مقالات

مهارات إدارة فن القيادة: كيف نصبح أشخاصاً قياديين ..؟ و ما هي معايير القائد الناجح ..؟

#الشبكة_مباشر_أربيل_ الماستر أسعود العبدالله

إنَّ تطور علوم الحياة المعاصرة، وتعقُّد الأشياء،

وتحوُّل معطيات الحياة إلى صيغ أخرى أكثر تعقيداً مما كانت عليه في الزمن الماضي، أدى إلى أبتكار أسم جديد لهذا العصر أو الدهر الذي نعيشه يوماً بعد يوم حتى سمي عصرنا هذا بالعصر الرقمي بعد أن سيطرت عليه التكنولوجيا ومنحته بعداً آخر دخل في تفاصيل حياة الناس اليومية،

فلم نجد سوى طريقة واحدة لتنظيم كل الأعمال التي تقوم بها جماعات كبيرة،

ألا وهي فن القيادة. يُعَدُّ فن القيادة علماً من علوم الحياة المعاصرة،

وقد برع المؤلفون في إغناء مكتبة التنمية الذاتية بكتب تناولت علم القيادة بوصفه علماً متخصصاً بمواصفات ومعايير الشخصية القيادية، ومدى تأثيرها في المجتمع ودفعه نحو التغيير، والإنجاز، وحب العمل، والنجاح، وقطف ثمار التفوق، والتميز والإصرار.

العلاقة التي تربط بين مفهوم القيادة وعلم النفس الإجتماعي :

يمكن ببساطة تعريف القيادة على أنَّها عملية يتم من خلالها التأثير في الآخرين، ودفعهم نحو التغيير في السلوك والفكرة، ووضع خطة محكمة ومتقنة بمهارة لتحقيق الأهداف والسعي والدأب الدائم إلى تنفيذها،

وتتضمن عملية القيادة إرشاد أعضاء الفريق وتوجيههم وتغيير السلوك الإنساني المتجه نحو الذات وأستبداله بالسلوك الإنساني المتجه نحو الجماعة، وتفضيل المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية وأستبعاد الأنانية وحب الذات.

ما هي خصائص فن القيادة ..؟
1- القيادة بتعريف مبسط وسهل هي عبارة عن عملية تأثير تبادلي مشترك:

يعرف التأثير بأنَّه قدرة الفرد أو الشخص أو الكائن على إحداث تغير سواء أكان طفيفاً أم عميقاً في سلوك أو أعتقاد أو توجه أو رأي كائن آخر، والقيادة الصحيحة تكمن في القدرة الفذة التي يتمتع بها القائد المتميز في توجيه الأفراد والتأثير فيهم إيجاباً تأثيراً مباشراً أو غير مباشر،
ليدفعهم إلى صنع التغيير والبدء من جديد بخطة جديدة ومحكمة.

2- ميزة القيادة بأنَّها ليست عملية أحادية البعد أو القطب
أو الجانب:
الغريب في الموضوع هو أنَّ القيادة تتبلور نتيجة أتحاد ودمج أنظمة متعددة ومتنوعة تحمل أفكاراً جديدة ومفيدة، ويمكن أن يوجد أكثر من قائد أو مايسترو، وكل منهم يعطي نظاماً مختلفاً وفكرة مختلفة، فبذلك تأخذ عملية القيادة أبعاداً متنوعة ومختلفة وشاسعة، ولكنَّ هدفها واحد،
ألا وهو دفع الفريق نحو التغيير والإنجاز والوصول إلى الغاية الأسمى.

3- تتمتع القيادة بأنَّ لها نكهة متعددة الأوجه والأنماط والأشكال:
القيادة الحقيقة هي عبارة عن مزيج وغنى من مجموعة كبيرة من الشخصيات، والمهارات، والنشاطات الملموسة والمحسوسة والمرئية؛ مثل: حسن وحنكة القيادة، والثقة بالنفس، والنزاهة، والشخصية المحبوبة الجذابة، والمهنية في العمل، والتواضع.

4- القيادة هي عملية تتوجه نحو هدفٍ واحدٍ:
لا يوجد قائد إلا ولديه هدف سام يسعى الفريق إلى الوصول إليه والسعي من أجله، والقائد الفاشل هو مَن يضيع الهدف ويفقد الغاية ويضل الطريق ويخسر القيمة.

ما هي أهمية القيادة ..؟
القائد يلهم المرؤوسين ويرشدهم؛ لأنَّ القيادة ليست فقط عملية إشراف على المرؤوسين وغيرهم من أعضاء الفريق؛ إنَّما يؤدي القائد – إضافة إلى صفة الإشراف – دور الملهم والمرشد والموجه والمعلم؛ إذ يرشد فريقه نحو البوصلة الصحيحة والأتجاهات السليمة، فيكون معلماً لفريقه وملهماً لجماعته، فتتحول عملية القيادة إلى تعاون وبحث دائم وعلاقة محبة بين القائد وفريقه يسودها الشغف والإصرار لإنجاز العمل وتحقيق الهدف والقيمة العليا والغاية المثلى.

القيادة الحقيقية توفِّر جواً من التعاون والتضامن والإتحاد بين القائد وفريقه.

القيادة الحكيمة والعظيمة تعطي مساحة من الأمان والثقة بين القائد ومرؤوسيه؛ فيصبح لدى الفريق ثقة عمياء بقائده المعلم والحكيم، ويستشيره بكل صغيرة وكبيرة، ويأخذ برأيه ومشورته، ويصغي إلى كلامه، ويستمع لأقواله وينفذها دون تفكير أو تشكيك بكلام القائد أو المايسترو كما يسميه بعض الناس.

فن القيادة ينشئ بيئة إيجابية ملائمة ومناسبة لإنجاز العمل وإتقانه والقيام به على أكمل وجه.

السعي الدائم للقائد أو الزعيم إلى الأطمئنان على موظفيه

أو أعضاء فريقه، ومناقشتهم في جلسات الإجتماع لحل مشكلاتهم، والحديث عن أمور العمل وحيثياته ومشكلاته وكل تفاصيله.
القيادة تصنع فريقاً منضبطاً حازماً لا يحب اللهو؛ بل يعشق العمل، ويتم تحويل المرؤوسين إلى صيغة أخرى ألا وهي متابعون، والقائد المتمرس والمحنك والناجح يقوم بتحفيز أعضاء فريقه عبر منحهم مكافآت ذات قيمة مالية أو غير مالية، والمكافأة ليست بقيمتها المادية؛ إنَّما بقيمتها المعنوية، فهي تحفز الموظف على متابعة عمله بحب ونشاط وهمة، وأستعداد دائم ومتجدد لأستلام أصعب وأعقد المهام وإنجازها بوقت قصير نسبياً.

كيف نصبح أشخاصاً قياديين؟

في حال كنت تطمح لأن تكون فرداً قيادياً أو قائداً ناجحاً متميزاً في شتى المجالات، ما عليك إلا اتباع الخطوات الآتية:
التمتُّع بثقةٍ عاليةٍ واعتزازٍ بالنفس وافتخار بالذات.

تبنِّي وجهات نظر تتعلق بالقضايا العلمية، والفلسفية، والأدبية، والاجتماعية، والدينية، وغيرها من القضايا الإنسانية الحياتية الهامة التي تتعلق بكينونة الإنسان
وسر وجوده في هذا العالم الشاسع والواسع.

أحترام آراء الآخرين وتقبُّلها بكل رحابة صدر، وأحترام الثقافات الأخرى المختلفة عن ثقافتك، فالمجتمع بستان متنوع الأزهار ومتنوع الروائح والألوان، وتجمُّع هذه الأزهار مع بعضها يشكل لوحةً فنيةً خالدة وساحرة ومذهلة.

التحلِّي بالموضوعية والشفافية، وعدم الانحياز إلى صف معين أو إلى جماعة معينة بحدِّ ذاتها على حساب صف آخر أو مجموعة أخرى؛ بل عليك أن تنصر الفكرة عينها وليس شخصاً محدداً تجمعك معه قرابة أو غاية أو مصلحة شخصية، فحتى تكون قائداً ذكياً ولبيباً ومنفتحاً ومتمرساً، عليك أن تكون مجرداً من المصالح الشخصية والغايات الدنيئة.

وضوح الرؤيا لدى القائد، وقيام القائد أو المؤسس بشرح الأهداف والمخطط الذي ستسير وفقه الجماعة أو الفريق، والعمل بجدٍّ وكفاح في سبيل تحقيق غاية أسمى وهدف أعلى يحقق للفريق النجاح والأستقرار والتميز.

الخبرة والحنكة والذكاء منقطع النظير في التعامل مع المواقف والظروف والأشياء والأشخاص، وإبعاد كل ما يهدد نجاح الفريق ويعرقل إمكانية تنفيذ الخطة بنجاح وسهولة.
التخطيط والإعداد والتحضير المسبق، وإعداد خطة زمنية تحدد كيف ومتى وإلى أين يتوجه الفريق في عملية التنفيذ، مع مراعاة استغلال وأستثمار كل ثانية ودقيقة تمر من الوقت في المحاكمة العقلية وتقييم الأمور من كل الجوانب.

تطبيق مبادئ روح العمل الجماعي والأبتعاد قدر الإمكان عن روح الفردية والأنانية والأستئثار بالأفكار والأموال وتفضيلها على الذات دوناً عن الآخرين.
العمل بنزاهة وضمير وأمانة وحرص ووعي وإحساس عالٍ بالمسؤولية تجاه العمل والموظفين والأهداف التي يسعى القائد إلى تحقيقها والوصول إليها.

التوزيع السليم والتقسيم العادل والمنصف للمهام بالنسبة إلى الأشخاص، فكل فرد وموظف أو مرؤوس بناءً على قدراته ومؤهلاته وإمكاناته وشهاداته وخبراته العملية والعلمية والحياتية ومعلوماته الذهنية؛ إذ يتم توكيل المهمة المناسبة للشخص المناسب في المكان المناسب، فكلٌّ يعمل على حسب أستطاعته وإمكاناته ومعلوماته، وكلٌّ في موقعه.

القدرة الفذة لدى القائد على ضبط أمور العمل، والمتابعة المستمرة، ومواكبة كل التفاصيل والأحداث والمعطيات التي تجري في كل مفاصل العمل، والقدرة على سد أي فجوة مهما كانت صغيرة أو كبيرة وإصلاح أي خلل يصيب العمل ويعرقل تنفيذ الأهداف والخطة الموضوعة.

أمتلاك المهارة والحنكة العالية في إدارة التواصل والأتصال بين أعضاء الفريق والموظفين، وأن يتمتع القائد بلغة ولهجة إجتماعيّة محبوبة وقريبة يقبلها العقل والقلب وترتاح الأذن لسماعها، وأن يمتلك مهارات الخطاب والحديث، وأن يتقن فن الخطابة ومهارات النطق السليم، ومخارج الحروف الصحيحة، والصوت الواضح، واللغة السليمة التي تحمل في مضمونها الرقي والتحضر واحترام الذات.
أن يكون القائد شخصاً فولاذياً من الداخل، وجباراً بتحمل ضغط العمل، ويكابد الصعوبات الناتجة عن تراكم المهام والمسؤوليات والضغوطات، وأن يُحسن إدارة وتنفيذ عدة مهام في اليوم الواحد أو في ذات الوقت.

منح الموظفين الذين يقومون بعملهم بأمانة وإخلاص جوائز مادية ومعنوية؛ تقديراً لجهودهم وتعبهم وإنجازاتهم وتفانيهم في عملهم.
التفكير الواعي والعميق والرصين والهادئ قبل اتخاذ أي قرار تعسفي أو متسرع أو همجي، وأعتماد الإنصات وإطلاق قرارات حكيمة، والتفكير بعقلانية ووعي ومنطق مع مراعاة أخذ الحيطة والحذر.
ما هي معايير القائد الناجح؟

1. أن يكون القائد قادراً على إدارة ذاته ونفسه وفريقه جيداً، وأن يتقن قواعد القيادة وأسسها وأساليبها، فإنَّ إدارة الذات أهم سمة من سمات القائد الناجح والمتميز والمتمكن، فإن لم يكن قادراً على إدارة ذاته، فإنَّه لن يتمكن من إدارة فريقه أو أنصاره أو جماعته.

2. الإحساس بالمسؤولية.

3. حسن التصرف الإستراتيجي، والقدرة على ضبط الأمور.

4. الذهن المتفتح وسرعة البديهة والعقل الحاذق الذكي الواعي.

5. أمتلاك التفكير المسبق والتخطيط للأمور، واعتناق حدس التنبؤ الإيجابي والحاسة السادسة، وأستشعار الأمور عن بعد.
الإستعداد الدائم لتغيير الخطة وتعديلها من جديد.

6. التواصل الفعال والإيجابي والسليم.

7. وضع الأهداف.

8. التفاؤل والفكر الإيجابي.

9. وضوح الرؤية.

م / مستشار التدريب الدولي المعتمد ///
الماستر _ أسعود العبدالله

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى