أدب وفنحقوق المرأةمقالات

قصيدة رثاء المرحومة أم ليث في الذكرى السادسة لرحيلها

#الشبكة_مباشر_لندن_أ د. علي عطية الرفاعي

قصيدة رثاء المرحومة ام ليث قبل ثلاث سنوات وحيث نعيش يوم رحيلها (4 كانون اول 2017،) اليوم 4 ديسمبر 2023، تعبير عن مشاعر قريبة من الحدث فتضم معاني جليلة تستحقها، من الصدف
4 ك١ 2017 كان يوم أثنين أيضا.
شاكر ا كل من يشاركنا القصيدة ،وشاركنا تلك المناسبة ويشاركنا بعواطف اخوية وإنسانية.

في رثاء أم ليث
في الذكرى السادسة لرحيلها إلى رب رحيم
رفيقة العمر.
*
رَفِيقةَالعُمْرِأنَّ الحَياةَ بِدونِكِ سَئِيمَةٌ كَيْفَ لا؟وبَعْدَكِ كلُّ شَيْءٍ أَراهُ مُمِلاّ

أَأَنْسىَ بُكائِكِ يومَ السفرِللدَّراسَةِ مُبْعَثاً وأَنْتِ بِعُمْرِالصِّبا أَدْرَكْتِ الفُراقَ يَطُولا

عامانِ بَعْدَها ننتظرُاللِّقاءَ وصُورَتكِ على مَكْتبِ الدِّراسَةِ تُسَهِّلْ لِلصَّبرطُولا

ويومَ اللِّقاءِ بعدَ عامينِ تَدفَّقَ الدَّمْعُ فَرَحاً قـَـدْ تَجاوَزْنا أَلَمْ الفِراقِ فَتَحَقَّقَــتْ آمالا

عِشْتُ مَشاكِلَ دِراسةٍ لِمواقِفَ قومِيَّةٍ فكنتِ لِي سَنـَداً مُضَحِّيَةً كَيْ أتَواصَلا

وفوقَ ذلكَ كانَتْ هَديَّتكِ لنا ثَمِينَــةً ولدٌ نِضالُنا القَوْمِي سَمَّاهُ لَيْثاً زمَناً طَويلا

كُنْتِ بينَ العَربِيَّاتِ والعِراقِيَّاتِ فَخْرٌ فرُغْمَ صُغْرِالسِّنْ بِنَباهَتكِ كُنْتِ لهُنَّ مِثالا

كَرمٌ وعَقْلٌ في الضِّيافةِ قِدْوةٌعَنْها كُنَّ يَتَناقَلْن َالأَحَاديثَ ويُكْثُرْنَ المَدْحَ والتَّبْجِيلا

وقَدْ عُدْنا للوطَنِ الحَبيبِ بآمالٍ مُثْقَلةٍ فالعَشيرةُ بشَوْقٍ تَنْتَظِرنا فالفـراق قَـدْ طالا

لهُمْ كُنْتِ مُــرْشِــدةً بعَـقلٍ رشيدٍ نَيِّرٍ كانَ الكبارُوالصِّغارُلكِ يَصْغُـــونَ اِجْـلالا

بِصبرِكِ وتضحياتِـــكِ كان لنا دورٌ وطنيٌّ وقوميٌّ سَتَتحدَّثُ عَنهُ للشَّعبِ أجْيالا

كنتِ امًّا ،للعراقِ وللامَّةِ اهديتِ ابناءً بهِـمُ الوطــنُ والأمَّةُ يَفْتخرانِ خُلقا وأفْعالا

وأحفادٌ بِهِـمُ يُــسَرُّ مَنْ يراهُمُ لخُلقٍ ولآدابٍ ينتظرِهُـمْ مستقبلٌ هُمْ رجالهُ والآمالا

غَيْرأنَّ الحَياةَ للانسانِ اللهُ حَدَّدَ وقتَها بِدايَةٌ فمَحَطَّةٌ وعَملٌ فنهايةٌ وتَبْقىَ لنا الأَعْمالا

فخَيْرُ الناسِ مَنْ للنَّاسِ أحْسنَ عَمَلاً تـَتَفَـقَّدينَ صَغِيرَهُم َوكَبِيرَهُمْ لا تَعَباً و لا كَلَلا

أَنا أعْلمُ أنّا يـَوْمـاً للقاءِ اللهِ سَــنَرْحَـلا لكــنَّ رحِيـلكِ مُبَـكِّراً قَـــدْ حَطَّـمَ لنا الآمالا

فالفِراقُ بعدَ رفْـقـَةٍ تجاوزَتْ نِـصفَ قـرنٍ عِشناها أتـْراحاً وأَفْـراحاً لا يُـحْتَمـلا

أتَـذْكُريــنَ قصـيدةَ أَأَرْحــلُ أَمْ تـَرْحَليــنْ قُلتُها قبلُ سَبْعَة سِنين كأنَّ القدرَأنطَقني لأقولا

فَكَأنَّ تَضْحِيَةٌ أُخْرى لرفِيقكِ تُتقـدِّمين بَديلا فَقرَّرْتِ العَزْمَ على الرحيل قِبْلي فكانَ الرَّحيلا

بذلتُ ما استطعتُ لايقاف التنفيذ لله متضَرِّعاً دُهِشَ الأطباءُ عَجباً لصبري بملازمَتكِ طويـلا

كأنِّي حارسٌ يُحاولُ صَدَّ المَوْتِ عَنــكِ لكنَّ قدرَاللهِ للانسانِ يفقدهُ حَيَلهِ ويُعجِزهُ بُطولا

قَدَرُ الاِنْسانِ في كِتابٍ اللهُ بِيَـوْمٍ حَـدَّده واِنْ حـاولَ الانسانُ فــلامَناصَ فأنَّ الامرَمُسجَّلا

للهِ جـَــلَ جَلالُــهُ نَــتْركُ أمْرَنا هُو خالِقُنا بِمَا خَلقَ عَليمٌ نسالُ اللُّطفَ فِينَا يوم لقائهِ نتقابلا

أنَّما الحياةُ الدُّنيا لعبٌ ولهوٌ وهَمٌّ ثم تفنى والآخِـرةُ للصالحينَ خيـرٌوأبقي ثم لِقاءٌ وتواصُلا

الحمدُ للهِ قد تَركنا ما لنا يَدعونَ خَيْراً ويَعْمَلا أولاداً بَـرَرَة ًوأحفـــادً للاحسانِ عَمَلاً وللبِرِّ أفعالا

نامِي رفِيقـــةَ الحِيــــاةِ قـريرةَ العينين حُرَّةً مُـنْتَظِرةً لِقـائِنا يوماً عِندَ ربٍّ كريـمٍ رحيمٍ التقابُلا

وخِتاماً أقولُ زِرْتُ الدارْ لأري رفيقتي أملا فالدَّارُ كئيبةٌ فاجأتني بسؤالهـا أيـن شمعتها أمَـلا

فأجَبْتُها مُرتبكاً في بلادِ الغُربِ تَركْتُها راقِـدةً وقـَـدْ زَيَّنتُ مَرقَـدَها بزِهُورِوردٍ تُحُبُّهُ للزائرِتُهَـلِّلا

يا قارئاً قصيدةَ رثائي لرفيقةِ الحياةِ لاتَعْجَبْ فالزوجَةُ حياةٌ ليسَ لِغريزةٍ بِها الانسانُ يَتسَلَّى

ربَّاه ليسَ غَـيْرِكَ يُـدْعَي لسماعِ مِحْتــاجٍ أدعـُوكَ بِسٍعـَةِ رَحْمـَتِكَ أنْ بِهـا لأمِّ ليثٍ تُشْمِلا

أبو ليث علي الرفاعي
4 كانون اول 2023

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى