أخبار العائلة العربية في المهجرأدب وفنالاخبارحقوق المرأةدولي

بيت الشعر في الشارقة نظم أمسية بمشاركة نخلة العراق ساجدة الموسوي بقصيدة «رسالة إلى أبي» و الإحتفاء بها

#الشبكة_مباشر_الشارقة

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها كل من محمود صالح من فلسطين، وساجدة الموسوي من العراق، ومصعب بيروتية من سوريا، بحضور محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وقدمها الإعلامي لؤي شانا الذي تحدث عن دور البيت في استقطاب الشعراء، والاحتفاء بهم من خلال إقامة أمسيات مميزة تحظى بحضور دائم من قبل المثقفين.

وعبّر الشعراء في قصائدهم عن تجاربهم الحياتية، ورسموا بدقة من خلال كلماتهم الشائقة حالات مفعمة بالمحبة، وجذبوا الجمهور بتقديم نماذجهم الشعرية التي تلتحم بالواقع، وتصور معاناتهم الإنسانية، وتبوح بسيرهم الشخصية وحنينهم للأوطان، ومن ثم تذكر الأهل والديار بشكل جمالي.

في بداية الأمسية قرأ الشاعر مصعب بيروتية قصيدة بعنوان «أراوغ ظلي»، وهي من ديوانه الذي حمل عنوان القصيدة، وحلق فيها بهمه الإنساني المشترك الذي بدأ بكلمة «كنا» وهي دلالة ترتكز على الإنسانية التي تجمعه بغيره، ومنها:

أراوغُ الظلَّ وحدي قربَ مملكةٍ

من الخيالِ وأوهامي التي تفدُ

تركتهم وزهوراً كنتُ أقطفُها

وغيمةٌ ملؤُها الأفراحُ والكمدُ

ريحٌ وظلٌّ وشمسٌ والظلامُ رؤىً

كلُّ العناصرِ في الأحلامِ تتّحِدُ

ثم قرأ قصيدة «من شُرفَةٍ في الرّوح» التي يخاطب فيها ابنه «يوسف» برمزية عالية، فيقول:

من شُرفةٍ في الرّوحِ يُشرِقُ «يوسُــفُ»

ويطلُّ شمساً في الفؤادِ ويُشرِفُ

يا قطرةً من غَيْمِ جدّكَ كم هطلْــ

ــتَ على بساتيني ندىً لا ينشَفُ

وبكلِّ هذا الحُزنِ.. لا أهتمُّ حيــ

ـــنَ أراكَ مبتسماً… ولا أتأسّفُ..

تكفي عُـيونُـكَ كي أسيلَ جداولاً…

نحوَ الحياةِ.. أذوبُ… أُنثرُ.. أُذرَفُ

و نخلة العراق الشاعرة ساجدة الموسوي قرأت قصيدة «رسالة إلى أبي» التي تبوح من خلالها بمشاعرها النبيلة تجاه دولة الإمارات، وهي تسجل لأبيها اعترافاً بمدى سعادتها بالإقامة في بلد شقيق يمنحها دفء الحرية والأمن والطمأنينة فتقول:

لا تقلقْ يا أبتي/ فأنا في أحسنِ حالاتي

في وطنٍ أجملُ ما فيه مروءته..

وعيون الناسِ تذوب حياءً من فرط تأدّبهِم

يبنونَ بصمتِ ملائكةٍ للحاضرِ والآتي

وفي قصيدة حملت عنوان «صمت» عبّرت عن تحولات الزمن، تقول:

وبعضُ السّكوتِ رضا

وبعضُ السّكوت احتجاجْ

بعضهُ كظمُ غيظ

بعضهُ ندمٌ

بعضهُ نَعَمٌ واقترابْ

بعضهُ غرقٌ في أتون الخيالْ

بعضهُ سفرٌ فوق متن السّحابْ

واختتم القراءات الشاعر محمود صالح، وقرأ قصيدة بعنوان «عرشُ الأُرجوان» التي يحاول فيها أن يرصد حالة شائقة لمحبوبته التي ينسج من أجلها صوراً خيالية تحفل بتراكيب فوّاحة بالندى فيقول:

لـلـعُــمـــر وردتُـــــهُ وكـــيــــفَ يـضــمُّـــهـــا

نـهـــرٌ تُــواعـــدُهُ الـضِّـــفــافُ وتُـخـلِـــفُ؟

مــرَّتْ بـنــا صــوبَ الـــحُـــقـولِ حِـكــايـــــةٌ

للصَّبـر من غُصـن الـصَّـبــابــةِ تُـقـطَـــفُ

كُــنَّــا عـلى ضــوءِ الـعِــطــاش فـــراشــــةً

تـشـــــدو بــيــنـبـــوع الـظِّـــلال وتــعــــزِفُ

خُـضْـنـــا فُـتــوحـــــاتِ الـوصـــالِ كــأنَّـمـــا

عــيـنـــاكِ فــاتـــحــةٌ وفــوحُـــكِ يُـــوسُـــفُ

وفي نص آخر بعنوان «وحدَكِ.. قلبُ القصيدة» يخاطب أمه، ويرصد لقطات معبرة تشكل دلالات لمشاهد حية من الذاكرة برهافة وجمال:

أمّــاهُ يــــــا قــلـبــي عـلـى الأوراقِ

يــا حـرفـيَ الـمـذبوح بـالأشـــواقِ

خـبّـأتُ رائحــــة الــبـــلاد بـشَـعــرها

ونثـرتُ قـمح الـوعـد في الأحـداقِ

ولمستُ محـرابَ الـصلاة بـوجهـها

وحـضنـتُ فـي يـدها رُباً وســــواقِ

كم هدْهدتْ عمري ضفائرُ طهرها

وبـشالـها كـم ضـــوّعتْ أعـمــاقـي

وفي الختام كرّم محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.

المصدر: جريدة الخليج

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى