يجب ان يتمّ من الداخل، فهو اكثر مصداقية وقرباً من معاناة الشعب وتطلعاته. واعتقد ان لا العراق ولا اي بلد في العالم يرضى ان يُحكم من الخارج. فالقوى الخارجية لها مصالح ـ وان حققتها عن طريق الغزو ـ ستكون على حساب المصالح الوطنية. ولكن في اطار الحكم الوطني يمكن التعاون والتنسيق وتحقيق المصالح المشتركة. في تقديري ان حاجتنا للديمقراطية في الخارج مساوية لحاجتنا للديمقراطية في الداخل، وخلاصتها تعزيز حكم المؤسسات، والاّ تنفرد قوى واحدة في حكم العالم كما تنفرد قوى واحدة في حكم الداخل.

* وبحال غُيّر النظام، هل ستذهب وتستثمر في العراق؟

ـ «كل شي بوقته حلو»، عندما يعم الاستقرار في المنطقة كثير من المستثمرين سيقدمون على الاستثمار فيها.

* هل اول نجاح هو الذي حفّزك ودفعك نحو كل هذه الانجازات… ام ان العصامية جزء من شخصيتك؟

ـ اهم شيء عندي، ان يهتمّ الواحد جيداً بالعمل الذي يقوم فيه… وينجزه على اكمل وجه. وهذا ما اسعى اليه دائماً. اوّل نجاح حققته كان عبر مقاولة صغيرة، اعتبرت تحدياً نظراً للمدة القصيرة المطلوبة للتنفيذ. وكانت بداية لنجاحي.

* أصعب مليون

* يقول الاميركيون Don”t ask me how I make my first million (لا تسألني كيف صنعت اول مليون)… فهل الرقم الاول هو الاصعب؟

ـ نعم، دائماً اول انجاز هو الاصعب. مثلما ذكرت، اول مشروع كان الاصعب من ضمن كل المشاريع التي نفّذتها… حتى اليوم عندما اذكره اعتبره الاكثر صعوبة… وادين له بجزء من نجاحي.

* ترد نجاحك الى المثابرة؟

ـ طبعاً، والالتزام بالكلمة. طوال هذه السنوات لم اعط كلمة الا وكنت متأكداً من انني سأنجز ما التزمت به وواثقٌ من قدراتي. واليوم الكثير من الاتفاقات تعتمد على كلمتي التي التزم بها وهي بمثابة عقد غير مكتوب.

* هل وصلت احياناً الى محافل ومراكز لم تكن تتخيل نفسك فيها؟ اليوم وبعد ان حققت كل هذه النجاحات الضخمة وصنعت ثروة… ما الذي يدفعك بعد الى العمل؟

ـ انا سعيد بالذي وصلت اليه. في البداية، طموح كل رجل اعمال ان ينجح ويحقق مردوداً، ولكن النجاح يصبح حافزاً لتحقيق نجاح آخر. واذا كان في الفلسفة يقولون «أنا أفكر اذن أنا موجود»، ففي الاقتصاد «أنا اعمل اذن أنا موجود». ان هدفي من العمل حالياً ليس المادة فقط وانما المساهمة في تنمية وتطوير المجتمع وتشغيل الايدي العاملة. كما حصل بالنسبة لمشروع «لو رويال» في عمان، حيث اسعدني تشريف الملك عبد الله والملكة رانيا وعدد كبير من المسؤولين في الحكومة الاردنية والخارج. حضورهم حفل الافتتاح يدلّ على تقديرهم للمشروع وقيمة العمل. ثم انني اجد لذّة في العمل وهو شبه هواية.

* الى اي مدى تعتبر النجاح سلاحاً ذا حدين؟ وهل احياناً اتى عملك على حساب الامور الشخصية؟

ـ طبعاً. ثم ان النجاح يحصد الحساد والمنافسين.. ولكن في النهاية النجاح يولّد قيمة للفرد في المجتمع كما انه يعطي قيمة اضافية للقيَم العامة مثل المثابرة والاصرار، ما يجعل الفرد الناجح نموذجاً يُحتذى للراغبين في التقدم.

* عائلتك ممن تتألف؟

ـ لدي ثلاث بنات جميعهن متزوجات وشاب واحد واربعة احفاد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى