المعمارية السورية “هبة الراضي” تفوز بجائزة “إنجازات متميزة رغم الظروف” في بريطانيا بعد تجربة اعتقالها بسوريا
#الشبكة_مباشر_لندن
“هبة الراضي” مهندسة سورية تفوز بجائزة “إنجازات متميزة رغم الظروف” في بريطانيا التي تمنح للعاملين الشباب في المجال الهندسي في بريطانيا.
فوز المهندسة المعمارية هبة الراضي، جاء بعد 4 سنوات من وصولها إلى بريطانيا حاملة معها تجربة اعتقال مريرة عاشتها في سوريا في سجون النظام .
وأعلن عن فوز المهندسة يوم الخميس الماضي، حيث وصفت الراضي شعورها لحظة إعلان النتائج، بأنها كانت لحظة من المشاعر المختلطة، التي تتفوق فيها مشاعر الفرح والفخر بما حققته خلال فترة قصيرة من إقامتها في بريطانيا.
تقول “الراضي” في تصريحات صحافية حول الجائزة: “إن الجهة التي نظّمت حفل توزيع الجوائز منظمة Women in construction”، وهي منظمة مهتمة بالمرأة بالمجال الهندسي بالمملكة المتحدة.
وأضافت:”قرر المنظمون لهذا العام إحداث قسم خاص للشباب يضم مختلف فئات الشباب بغض النظر عن الجندر، ولم تقتصر المشاركة على النساء فقط، بشرط أن يكون الشخص المشارك تحت سن 35 عاما”.
كما ذكرت بأن المسابقة كانت تضم في دوراتها السابقة عدة فئات، تتضمن جائزة “أفضل مدير مشاريع صغير” و”أفضل مقاول صغير”، وغيرها من الفئات العاملة في المجال الهندسي.
لكن تم إضافة هذا العام الفئة التي حققت من خلالها الفوز بالجائزة وهي “إنجازات متميزة رغم الظروف”، تضيف الراضي.
تجربة اعتقال قاسية في سوريا
وحول ظروفها خلال إقامتها في بلادها، تؤكد المهندسة الشابة المنحدرة من محافظة درعا جنوب سوريا، تعرضها للاعتقال 3 مرات، على يد قوات الأمن التابعة للنظام السوري.
توضح الراضي بأن فترة الاعتقال التي عاشتها خلال مراحل الاعتقال الثلاث، تنوعت، إلا أنها تركت في نفسها أثرا كبيرا نتيجة التعذيب الذي تعرضت له.
وقالت إن الظروف القاسية التي عاشتها في سوريا، والمتمثلة باعتقالها وحرمانها من العمل ضمن اختصاصها والتضييق عليها من مختلف النواحي دفعها لاتخاذ قرارها بالهجرة إلى أوروبا.
توضح في هذا السياق:”قررت الهجرة إلى أوروبا بمفردي، وكان القرار وليد اللحظة وبدون تخطيط مسبق، لذلك واجهت معاناة كبيرة حتى تمكنت من الوصول إلى بريطانيا نهاية عام 2019، حاملة في حقيبتي أهم ما أملك، وهي شهادتي الجامعية”.
تحديات
تقول الراضي إنه بعد وصولها إلى بريطانيا بثلاثة أشهر حصلت على الإقامة، وتقدمت إلى وظيفة في الشركة التي تعمل فيها اليوم، حيث اجتازت مقابلة العمل بنجاح، لتبدأ العمل في الشركة مباشرة.
ورغم السرعة في الحصول على الإقامة ودخول سوق العمل، إلا أنه كان لدى “الراضي” تحديات كثيرة في انتظارها، بسبب اختلاف أنظمة البناء بين سوريا وبريطانيا.
لكنها أكدت أن “التحدي الأصعب بالنسبة لها هو إثبات نفسها في بريطانيا… أردت أن أثبت لهم أنني قادرة، وأنا أهل لذلك”.
تقول إنه “مع الدراسة الكافية، والتدريب، والعمل في مجالات هندسية مختلفة ضمن تخصصي تمكنت من أن أفعل شيئا، والآن هناك حوالي 25 بناء ضمن المملكة المتحدة من تصميمي وتنفيذي”.
ومضت بالقول:”الشيء الذي بدأ من اعتقال وتعذيب ويأس، انتهى بتكريم على مستوى المملكة المتحدة للإنجازات المتميزة رغم الظروف الشخصية التي مررت فيها”.
كما اعتبرت أنها تمثل اليوم المرأة العاملة في المجال الهندسي، والتي أتت من ظروف قاسية جدا، ورغم ذلك فهي تحقق النجاحات المتتالية.
وأضافت:”مازال عندي أمل كبير بأن أوصل صوتي وصوت النساء، بأنه لا يوجد شيء يكسرنا، وأن حقوقنا فوق كل شيء”.
ولفتت إلى أنها تحاول كسر الصورة النمطية عن اللاجئين، بأن أوضاعهم الصعبة تجعلهم يعيشون على المساعدات، مؤكدة أن “اللاجئ هي صفة عندما تكون بلدك في حالة حرب، بينما الإنجاز يمكنك أن تحققه مهما كانت ظروفك قاسية”.
المصدر:أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا