أخبار العائلة العربية في المهجرالاخباردوليكلمة العددمقالات

رسالة مفتوحة من مواطن عراقي الى السيد الرئيس رجب طيب أردوغان

#الشبكة_مباشر_بغداد_د. كاظم المقدادي

ننتظر بفارغ الصبر ، زيارتكم الى بغداد عاصمة الخلافة العباسية .

بغداد .. وبسبب من مكانتها وتاريخها وتراثها ومجدها ، وبفضل مكانتها العربية والاسلامية والعلمية ، استطاع اجدادكم بناء امبراطورية عثمانية مترامية الاطراف ، مهابة برسالتها الاسلامية ، وبقوتها العسكرية ..

فبعز العراقيين والعرب والمسلمين اهتديتم الطريق القويم ، ونصركم الله ، ووضعكم على الصراط المستقيم .

و اشهد .. و انا المتابع و الزائر لبلدكم الجميل ، أنكم اعدتم لتركيا و جهها الاسلامي الرصين ، بعد ان حاول بعض من قومكم تمزيق هويتها الإسلامية ، و مكانتها السامية .
لقد أعدتم صوت الاسلام و الآذان ، الى الجوامع بقرار شجاع و رصين ، و بلسان عربي مبين .

لا بل انكم جعلتم من ارض تركيا ، مثالا لتجربة سياسية و سطية مدهشة ، اطلقتم سراح الاسلام ولم تعتقلوا العلمانية ، و ما زالت هذه التجربة الغنية الفتية ، مثار اعجاب السياح الاجانب والزائرين والعرب المقيمين .

اذكركم يا سيادة الرئيس .. انكم كثيرا ما تشيدون في بعض من خطاباتكم بالعراق والعراقيين .. لأنهم نصروا القوات العثمانية في معاركها مع البريطانيين .

ونحن في العراق .. نتذكر المصلح مدحت باشا و انجازاته في العراق ،، جلب لنا المطبعة ، و صدرت في عهده جريدة ( زوراء ) و اقام السدود ، وشيد القناطر و قام بتحسين اساليب الزراعة ، وشجع على الصناعة ، و اسس اول “گاري ” تجره الخيول من منطقة الجعيفر حتى مرقد الامام موسى الكاظم .

و العراق .. يا سيادة الرئيس كان يطلق عليه في كتب التاريخ القديمة والحديثة ( بلاد مابين النهرين ) و كانت حدود العراق القديم تشمل المنبع لمصبات النهرين دجلة والفرات ( تركيا الحالية ) في زمن الامبراطورية الاشورية .. وبين النهرين ، وعلى ارض العراق سادت حضارات سومرية وبابلية واكدية واشورية وغيرها .. علمت الانسانية كتابة الحروف ، وصنع العجلة ، وكافة العلوم ، من طب وهندسة وفلك وثقافات وفنون .

يا سيادة الرئيس .. ان السياسة المائية التي تمارسها دولتكم اليوم ، ومحاولات الضغط على بلادنا من خلال التعطيش المتعمد والممنهج ، تعد ضمن الاعراف الدبلوماسية وعلاقات حسن الجوار .. سياسة غير مسوغة ، لا تشجع بمستقبل ضامن ، وعلاقات ناجحة ومستمرة بين البلدين ، ودوام المصالح المشتركة.. والتبادل التجاري الذي يصل الى العشرين مليار دولار سنويا ، فلا تدفعوا بالعراقيين اللجوء الى وسائل ضغط هي متاحة اصلا بأيديهم ، قد تعكر علاقة البلدين التي يحرص عليه العراق في عهدكم .

ان خنق العراق ، ومنعه من الحصول على حصصه المائية .. يعني قتل ومحو كل اثر لحضارات العراق القديمة .. وهذا واقع يذكرنا بما فعله هولاكو قبلكم .. عندما هجم على بغداد واحتلها ، ودمر كل ما فيها من اثار وكتب ومخطوطات وعلوم وكنوز حضارية .

ان بلادكم وتأريخكم المشترك معنا .. لا يمكن ان يتحمل مثل هذه الاوزار الثقيلة والخطيرة ، واقول بصراحة ان جزء من المشكلة ايضا .. يتعلق بالاستخدام الامثل ، وبترشيد استهلاك المياه في العراق .

كل مواطن عراقي .. يتساءل اليوم ، وهو يرى بأم عينيه حالات الجفاف المقلقة و المخيفة التي تغطي مساحات هائلة من النهرين الخالدين ، ويتساءل : كيف تسمح دولة جارة مسلمة لنفسها ، حرمان بلد جار عربي مسلم من حصصه المائية المشروعة .

يا سيادة الرئيس .. لا نريد ان يسجل عليكم التاريخ هذا الموقف المجحف ، وهذه السياسة المائية الظالمة التي تتبعونها اليوم ضد العراق ، وضد سورية ايضا التي تشترك معنا بمصب وحصص نهر الفرات .

سيادة الرئيس ..

في زيارتكم المرتقبة .. تأمل النخب الثقافية والسياسية الوطنية .. ان تجدوا حلولا سريعة لوضع حد لهذا القلق الذي يخيم على العراقيين بكل اطيافهم و

مذاهبهم و قومياتهم ..

و سيسجل لكم التاريخ موقفا سياسيا و اسلاميا نبيلا .

دمتم .. ودامت العلاقات العراقية التركية بخير وتعاون مثمر .

د كاظم المقدادي / مواطن عراقي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى